ما هي الاختلافات بين التغيير في الشخصية والسلوك الجيد؟

2019 سبتمبر 19

كلمات الله المتعلقة:

يشير التحوُّل في الشخصية بصورة رئيسية إلى تحوُّلٍ في طبيعة المرء. لا يمكن رؤية الأمور في طبيعة الشخص من التصرفات الظاهرية؛ إذ إنها ترتبط مباشرةً بقيمة وأهمية وجوده، أي أنها تنطوي مباشرةً على نظرة المرء إلى الحياة وقِيَمِه، والأمورِ الكامنةِ في أعماق نفسه وجوهره. إن لم يستطع الشخص قبول الحق فلن يحدث له أي تحوُّل في هذه الجوانب. ولا يمكن القول بأن شخصية المرء قد تغيَّرَت إلَّا من خلال اختبار عمل الله، والدخول كليةً في الحق، وتغيير قيمه ووجهات نظره حول الوجود والحياة، وجعل وجهات نظره تتوافق مع وجهات نظر الله، وقدرته على الخضوع الكامل لله والتكريس له. قد يبدو أنَّك تبذل بعض الجهد، أو قد تكون مرنًا في مواجهة المشقة، أو قد تتمكَّن من تنفيذ ترتيبات العمل مِمَّا سبق، أو قد يكون باستطاعتك الذهاب إلى أي مكان يُطلب منك الذهاب إليه، ولكن هذه ليست إلَّا تغييرات ثانوية في سلوكك ولا تكفي لتُشكّل تحوّلًا في شخصيتك. قد تكون قادرًا على الركض في مسارات كثيرة، وتلاقي مصاعب كثيرة، وتتحمَّل ذُلًا كبيرًا؛ قد تشعر أنَّك قريب جدًا من الله، وقد يعمل الروح القدس عملاً ما في داخلك. لكنْ، عندما يطلب الله منك أن تفعل شيئًا لا يتوافق مع أفكارك، فلعلك مع ذلك لا تخضع، بل تبحث عن الأعذار، وتتمرَّد على الله وتقاومه، حتى إلى درجة أنَّك تنتقد الله وتعترض عليه. ستكون هذه مشكلة خطيرة! سيبيّن هذا أن لديك طبيعةً مقاومةً لله وأنك لم تخضع لأي تحوُّلٍ على الإطلاق.

من "ما يجب عليك معرفته عن تحوُّل شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

