الله يخلق حواء
(التكوين 2: 18-20) "وَقَالَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ". وَجَبَلَ...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!
(التكوين 3: 20-21) "وَدَعَا آدَمُ ٱسْمَ ٱمْرَأَتِهِ "حَوَّاءَ" لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. وَصَنَعَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا".

لنلقِ نظرة على هذه الفقرة الثالثة والتي توضح أن هناك معنى بالفعل وراء الاسم الذي أعطاه آدم لحواء. هذا يوضح أنه بعدما خُلق آدم، كان لديه معتقداته الخاصة وفهم العديد من الأمور، ولكن الآن لن ندرس أو نستكشف ما فهمه أو القدر الذي فهمه لأن ذلك ليس هدفي الرئيسي من مناقشة الفقرة الثالثة. ماذا إذًا النقطة الرئيسية التي أريد تسليط الضوء عليها؟ لنلقِ نظرة على هذه العبارة: "وَصَنَعَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا". إن لم نناقش هذا الجزء من الكتاب المقدس في شركتنا اليوم، ربما لن يمكنكم أبدًا استيعاب المعاني العميقة المتضمنة في هذه الكلمات. أولاً، دعوني أقدم لكم بعض المفاتيح. تخيلوا – إذا أردتم – جنة عدن وآدم وحواء يعيشان بداخلها. يذهب الله ليزورهما، لكنهما يختبئان لأنهما عريانان. لا يمكن أن يراهما الله، وبعد أن ينادى عليهما، يقولان: "لا نجرؤ على رؤيتك لأن أجسادنا عارية". إنهما لا يجرؤان على رؤية الله لأنهما عريانان. فماذا فعل الله يهوه لهما إذًا؟ يقول النص الأصلي: "وَصَنَعَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا". هل تفهمون من هذه الآية ما استخدمه الله ليصنع ثيابهما؟ لقد استخدم الله جلد الحيوانات ليصنع أقمصة لهما، هذا يعني أن الله صنع أقمصة من فرو للإنسان ليرتديها كثياب. كانت هذه هي أول قطع ثياب صنعها الله للإنسان. والمعطف الفرو هو ثوب مترف بمعايير اليوم وهو ثوب لا يمكن للجميع دفع ثمنه كثياب يرتدونها. إن سألك أحدهم: "ما هي أول قطعة ثياب ارتداها جدّانا؟". يمكنك أن تقول: "قميص من الفرو". "مَنْ صنع هذا القميص الفرو؟". يمكنك أن تجيبه عندها قائلاً: "الله صنعه!". هذه هي النقطة الرئيسية هنا: هذه الثياب قد صنعها الله. أليس هذا شيئًا يستحق المناقشة؟ بعد سماع وصفي، هل برزت صورة ما في ذهنكم؟ يجب أن يكون قد تكوّن لديكم مخطط تقريبي على الأقل. السبب وراء إخباري إياكم هذا اليوم ليس لأجعلكم تعرفون ما هي أول قطعة ثياب ارتداها الإنسان. ما هو السبب إذًا؟ الأمر لا يتعلق بالقميص الفرو، بل كيف عرف الناس شخصيته وما لديه وماهيته كما كشفها الله فيما فعله هنا.
"وَصَنَعَ يَهْوَهُ ٱللَّهُ لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا". في هذا المشهد ما هو نوع الدور الذي نرى الله يتخذه عندما يكون مع آدم وحواء؟ بأي طريقة يُظهر الله ذاته في هذا العالم مع إنسانين فقط؟ هل يظهر ذاته في دور الله؟ أيها الإخوة والأخوات من هونج كونج، برجاء الإجابة. (في دور أحد الأبوين). أيها الإخوة والأخوات من كوريا الجنوبية، في اعتقادكم ما الدور الذي يظهر فيه الله؟ (رب الأسرة). الإخوة والأخوات، ماذا تعتقدون؟ (دور شخص في عائلة آدم وحواء، دور أحد أعضاء الأسرة). يعتقد بعض منكم أن الله يظهر كأحد أعضاء أسرة آدم وحواء، بينما يقول البعض إن الله يظهر كرب أسرة، وآخرون يقولون كأحد الأبوين. كل هذه الإجابات مناسبة للغاية. لكن هل ترون ما أحاول الوصول إليه؟ لقد خلق الله هذين الشخصين وعاملهما كرفيقيه. وباعتبار الله قريبهما الوحيد، رعى حياتهما واعتنى باحتياجاتهما من المأكل والملبس والمأوى. يظهر هنا الله كأحد الأبوين لآدم وحواء. من خلال هذا الأمر، لا يرى الإنسان مدى سمو الله؛ لا يرى علوِّ الله؛ ولا غموضه، وهو بالأخص لا يرى غضبه أو جلاله. كل ما يراه هو تواضع الله وعطفه المحب واهتمامه بالإنسان ومسؤوليته ورعايته تجاهه. الطريقة والموقف الذين عامل الله بهما آدم وحواء يشبهان الاهتمام الذي يظهره الآباء تجاه أولادهم. هو أيضًا يشبه طريقة محبة الآباء لأبنائهم وبناتهم واعتناءهم بهم ورعايتهم لهم – فهي واقعية ومرئية وملموسة. بدلاً من أن يتخذ الله مكانه العالي والجليل، استخدم الله الجلود بصفة شخصية ليصنع ثيابًا للإنسان. لا يهم إذا ما كان هذا القميص الفرو اسُتخدم ليغطي عريهم أو يقيهم من البرد. ما يهم هو أن هذه الثياب المستخدمة لتغطية جسد الإنسان صنعتها يدا الله نفسه. وبدلاً من أن الإتيان بالثياب ببساطة إلى الوجود أو استخدام وسائل معجزية كما قد يتخيل الناس أن يفعل الله، عمل الله شيئًا بطريقة تقليدية اعتقد الإنسان أن الله لم يكن ليفعله ولم يكن ينبغي عليه فعله. قد يبدو هذا أمرًا تافهًا، ربما يظن بعض الناس حتى أنه لا يستحق الذكر، لكنه يسمح لأي تابع لله، كانت تكتنفه تصورات مبهمة عن الله، أن يربح بصيرة عن أصالته وجماله، ويرى أمانته وتواضعه. إن هذا يدفع الناس المتغطرسين غطرسة لا تُحتمل الذين يظنون أنفسهم سامين وأجلاء لأن يحنوا رؤوسهم المتشامخة في خزي في وجه اتضاع الله وأصالته. هنا، تمكن أصالة الله واتضاعه الناس من أن يروا كم هو محبوب. على النقيض، صار الله "الهائل"، والله "المحبوب"، والله "كلي القدرة" الذي يحمله الناس في قلوبهم تافهًا وقبيحًا، وينكسر مع أقل لمسة. عندما ترى هذه الآية وتسمع هذه القصة، هل تنظر نظرة متدنية إلى الله لأنه فعل مثل هذا الشيء؟ قد ينظر بعض الناس هذه النظرة، ولكن سوف يكون لآخرين رد فعل مناقض. سيعتقدون أن الله أصيل ومحبوب، وبالتحديد فإن أصالة الله وجماله هما ما أثرا فيهم. كلما رأوا مزيدًا من الجانب الحقيقي لله، ازداد تقديرهم للوجود الحقيقي لمحبة الله، وأهمية الله في قلوبهم، وكيفية وقوف الله إلى جانبهم في كل لحظة.
لنربط الآن مناقشتنا بالحاضر. إن كان الله يفعل هذه الأمور الصغيرة المتنوعة للناس الذين خلقهم في البداية، حتى الأمور التي لا يجرؤ الناس أبدًا على التفكير فيها أو توقعها، فهل يمكن أن يفعل الله مثل هذه الأمور للناس اليوم؟ يقول البعض: "نعم!". لماذا؟ لأن جوهر الله ليس مزيَّفًا، وجماله ليس مزيَّفًا، ولأن جوهر الله موجود بحق وليس شيئًا أضافه الآخرون، وهو بالتأكيد ليس شيئًا يتغيَّر مع الأزمنة والأماكن والعصور. لا يمكن أن تظهر أصالة الله وجماله إلا بفعل شيء يظنه الناس غير ملحوظ وغير مهم، شيء تافه للغاية لدرجة أن الناس حتى لا يفكرون في إنه من الممكن أن يفعله. الله ليس زائفًا. لا توجد مبالغة أو تنكر أو فخر أو كبرياء في شخصيته وجوهره. إنه لا يتفاخر أبدًا، بل يحب البشر الذين خلقهم ويظهر الاهتمام نحوهم ويعتني بهم ويقودهم بأمانة وإخلاص. ومهما كان حجم تقدير الناس لما يفعله الله أو شعورهم به أو رؤيتهم له، فمن المؤكد أنه يفعله. هل معرفة أن الله لديه هذا الجوهر يؤثر في محبة الناس له؟ هل يؤثر في مخافتهم لله؟ حين تفهم الجانب الحقيقي من الله، أتمنى أن تقترب منه أكثر وتستطيع أن تُقدّر حقًّا محبته ورعايته للبشرية، كما تستطيع أن تعطيه قلبك، وتتخلَّص من أية شبهات أو شكوك تجاهه. يفعل الله كل ما يفعله من أجل الإنسان بهدوء، ويفعله بصمت من خلال أمانته وإخلاصه ومحبته. لكنه ليس لديه أي تخوفات أو ندم على كل ما يفعله، ولا يحتاج إلى أن يعوضه شخص بأية طريقة أو لديه أية نوايا للحصول على أي شيء من البشرية. الهدف الوحيد من كل ما قد سبق وفعله الله هو أن يستقبل إيمانًا ومحبة صادقين من البشرية. بهذا سأختم الموضوع الأول هنا.