ماذا تعرفون عن التغييرات في الشخصيَّة؟ يختلف جوهر التغييرات في الشخصية عن جوهر التغييرات في السلوك، كما تختلف التغييرات في التطبيق – تختلف كلّها في جوهرها. يركِّز معظم الناس بصورةٍ خاصة على السلوك في إيمانهم بالله، ونتيجةً لذلك توجد بعض التغييرات التي تحدث في سلوكهم. بعد الإيمان بالله، يتوقَّفون عن المجادلة مع الآخرين، ويتوقَّفون عن التشاجر مع الناس وإهانتهم، ويتوقَّفون عن التدخين وشُرب الخمر، ولا يسرقون أي ممتلكات عامة – سواء كان مجرَّد مسمار أو لوح خشبي – بل ويذهبون إلى حدِّ عدم اللجوء إلى القضاء عندما يتعرَّضون لخسائر أو يتعرَّضون لظلمٍ. وبدون شك، تحدث بعض التغييرات بالفعل في سلوكهم. ذلك لأنه بعد الإيمان بالله، يجعلهم قبول الطريق الحق يشعرون براحة بصورةٍ خاصةٍ، ولأنَّهم قد تذوَّقوا أيضًا نعمة عمل الروح القدس، فهُم متوهّجون عاطفيًا بصورةٍ خاصةٍ، ولا يوجد حتى أي شيءٍ لا يمكنهم التخلِّي عنه أو تحمُّله. ومع ذلك، بعد أن آمنوا لمدة ثلاث أو خمس أو عشر سنوات أو ثلاثين سنة – ولأنه لم يوجد تغيير في شخصية حياتهم، ففي النهاية ينزلقون مرة أخرى إلى الطرق القديمة، وينمو تكبُّرهم وغرورهم، ويبدؤون في الصراع من أجل السلطة والربح، ويشتهون أموال الكنيسة، ويفعلون أي شيء يخدم مصالحهم، ويتوقون إلى المكانة والملذَّات، ويصيرون عالة على بيت الله. معظم القادة بصفةٍ خاصةٍ منهمكون في الملذَّات. فماذا تثبت هذه الحقائق؟ إن التغييرات في مجرد السلوك ليس إلا لا تدوم. إن لم يكن هناك تغيير في موقف الناس تجاه الحياة، فعاجلاً أم آجلاً سيظهر هذا الجانب الشرير منهم. إن مجرد التغييرات في السلوك أمرٌ غير مستدام. فإن لم يكن هناك تغيير في طباع الناس الحياتية، فعاجلاً أم آجلاً ستعود جوانبهم الشريرة للظهور. وبما أن مصدر التغييرات في سلوكهم هو توهج عاطفي، مقترنٌ بعملٍ ما للروح القدس في ذلك الوقت، فمن السهل للغاية بالنسبة إليهم أن يصيروا متوهِّجين عاطفيًا، أو أن يُظهروا لُطفًا مؤقتًا. وكما يقول غير المؤمنين: "إن القيام بعملٍ صالحٍ أمرٌ سهل، لكن الأمر الصعب هو القيام بالأعمال الصالحة مدى الحياة". يعجز الناس عن القيام بالأعمال الصالحة طوال حياتهم. فإنَّ الحياة هي التي توجّه سلوك المرء؛ فكيفما تكُنْ حياتُهم، يَكُنْ سلوكُهم، وما يُكشف عنه بحُكم الطبيعة هو وحدَهُ يمثل الحياة وكذلك طبيعة المرء. فلا يمكن أن تدوم الأشياء الزائفة. عندما يعمل الله لخلاص الإنسان، لا يهدف بذلك إلى تزيينه بالسلوك الحسن؛ فالغاية من عمل الله هي تغيير طباع الناس لجعلهم يولدون ثانيةً أشخاصًا جددًا. وبذلك، تسهم دينونة الله وتوبيخه وتجاربه وتنقيته للإنسان في تغيير شخصيته حتى يحقق الخضوع التام والإخلاص لله ويتوصل إلى عبادته بصورة طبيعية. هذا هو هدف عمل الله. إن التصرف الحسن ليس هو بالضبط كالخضوع لله، فضلاً عن أن يكون منسجمًا مع المسيح. ترتكز التغيرات في السلوك على التعاليم، وتتولد من الحماس؛ فهي لا تستند إلى المعرفة الحقيقية بالله، أو إلى الحق، فضلًا عن أن ترتكز على إرشاد من الروح القدس. وبالرغم من قيام الروح القدس أحيانًا بتوجيه بعض الأعمال التي يقوم بها الناس، فإن هذا ليس تعبيرًا عن الحياة، فضلًا عن أن يعادل معرفة الله؛ وبغض النظر عن مدى صلاح سلوك الشخص، فإنه لا يُثبت أنَّه قد خضع لله، أو أنَّه وضع الحق موضع التطبيق. التغييرات السلوكية هي وَهمٌ عابر، فهي مظهر للحماسة، وليست تعبيرًا عن الحياة. ...

قد يسلك الناس حسنًا، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة إنَّ الحق يتملكّهم. يمكن لتوهج الناس العاطفي أن يجعلهم يلتزمون بعقيدةٍ ويتبعون نظامًا فحسب؛ الناس الذين لا يتملَّكهم الحق ليس أمامهم أي طريق لحل المشاكل الجوهرية، ولا يمكن لعقيدة أن تكون بديلًا للحق. يختلف عن ذلك أولئك الذين اختبروا تغييرًا في شخصياتهم، فمن اختبروا تغييرًا في شخصياتهم قد فهموا الحق، ويُميِّزون كل القضايا، ويعرفون كيف يتصرَّفون وفقًا لمشيئة الله، وكيف يتصرَّفون وفقًا لمبادئ الحق، وكيف يتصرَّفون لإرضاء الله، ويفهمون طبيعة الفساد الذي يكشفون عنه. وعندما تُكشف أفكارهم ومفاهيمهم، فإنَّهم يقدرون على التمييز وإهمال الجسد. هذا هو التعبير عن التغيير في الشخصية. والمهم في تغير الشخصية هو أنَّهم فهموا الحق بوضوح، وعندما ينفِّذون أمورًا، فإنَّهم يطبِّقون الحق بدِقَّةٍ نسبيَّة ولا يظهر فسادهم في كثيرٍ من الأحيان.

من "الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

أمَّا أولئك الذين لا يقتنون الحقّ فلم يحققوا أي تغيير في الشخصية على الإطلاق. لا يعني التغيير في الشخصية التمتع بطبيعة إنسانية ناضجة ومتمرسة، بل تشير بصورة رئيسية إلى الحالات التي تتغيَّر فيها بعض السموم الشيطانيَّة في طبيعة الناس نتيجة للحصول على معرفة الله وفهم الحق. ويعني هذا أن تلك السموم الشيطانية تُطهَّرُ، والحق الذي يعبِّر عنه الله يترسَّخ داخل هؤلاء الناس، ويصير حياتهم، ويصير الأساس لوجودهم. حينئذٍ فقط يصيرون أشخاصًا جددًا، وهكذا تتغيَّر شخصياتهم. لا يعني التغيّر في الشخصية أنَّ شخصيات الناس الخارجية تكون أكثر وداعة من ذي قبل، وأنَّهم كانوا متكبّرين ولكنهم الآن يتكلمون بالعقلانيَّة، أو أنَّهم لم يعتادوا الاستماع إلى أي شخص ولكن الآن يمكنهم الإصغاء إلى الآخرين – لا يمكن أن يُقال إن مثل هذه التغييرات الخارجية تحولات في الشخصية. إن التغييرات في الشخصية بالطبع تشمل بالفعل هذه الحالات والتعابير، ولكن الأهم هو أنَّ حياتهم الداخلية قد تغيَّرَت. ويصير الحق الذي يعبِّر عنه الله محور حياتهم، وقد تخلَّصوا من السموم الشيطانية التي بداخلهم، وتغيَّرَت وجهات نظرهم تمامًا، فلا يتماشى أي منها مع وجهة نظر العالم. إنَّهُم يرون مخطَّطات التنين العظيم الأحمر وسمومه بوضوحٍ؛ لقد أَدْرَكوا الجوهر الحقيقي للحياة. لذلك قد تغيَّرَت قيم حياتهم – هذا هو التغيير الأكثر جوهرية وجوهر التغيير في الشخصية.