هل ساعدتكم هذه المناقشات؟ ما مدى فائدتها لكم؟ (قد اكتسبنا المزيد من الفهم والمعرفة عن محبة الله). (هذه الطريقة في الشركة يمكن أن تساعدنا في المستقبل لتقدير كلمة الله على نحو أفضل وفهم المشاعر التي كانت لديه والمعاني وراء الأشياء التي قالها عندما قالها، وأن نشعر بما شعر به في ذلك الوقت). هل يوجد من بيكم من أصبح أكثر وعيًا بوجود الله الفعلي بعد قراءة هذه الكلمات؟ هل تشعرون أن وجود الله لم يعد مبهمًا أو عميقًا؟ بمجرد أن يكون لديكم هذا الشعور، هل يمكنكم الشعور بأن الله بجانبكم؟ ربما هذا الشعور ليس واضحًا الآن أو ربما لستم قادرين فحسب على الشعور به بعد. ولكن ذات يوم، عندما يكون لديكم حقًا تقدير عميق لشخصية الله وجوهره ومعرفة حقيقية عنهما في قلبك، ستشعر أن الله إلى جانبك؛ فإنك ببساطة لم تقبل قط الله في قلبك بصدق. وهذه هي الحقيقة.
ما رأيكم في هذه الطريقة التي نقدم بها الشركة؟ هل يمكنكم المواظبة عليها؟ هل تعتقدون أن هذا النوع من الشركة عن موضوع عمل الله وشخصيته ثقيل للغاية؟ كيف تشعرون؟ (شعور جيد جدًّا، متحمسون). ما الذي جعلكم تشعرون شعورًا جيدًا؟ لماذا كنتم متحمسين؟ (كان الأمر يبدو مثل الرجوع لجنة عدن، والعودة إلى جانب الله). في الواقع "شخصية الله" موضوع غير مألوف بالمرة عند الناس، لأن ما تتخيله عادةً، وما تقرأه في الكتب أو تسمعه في المشاركات، يميل إلى جعلك تشعر دائمًا مثل رجل أعمى يتحسس فيلاً، فإنك تتحسس بيديك، لكنك لا تستطيع أن تكون صورة فعلية عن أي شيء. تحسُّس ما حولك لا يمكنه ببساطة أن يعطيك فهمًا بسيطًا عن معرفة الله، بل ولا يمكنه أن يعطيك مفهومًا واضحًا عنه. كل ما يفعله هو أنه يستحث المزيد من خيالك، وهكذا يمنعك من تعريف ماهية شخصية الله وجوهره بالتحديد، وعدم اليقينية الناجم عن خيالك سوف يملأ قلبك دائمًا بالشكوك. عندما لا تستطيع أن تكون متيقنًا من أمر، لكنك لا تزال تحاول فهمه، فستكون هناك دائمًا تناقضات وصراع في قلبك، وكذلك إحساس بالانزعاج، وهو ما يتركك مرتبكًا ومتحيرًا. أليس هذا أمرًا محزنًا للغاية حين تريد أن تطلب الله وتعرفه وتراه بوضوح، ولكن تبدو دائمًا أنك لا تكون قادرًا على أن تجد إجابات؟ هذه الكلمات بالطبع لا تستهدف إلا أولئك الذين يرغبون في السعي إلى تقوى الله وإرضائه. لأولئك الأشخاص الذين لا يبدون أي اهتمام بمثل هذه الأمور، فهذا فعليًّا لا يهم، لأن أعظم ما يتمنوه هو أن تكون حقيقة الله ووجوده مجرد أسطورة أو خيالاً، لكي يكون بإمكانهم أن يفعلوا ما يشاؤون، ويكونوا هم الأكبر والأكثر أهمية، ويمكنهم ارتكاب أعمال شريرة بلا اهتمام بالعواقب، ولكي لا يواجهوا العقاب أو يتحملون أية مسؤولية، ولكي تكون حتى الأمور التي يقولها الله عن فاعلي الشر لا تنطبق عليهم. هؤلاء الناس غير راغبين في فهم شخصية الله. إنهم مضجرون ومتعبون من محاولة معرفة الله وكل شيء عنه، ويفضلون لو لم يكن الله موجودًا. هؤلاء الناس يعارضون الله وهم من بين أولئك الذين سيُستبعدون.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (1)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
(التكوين 2: 18-20) "وَقَالَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ". وَجَبَلَ...
(التكوين 2: 15-17) "وَأَخَذَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى يَهْوَه ٱلْإِلَهُ...