على أيّ أساسٍ عاش الناس قبلًا؟ يعيش جميع الناس من أجل أنفسهم. يبحث كُلّ إنسانٍ عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي – وهذا مُلخَّص طبيعة الإنسان. يؤمن الناس بالله لأجل مصالحهم، فيتخلون عن الأشياء ويبذلون أنفسهم من أجل الله ويخلصون لله، ومع ذلك، فهم يفعلون كل هذه الأشياء لأجل مصالحهم الخاصة. باختصارٍ، يتم كُلّ شيءٍ بغرض حصولهم على البركات لأنفسهم. كُلّ شيءٍ في العالم يكون للمصلحة الشخصيَّة؛ فالإيمان بالله غرضه الحصول على البركات، ولغرض الحصول على البركات يطرح المرء كُلّ شيءٍ ويمكنه أن يتحمَّل الكثير من المعاناة. وهذا كُلّه دليلٌ واقعي على طبيعة الإنسان الفاسدة. ومع ذلك، يختلف أولئك الذين يتمتعون بتغييرٍ في الشخصيَّة. فهم يشعرون أنه يجب على الناس أن يعيشوا لإرضاء الله وأداء واجبهم أداءً جيِّدًا وعيش حياةٍ لها معنى بهدف حتَّى أنه عندما يموتون سوف يشعرون بالرضا ولن يشعروا بأدنى ندمٍ، ولن يكونوا قد عاشوا عبثًا. إن قدرة الناس على عبادة الله وطاعته وإرضائه هي أساس كون المرء إنسانًا وهذا واجبهم المُلزِم وفقًا لمبادئ السماء والأرض التي لا تتبدَّل. بخلاف ذلك، لن يكونوا جديرين بأن يسموّا بشرًا؛ سوف تكون حياتهم فارغة وبلا معنى. نرى من المقارنة بين هذين النوعين من المواقف أن الموقف الأخير يُمثِّل شخصًا تغيَّرت شخصيَّته، وبما أن شخصيَّته في الحياة قد تغيَّرت، فإن نظرته للحياة تغيَّرت بالتأكيد. وبهذه القيم المختلفة، لن يعيش لنفسه مرَّةً أخرى على الإطلاق، ولن يكون إيمانه بالله أبدًا لغرض كسب البركات لنفسه. سوف يكون قادرًا على القول: "بعد معرفة الله، ماذا يعني الموت لي؟ لقد سمحت لي معرفة الله بأن أعيش حياةً ذات معنى. لم أعش عبثًا ولن أموت نادمًا – ليست لديَّ أيَّة شكاوى". أليست هذه نظرة مُتغيِّرة للحياة؟ ولذلك، فإن السبب الرئيسيّ للتغيير في شخصيَّة حياة المرء هو تمتعه بالحقّ في داخله وبمعرفة الله؛ تتغيَّر نظرة المرء للحياة وتختلف القيم عن ذي قبل. يبدأ التغيير من الداخل ومن حياة الفرد؛ وهو بالتأكيد ليس مُجرَّد تغييرٍ خارجيّ. ترك بعض المؤمنين الجُدد بعد إيمانهم بالله العالم الدنيوي وراءهم؛ وعندما يواجهون غير المؤمنين، لا يكون لديهم ما يقولونه، ونادرًا ما يتّصلون بأقاربهم وأصدقائهم غير المؤمنين. يقول غير المؤمنين: "لقد تغيَّر هذا الشخص". ولذلك يُفكِّر هذا الشخص قائلًا: "لقد تغيَّرت شخصيَّتي حقًّا – فغير المؤمنين يقولون إنني قد تغيَّرت". في الواقع، هل تغيَّرت شخصيَّته بالفعل؟ هذه مُجرَّد تغييراتٍ خارجيَّة. لم يحدث أيّ تغييرٍ في حياته ولا تزال طبيعته الشيطانيَّة مُتأصِّلة في داخله دون أن يمسَّها شيءٌ نهائيًّا. أحيانًا ما يتأثَّر الناس بالحماسة بسبب عمل الرُّوح القُدُس؛ حيث تحدث بعض التغييرات الخارجيَّة ويُؤدِّون بعض الأعمال الحسنة. ولكن هذه ليست التغييرات نفسها التي تحدث في الشخصيَّة. فأنت بدون الحقّ، ولم تتغيَّر وجهة نظرك عن الأشياء لدرجة أنها لا تختلف حتَّى عن وجهة نظر غير المؤمنين، ولم تتبدَّل قيمك ونظرتك للحياة. ليس لديك حتَّى قلبٌ يتَّقي الله، وهو أقلّ ما يجب أن يكون لديك. إن حدوث تغييراتٍ في شخصيَّتك أبعد ما يكون عن الحقيقة.

من "الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

مقتطفات من عظات ومشاركات للرجوع إليها:

في العالم الديني، يقول العديد من الأشخاص الوَرِعين: "لقد تغيّرنا بسبب إيماننا بالرب يسوع. وقد أصبحنا قادرين على التضحية في سبيل الرب، والعمل من أجله، واحتمال السجن من أجله، وعدم نكران اسمه. كما أصبحنا قادرين على القيام بالكثير من الأمور الفاضلة، مثل العطاء من أجل الأغراض الخيرية، وتقديم التبرّعات، ومساعدة الفقراء. وهذه تغييرات كبرى! لذلك فنحن مؤهلون لدخول ملكوت السماوات". ما رأيكم بهذه الكلمات؟ هل تتمتّعون بحسن التمييز لتحديد مدى صحّتها؟ وما الذي يعنيه أن تتطهَّر؟ وهل تعتقد أنه إذا تغيّر سلوكك وأنك تقوم بأعمال جيدة، فقد تطهّرت؟ لعلّ شخصًا يقول: "لقد تركت جانبًا كل شيء، بما في ذلك عملي وعائلتي ورغبات الجسد من أجل التضحية في سبيل الله. هل يساوي هذا الحصول على التطهير؟" حتى ولو قمت بكل هذا، فهذا ليس دليلاً قويًّا على أنّك تطهّرت. إذًا، ما هو الأمر الأساسيّ هنا؟ وكيف يمكنك الحصول على تطهير يمكن اعتباره تطهيرًا حقيقيًّا؟ التطهير الحقيقي هو التطهير من الشخصيّة الشيطانية التي تقاوم الله. وما هي تجليات الشخصيّة الشيطانية التي تقاوم الله؟ إن تجليات الشخصيّة الشيطانية الأكثر وضوحًا لدى أحد الأشخاص تشمل غروره وتكبّره وبرّه الذاتي واعتزازه الزائد بنفسه، وكذلك عدم استقامته وغدره وكذِبه وخداعه وريائه. وعندما يتخلّص أحدهم من هذه الشخصيّات الشيطانية، يكون قد تطهّر حقًّا. لقد قيل إنّ هناك 12 تجلّيًا رئيسيًّا من تجليات شخصيّة الإنسان الشيطانيّة، بما في ذلك اعتبار المرء لنفسه أنه أهمّ من سواه؛ وتقديمه الدعم لأولئك الذين يؤيّدونه ومحاربة أولئك الذين يقاومونه؛ واعتقاده بأنّ الله وحده هو أرفع منزلة منه، وعدم خضوعه لأيّ شخص آخر، وعدم اكتراثه بالآخرين؛ وإنشائه مملكة مستقلة بمجرد وصوله إلى السلطة؛ وسعيه إلى الإمساك بزمام السلطة بمفرده، والتحكّم بجميع الأشياء واتّخاذ جميع القرارات بمفرده. وكلّ هذه التجليات تمثّل شخصيّات شيطانية. ويجب التطهر من هذه الشخصيّات الشيطانية إذا أراد الشخص أن يختبر تغييرًا في شخصيّة حياته. إن التغيير في شخصيّة حياة المرء هو ولادة جديدة، لأنّ جوهر الإنسان يكون قد تغير. في السابق، عندما كان يتمّ منحه السلطة، كان مثل هذا الشخص قادرًا على إنشاء مملكته المستقلة. أمّا الآن، وحين يُعطى السلطة، فإنّه يخدم الله، ويقدّم الشهادة له، ويصبح خادمًا لمختاري الله. أليس هذا تغيّرًا حقيقيًا؟ في الماضي، كان يتفاخر بنفسه في جميع المواقف ويريد من الآخرين أن يبجّلوه ويعبدوه. أمّا الآن، فهو يقدّم الشهادة لله في كل مكان ولا يتفاخر بنفسه. وكيفما تعامل الناس معه، فهو يشعر بالرضى. وأيًّا تكن تعليقاتهم عنه، فهو يشعر بالرضى. هو لا يبالي. إنه يركّز فقط على تمجيد الله، وتقديم الشهادة له، ومساعدة الآخرين على اكتساب فهم لله، وعلى إظهار الطاعة في حضرة الله. أليس هذا تغيّرًا في شخصيّة الحياة؟ "سأتعامل مع الإخوة والأخوات بمحبّة. سأكون رحيمًا بالآخرين في جميع الحالات. لن أفكر في نفسي، بل سأكون نافعًا للآخرين. وسأساعدهم على تطوير حياتهم، وسأفي بمسؤولياتي الخاصة. ﺳﺄﺳﺎﻋد اﻵﺧرﯾن على ﻓﮭم الحقّ واﻟﺣﺻول ﻋﻟﯽ الحقّ". ھذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ أن تحبّ اﻵﺧرﯾن كنفسك! وفيما يتعلّق بالشيطان، يصبح بإمكانك أن تميّزه، وتكتسب مبادئ، وترسم خطًّا فاصلاً بينك وبينه، وتكشف بشكل تامّ شروره، بحيث يُمكن لمختاري الله أن يتفادوا ضرره. وهذا ما تعنيه حماية مختاري الله، وهكذا تكون بالأحرى محبة الإنسان للآخرين كنفسه. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُحِبّ ما يحبّه الله وتَكْرَهَ ما يكرهه الله. إنّ الله يكره أضداد المسيح والأرواح الشريرة والأشرار. وهذا يعني أنه علينا نحن أيضًا أن نكره أضداد المسيح والأرواح الشريرة والأشرار. يجب أن نقف إلى جانب الله. ولا يمكننا المساومة معهم. إنّ الله يحب أولئك الذين يريد أن يخلّصهم ويباركهم. لذا يجب أن نكون مسؤولين عن هؤلاء الأشخاص، وأن نتعامل معهم بمحبة، ونساعدهم ونقودهم ونقدّم الدعم والعون لهم. أليس هذا تغيّرًا في شخصيّة حياة المرء؟ بالإضافة إلى ذلك، عندما تَرتكب بعض التجاوزات أو الأخطاء، أو تهمل المبادئ عند قيامك بأمرٍ ما، يصبح بإمكانك قبول انتقادات الإخوة والأخوات وتأنيبهم وتعاملهم وتهذيبهم؛ ويصبح بإمكانك التعامل مع كل هذه الأمور بشكل صحيح والنظر إليها باعتبارها آتية من الله، والامتناع عن الكراهية، والسعي إلى الحقّ لعلاج الفساد الخاص بك. أليس هذا تغيّرًا في شخصيّة حياتك؟ بلى، إنه كذلك. ...

هل يمكن للتغير في سلوك المرء كما يُحكى عنه في العالم الديني، أن يمثّل تغيّرًا في شخصيّة الحياة؟ الكل يقولون إنه غير ممكن. لماذا؟ السبب الرئيسي أن هذا المرء لا يزال يقاوم الله. ذلك يشبه تمامًا الفريسيين الذين كانوا يبدون أتقياء جدًّا من الخارج. فغالبًا ما كانوا يصلّون، ويشرحون الكتب المقدسة، ويتقيّدون بقواعد الناموس بدقّة تامّة. ويمكن القول إنهم كانوا بلا لوم من الخارج. ولم يكن أحد يستطيع أن يحسب عليهم أيّ زلّة. ومع ذلك، لِماذا كان لا يزال باستطاعتهم أن يقاوموا المسيح ويدينوه؟ ما الذي يشير اليه ذلك؟ مهما بدا الناس صالحين من الخارج، إذا كانوا لا يملكون الحقّ وبالتالي لا يعرفون الله، فسيظلّون يقاومون الله. في الظاهر، بدا أولئك الأشخاص صالحين جدًا، ولكن لِماذا لمْ يُحسب ذلك تغييرًا في شخصيّة حياتهم؟ ذلك لأنّ شخصيّتهم الفاسدة لم تتغيّر إطلاقًا، ولأنّهم ظلّوا متغطرسين ومغرورين، وبشكل خاصّ لديهم برّ ذاتي. كانوا يؤمنون بمعرفتهم ونظريّاتهم الخاصّة ويعتقدون أنّ فهمَهم للكتب المقدسة هو الأفضل. اعتقدوا بأنهم يفهمون كل شيء، وبأنهم كانوا أفضل من سواهم. لذلك قاوموا الرب يسوع وأدانوه عندما كان يبشّر ويقوم بعمله. ولهذا السبب، عندما يسمع العالم الديني أن مسيح الأيام الأخيرة عبّر عن كامل الحقّ، فهُم يدينونه رغم معرفتهم أن هذا هو الحقّ.

من "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة"

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد