البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله (الجزء الثالث) القسم الثالث

تشريح كيف أنَّ أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله

رابعًا. تشريح تظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد للحق بمجرد أن يكتسبوا شيئًا من الخبرة والمعرفة

في المرة السابقة تحدثنا في البند الثامن من مظاهر أضداد المسيح: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله. ينقسم البند الثامن إلى أربعة مواضيع فرعية في مجموعها. لقد انتهينا من عقد شركة عن المواضيع الفرعية الثلاثة الأولى؛ فما هو الموضوع الرابع؟ (يتظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد الحق ما إن يكونوا قد اكتسبوا قليلًا من الخبرة والمعرفة، وتعلموا بعض الدروس). هذا هو الموضوع الفرعي الرابع من البند الثامن. وبطبيعة الحال، فإن هذا يتضمن أيضًا جانبًا من مظاهر موضوع البند الثامن؛ فهما مرتبطان. ما هو هذا الموضوع؟ أنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله. دعونا نقسم هذا الموضوع الفرعي ونتحدث عنه شيئًا فشيئًا. ما الاختبار والمعرفة والدروس، على التوالي؟ ما نوع الأشخاص الذين يمتلكونها؟ ما نوع الأشخاص الذين يحبون تزويد أنفسهم بها؟ ما نوع الأشخاص الذين يركزون على تزويد أنفسهم بهذه الأمور بدلًا من الحق؟ أي نوع من الناس يعتبرون هذه الأمور هي الحق؟ أولًا، ثمة أمر واحد مؤكد: بغض النظر عن مستوى قدرات هؤلاء الأشخاص، ومهما كان إدراكهم، فإن لديهم حبًا كبيرًا للمعرفة، وحبهم للمعرفة يتجاوز حبهم لواقع الحق. الهدف والاتجاه الذي يسعون إليه في إيمانهم بالله هو اكتساب بعض ما يسمى بالخبرة والمعرفة. إنهم يريدون أن يستخدموا هذه المعرفة وهذه الخبرة في تسليح أنفسهم بها وتغليفها بها، حتى يصبحوا على درجة أكبر من الذوق، والأناقة، والثقافة، وأكثر قدرةً على أن يكونوا موضع احترام وتبجيل شديد. بهذه المعرفة وهذه الخبرة، يعتقدون أن حياتهم أكثر قيمة، وأكثر إشباعًا، وأكثر امتلاءً بالثقة بالنفس. في رأيهم، إنهم يؤمنون بالله لتزويد أنفسهم بهذه المعرفة، وبالأقوال التي تتعلق باللاهوت، ومختلف جوانب الحس السليم، والمعرفة، والدروس. إنهم يعتقدون أنه من خلال تزويد أنفسهم بهذه الأمور، يمكنهم أن يحتلوا مكانًا في بيت الله، وفي هذه المجموعة من الناس. لذلك، فإن ما يفكرون فيه، ويعبدونه، ويتبعونه في قلوبهم كل يوم مرتبط بالمعرفة والخبرة وما إلى ذلك.

دعونا أولًا نلقي نظرة على أنواع المعرفة والخبرة والدروس الموجودة، وأي من هذه الأنواع يمكن أن يُطلق عليه التظاهر بأنه تجسيد الحق. أولاً، يمكن القول بيقين إنَّ هذه الأمور لا علاقة لها بالحق، ولا تتماشى مع الحق، وتتعارض مع الحق. قد تكون هذه أمور صحيحة وفقًا لمفاهيم الناس، أمور إيجابية وجميلة وجيدة وفقًا لمفاهيمهم. ولكن في الواقع، هذه الأمور في نظر الله، لا علاقة لها بالحق، بل إن هذه الأمور هي في الأساس مصدر إدانة الناس للحق، وهي الأصل والمصدر لمقاومة الناس لله ومفاهيمهم عنه. الخبرة والمعرفة والدروس – هل يوجد فرق في العمر والجنس بين من يكتسبون هذه الأمور؟ (كلا، لا يوجد). على الأرجح لا يوجد فرق. بعض الناس لديهم مواهب. ما هي المواهب؟ على سبيل المثال، بعد أن يستمع بعض الأشخاص إلى نظرية أو مقولة ما، ويستوعبوا المفاهيم الأساسية أو الجوهرية لهذه النظرية، فإن عقلهم يتفاعل بسرعة كبيرة. إنهم يعرفون على الفور كيف يشرحون مثل هذه النظرية أو المقولة، وكيف يحولونها إلى لغتهم الخاصة التي يستخدمونها للتحدث مع الآخرين. وبعد أن يستمعوا إلى هذه الأمور، يتذكرونها بسرعة؛ وهذا لا يعني أنهم على درجة عالية من الإدراك، بل لديهم فقط ذاكرة ممتازة، وهي نوع من الموهبة الخاصة. هل هناك أي شخص يمتلك موهبة كهذه؟ (نعم). هناك أشخاص من هذا القبيل يمكنهم، بعد أن تقول أنت شيئًا ما، أن يستخدموا هذا الشيء على الفور لاستنتاج شيء آخر. ويمكنهم، عند تقديم معلومات لهم عن أحد جوانب موضوع ما، أن يطبقوا هذه المعلومات على مجالات أخرى. إنهم بارعون جدًا في استخدام الموضوع محل النقاش لطرح أفكارهم الخاصة. إنهم جيدون جدًا فيما يتعلق بالأمور الخارجية والنظريات – هذه الأمور المنطقية واللغوية – مثل المسائل الخارجية والنظريات. هذا يعني أنهم بارعون في لعب ألعاب الكلمات، واستخدام النظريات لاستمالة الآخرين وإقناعهم. هناك بعض الأشخاص لديهم هذا النوع من الموهبة. إنهم فصيحون للغاية، ولديهم تفكير وردود أفعال سريعة للغاية. وعند سماعهم جانبًا من الحق، فإنهم بمهارتهم ومواهبهم التافهة، يفهمون هذا الجانب من الحق بصفته نوعًا من المعرفة والتعلم، ومن ثم يستخدمون هذا النوع من التعلم لعقد شركة مع الآخرين والقيام بما يسمى بعمل السقاية والرعي. ما تأثير ذلك على الناس؟ هل توجد أي نتائج جيدة؟ (كلا، لا توجد). لماذا؟ (هذا ليس عمليًا، ولا يكون لدى الناس مسار للممارسة عندما يسمعونه). بعد الاستماع إلى ما قاله هؤلاء الأشخاص، يعتقد الآخرون أن كل ما قالوه صحيح، وأنه لا توجد كلمة خاطئة ولا كلمة تخالف المبادئ؛ كله كلام صحيح. على الرغم من ذلك، عند تطبيقهم لهذه الكلمات، يشعرون أنها فارغة، وأنه لا يوجد هدف أو اتجاه عند الممارسة، وأنه لا يمكن استخدام هذه الكلمات كمبادئ للممارسة. ما هذه الكلمات إذًا؟ (تعاليم). إنها نوع من التعليم، ونوع من المعرفة. مثل هذه المظاهر لأضداد المسيح واضحة وبارزة للغاية. إنهم ينظرون إلى الحق باعتباره معرفة، أو أمرًا أكاديميًا، أو نظرية. بينما هم لا يفهمون الأمور إلا جزئيًا فقط، يطلبون دائمًا من الآخرين أن يفعلوا هذا أو ذاك. عندما لا يفهم الآخرون ويطلبون منهم أن يشرحوا بالتفصيل، لا يستطيع أضداد المسيح أن يشرحوا بوضوح، وبدلًا من ذلك يردون بدحض قائلين: "أنت لا تحب الحق. لو كنت تحب الحق، لكنت قادرًا على فهم ما أقول، ولكان لك طريق للممارسة". عند سماع ذلك، يعتقد بعض المشوشين الذين يفتقرون إلى التمييز، قائلين: "هذا صحيح. لو كنت أحب الحق فعلًا، لاستطعت فهم كلماته". الأشخاص الذين ليس لديهم تمييز، يشعرون أن ما يقوله هذا الشخص صحيح؛ وهو أنهم لا يفهمون الحق. إنهم يلقون بالمسؤولية على أنفسهم، ومن ثمَّ يضللهم أضداد المسيح فيضلون سبيلهم.

دعونا نتحدث الآن عن الخبرة. الخبرة هي أسلوب جُمعت على مدار فترة طويلة من التعامل مع الأمور. هل لدى الأشخاص الذين عملوا لمدة يومين أي خبرة؟ (ليس لديهم). إذًا أولئك الذين عملوا لمدة 10 أعوام أو 20 عامًا لديهم خبرة بالتأكيد. بعض الناس يشعرون أن لديهم خبرة من العمل لسنوات عديدة، وأنه في ما يتعلق بما يجب أن يفعلوه حال تعرضهم لأمور معينة، وكيفية التعامل مع أنواع معينة من الناس، وأنواع التعاليم التي يجب أن يتحدثوا بها مع أي نوع من الناس، فإنهم يعرفون كل شيء. ونتيجة لذلك، عندما يحدث، يومًا ما، أمر جديد لا يعرفون عنه شيئًا، فإنهم يقلبون سجلات عملهم على مدى العشرين عامًا الماضية، ويفكرون فيها مليًا، ثم يطبقون هذه الأقوال والممارسات السابقة، دون تمييز. وعندما يتصرفون بهذه الطريقة، فإن أولئك الذين لا يفهمون الحق يظلون يعتقدون أن ما يفعلونه يتماشى مع الحق، بينما ينظر أولئك الذين يفهمون الحق ويقولون: "هذا الشخص يتصرف بغير هدى. ليس لديه مبادئ في عمله؛ فهو يعتمد كليًا على الخبرة، ولا يفهم مقصد الله، ولا يفهم كيف يتصرف بطريقة تحافظ على مصالح بيت الله وتتفق مع مبادئ بيت الله في كيفية معاملة الناس. إنه يطبق اللوائح بغير هدى". ثمة مشكلة هنا. إذا كان الشخص العادي قد عمل لفترة قصيرة فقط، فقد لا يكون لديه رأس المال ليقول: "لديَّ خبرة؛ أنا لست خائفًا. لقد عملت لسنوات عديدة. أي نوع من الأشخاص لم أره، وأي أمور لم أتعامل معها؟" لكن هؤلاء الناس يجرؤون على قول ذلك. حتى لو تعاملتَ مع الكثير من الأمور، ومع كثير من الأنواع المختلفة للناس، هل يمكنك ضمان أنك تتصرف وفقًا لمبادئ الحق في التعامل مع كل مسألة، وعند التعامل مع كل شخص؟ في الحقيقة، هذا أمر لا تجرؤ على ضمانه. أما أولئك الذين يعتبرون الخبرة والروتين مثل الحق، إذا اعترض عليهم أحد قالوا: "أنا أعمل منذ سنوات عديدة. وقد عبرت جسورًا أكثر مما مشيت أنت عليه من طُرق، ومع ذلك ما تزال تجرؤ على الاختلاف معي؟ اذهب إلى بيتك وصلِّ، لمَ لا تفعل ذلك!" لا يجرؤ أحد على قول كلمة "لا" أمامهم، أو طرح آراء مختلفة، أو التفوه بكلمة مُخالِفة. ما هذا السلوك؟ إنه النظر إلى الخبرة على أنها الحق واعتقاد المرء بأنه تجسيد الحق. يقول البعض: "أنا لا أنظر إلى نفسي على أنها تجسيد الحق؛ من يجرؤ على حمل مثل هذا اللقب؟ الله وحده هو الحق. أنا لم أتصرف بهذه الطريقة قط، ولم أفكر قط على هذا النحو". من الناحية الذاتية، أنت لا تفكر بهذه الطريقة، ولا تنوي التصرف على هذا النحو. لكن من الناحية الموضوعية، فإن طريقتك في القيام بالأشياء، وسلوكك، وجوهر أفعالك تميزك في نهاية المطاف كشخص ينظر إلى نفسه على أنه تجسيد الحق. لماذا تحمل الناس على أن يطيعوا اقتراحاتك حرفيًا؟ إذا كنت لا تعتبر نفسك إلهًا، وكنت مجرد شخص عادي، فهل أنت مؤهل لجعل الآخرين يطيعونك؟ (كلا، لست مؤهلًا). هناك ظرف واحد يمكن للناس فيه أن يطيعوك، وهو إذا كنت تفهم الحق؛ إذا كنت شخصًا يفهم الحق. ورغم ذلك، حتى لو كنت شخصًا يفهم الحق، فأنت ما تزال مجرد شخص عادي، وهل يمكن لشخص عادي أن يكون تجسيد الحق؟ (كلا، لا يمكنه ذلك). لو استطاع أحد أن يفهم كل الكلام الذي تحدث به الله، وكل الحق الذي يطلب الله من الإنسان أن يفهمه، فهل يمكن أن يصبح هذا الشخص تجسيد الحق؟ (كلا، لا يمكنه ذلك). يقول البعض: "قد يكون ذلك لأنه لم يُكمَّل. كان بطرس رجلًا مكمَّلًا. هل يمكن أن يُسمَّى بطرس بأنه تجسيد الحق؟" كون المرء مكمَّلًا لا يجعله تجسيد الحق، هل تعرف لماذا؟ (هناك اختلاف في الجوهر). هناك اختلاف في الجوهر؛ هذا أحد الجوانب. ما إذا كان ممكنًا للإنسان أن يصبح تجسيد الحق؛ هذه مسألة يجب أن نناقشها. لماذا يقال إن الإنسان لا يمكن أن يكون تجسيد الحق؟ هل تجسيد الحق مجرد مسألة جوهر؟ يقول البعض: "يولد الإنسان ككائن مخلوق، والذي في السماء هو الخالق بطبيعته. لسنا بحاجة إلى الجدال في هذا الأمر؛ سيكون الله دائمًا هو تجسيد الحق. إذًا هل لأن المسيح يفهم الحق ويملك الحق فهو تجسيد الحق؟ إذا حصلنا على كل الحقائق من الله، فهل يمكن أن نُدعى أيضًا تجسيد الحق؟" ويقول آخرون: "لا يمكننا ذلك. لقد كنت أعتقد أنه عندما يفهم الناس المزيد من الحق، يمكن أن يصبح الواحد منهم مسيحًا ويصبح إلهًا. والآن أعلم أن هذا الجوهر لا يمكن تبديله ولا يمكن تغييره". لقد وصل فهمه إلى هذه النقطة. إذًا، هل أنتم قادرون على فهم هذا الأمر بدرجة أكبر من ذلك؟ يجب أن تفهموا هذا الأمر ما إن أنتهي من عقد شركة معكم. بالحديث عن تجسيد الحق، ما هو هذا "التجسيد" بالضبط؟ هذا المصطلح تجريدي بعض الشيء، لذا دعونا نُبسِّطه. الله ذاته هو الحق، وهو يملك كل الحقائق. الله هو مصدر الحق. ينبع كل شيء إيجابي وكل حق من الله. هو يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء والأحداث وخطئِها؛ يستطيع الحكم على أشياء قد حصلت، وأشياء تحصل الآن، وأشياء مستقبلية لا يعرفها الإنسان بعد. الله هو القاضي الوحيد الذي يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء وخطئِها، وهذا يعني أنّ صحة كل الأشياء وخطأها لا يمكن أن يحكم عليها سوى الله. فهو يعرف معايير كل الأشياء. ويستطيع أن يعبر عن الحقائق في أي وقت ومكان. الله هو تجسيد الحق؛ ما يعني أنّه هو بذاته يملك جوهر الحق. حتى وإنْ فهم الإنسان كثيرًا من الحقائق وكمّله الله، هل ستكون له حينئذٍ أي علاقة بتجسيد الحق؟ لا. هذا مؤكد. عندما يكمَّل الإنسان، فإنه – بخصوص العمل الحالي لله ومختلف المعايير التي يطلبها من الإنسان – سيكون لديه حكم دقيق، وطرقٌ دقيقةٌ للممارسة، وسيفهم مقاصد الله تمامًا. ويستطيع التفريق بين ما هو من الله وما هو من الإنسان، وبين ما هو صواب وما هو خطأ. لكن توجد بعض الأمور التي تبقى بعيدة المنال وغير واضحة للإنسان، أمور لا يستطيع أن يعرفها إلا بعد أن يخبره الله عنها. هل يستطيع الإنسان أن يعلم أو يتنبأ بأشياء غير معروفة حتى الآن، أشياء لم يخبره الله عنها بعد؟ كلا، مطلقًا. علاوةً على هذا، حتى لو كسب الإنسان الحق من الله، وامتلك واقع الحق وعرف جوهر الكثير من الحقائق، وامتلك القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، فهل سيمتلك القدرة على السيطرة على كل الأشياء وحكمها. لن يمتلك هذه القدرة. ذلك هو الفرق بين الله والإنسان. لا تستطيع الكائنات المخلوقة أن تكسب الحق قط سوى من مصدر الحق. هل تستطيع أن تكسب الحق من الإنسان؟ هل الإنسان هو الحق؟ هل يستطيع الإنسان أن يزوّد الآخرين بالحق؟ لا يستطيع، وهنا يكمن الفرق. لا يمكنك سوى أن تتلقّى الحق، لا أن تزوِّد الآخرين به، هل يمكن أن تُسمَّى شخصً يمتلك الحق؟ هل يمكن أن تُسمى تجسيد الحق؟ كلا، مطلقًا! ما هو بالضبط جوهر تجسيد الحق؟ إنّ المصدر هو الذي يزوّد الحق، مصدر الحكم والسيادة على كل الأشياء، وهو أيضًا المعيار والمقياس الوحيد الذي تُحكَم وفقًا له كل الأشياء والأحداث؛ هذا هو تجسيد الحق. غالبًا ما يرفض أضداد المسيح قبول هذه النقطة. إنهم يؤمنون أن المعرفة قوة، وأن الاختبار سلاح يتسلح به الناس ليصبحوا أقوياء، وأنه عندما يمتلك الناس الخبرة والمعرفة وهذه الدروس يمكنهم السيطرة على كل شيء. يمكنهم التحكم في أقدار الناس، والتحكم في أفكار الناس والتأثير عليها، وحتى التأثير على سلوك الناس. أو سوف يظن البعض أن هذه الأمور يمكن أن ترشد الناس، وتغير عقولهم، وتغير شخصياتهم. أي نوع من الأفكار هذه؟ (أفكار أضداد المسيح). هذه هي أفكار أضداد المسيح. لماذا يمكن لله أن يسود على قدر البشرية؟ الله هو واقع كل الأمور الإيجابية، وكلامه هو واقع كل الأمور الإيجابية. ما هو جوهر الله؟ جوهر الله هو الحق، ولهذا السبب هو قادر على أن يسود على قدر البشرية. لا يرى أضداد المسيح هذه النقطة أو يعترفون بها، فضلًا عن أن يقبلوها. إنهم يعتبرون أن الحق هو تلك الأمور التي تأتي من الناس، ومن المعرفة، ومن المجتمع، والتي هي موضع تقدير من البشر الأشرار، ويحاولون استخدام هذه الأمور لتضليل الناس والسيطرة عليهم والحصول على مكان في الكنيسة وبين شعب الله المختار. ما غرضهم من تضليل الناس؟ ما الغرض من دراستهم لهذه الأمور وتجهيز أنفسهم بها؟ الغرض هو جعل الناس يطيعونهم ويستمعون إلى كلامهم. ما غرضهم في جعل الناس يستمعون إلى كلماتهم؟ (للسيطرة عليهم). هذا صحيح، غرضهم هو السيطرة عليهم. وهذا يعني أنهم عندما ينطقون ببعض الكلمات، فسوف يمتثل الناس لهم، ويتم التلاعب بهم، ويصبحون أدواتهم وعبيدهم. ولأن الناس يتقبلون وجهات نظرهم، ويقبلون ما يسمى باختبارهم ومعارفهم ودروسهم، فإن هؤلاء الناس يعبدونهم بعد ذلك. أليست عبادتهم تعني الاستماع إليهم؟ (بلى، تعني ذلك). أليس الاستماع إليهم يعني أن هؤلاء الأشخاص يمكن التلاعب بهم بسهولة؟ ألم ينجح أضداد المسيح؟ (بلى، لقد نجحوا). إذا استمع إليهم أحد، ألا يعني هذا أنه قد أُخِذ بعيدًا عن الله؟ (بلى، يعني ذلك). هذا يجعل أضداد المسيح سعداء، وهذا هو غرضهم. في واقع الأمر، هم في أعماق قلوبهم، إنهم لا يؤمنون بالضرورة إيمانًا قاطعًا بأنهم تجسيد الحق، وأنهم الحق، لكنهم يفكرون هكذا ويتصرفون هكذا. لماذا يفكرون ويتصرفون بهذه الطريقة؟ إنهم يعتقدون أن معرفتهم واختبارهم وكل ما أتى من مواهبهم صحيح، وهم يريدون استخدام هذه الأمور للسيطرة على الناس والإمساك بهم بقوة من أيديهم. من الواضح أن بعض معرفتهم واختبارهم ودروسهم هي كلام شيطاني يهدف إلى خداع الناس. بعضها، وإن لم يكن واضحًا، لها مخططات ومؤامرات ماكرة ودسائس مخفية، ومن لا يستطيع أن يُدرك حقيقتها سوف يُضلل. ما هي عواقب التعرض للتضليل؟ يبتعد الناس عن الله، ولا يعودون يفهمون الحق، ويعتبرون المعرفة البشرية والاختبار والدروس كأنها الحق، وينحون كلام الله جانبًا. يصبح الناس مشوَّشين للغاية بشأن كلام الله، لكنهم يهتمون كثيرًا بهذه المعرفة وهذه الخبرة ويقدرونهما، حتى إنهم يبذلون جهدًا في ممارستهما وتنفيذهما. هذا هو الغرض من أفعال أضداد المسيح. لو لم يكن لديهم مثل هذا الطموح للتلاعب بالناس، والسيطرة عليهم، وحملهم على الطاعة، فهل كانوا ليزودوا أنفسهم بهذه الأمور؟ ما كانوا ليبذلوا أي جهد في سبيل ذلك. إن لديهم هدفًا؛ وإحساسهم بالغرض واضح للغاية. ما هو هذا الغرض الواضح؟ (السيطرة على الناس). إنه السيطرة على الناس. وبغض النظر عما إذا كانوا يسيطرون على مجموعة كاملة من الناس أو على جزء منهم فقط، فهل سيستطيعون السيطرة على أي شخص دون أساس نظري؟ عليهم أولًا أن يجدوا مجموعة من الأفكار والنظريات تكون هي الأكثر انسجامًا مع مفاهيم الناس وتصوراتهم والأكثر ملاءمة لأذواقهم، وأن يستخدموا كل وسيلة ممكنة لنشرها بين الناس. وهذا يعني غسيل أدمغة الناس، والتأثير عليهم فكريًا، وتلقينهم باستمرار، وجعل الناس يستمعون إلى هذه الأفكار ووجهات النظر ويألفونها ويتقبلونها. في الواقع، يُلقَّن الناس على نحو سلبي، وتُغسَل أدمغتهم على نحو سلبي أيضًا، وهم يقبلون هذه الآراء دون وعي منهم. ولأن الناس لا يملكون القدرة الداخلية على التمييز بين الصواب والخطأ، قبل أن يفهموا الحق، فليس لديهم القدرة على مقاومة هذه الأمور؛ ليس لديهم أجسام مضادة لذلك. عندما يقبل الناس هذه الآراء المغلوطة، سرعان ما يقعون في أسرها. ما المقصود بكلمة "يقعون في أسرها"؟ هذا يعني أنه بعد قبول الناس لهذه الآراء، يصبحون أكثر إصرارًا على الاعتقاد بأن هذه الأمور صحيحة ويستخدمون هذه الآراء باستمرار لإقناع أنفسهم والآخرين. لقد تم تضليلهم والسيطرة عليهم، وهكذا يحقق الشيطان هدفه عندما يضلل الناس.

البعض ممن تعلموا بعض المهارات الاحترافية المميزة في العالم، أو أولئك الذين لهم مكانة اجتماعية خاصة في المجتمع، يكون لديهم فكر مشترك بعد مجيئهم إلى بيت الله، مما يؤدي إلى ظهور مظهر مشترك لديهم. ما هذا الفكر؟ إنهم يعتبرون أنفسهم النخبة في المجتمع. من هم النخبة؟ إنهم أشخاص يبرزون في المجموعات. لقد حصلوا على تعليم عالٍ خاص، كما أن مواهبهم ومستوى قدراتهم، وهباتهم تفوق البقية. ماذا يعني أن يتفوقوا على الآخرين؟ يعني أن من بين مجموعة من الناس، هم يتمتعون بتفكير متميز، وذكاء، وفصاحة، ولديهم قدرة خاصة على فهم أمور ومهارات معينة. هذا ما يسمى بالتفوق على الآخرين، وهؤلاء الأشخاص معروفون بالنخبة في المجتمع. كل بلد ينمِّي هذا النوع من الأشخاص. ما الغرض من تنميتهم؟ الغرض هو جعل البلد يتطور أسرع. عندما يكرس مثل هؤلاء الأشخاص أنفسهم لمختلف المناصب، تتسارع التنمية في جميع مناحي الحياة. هل مكانة مثل هؤلاء الأشخاص في المجتمع عالية أم منخفضة؟ (عالية). بالتأكيد ليست لديهم مكانة عادية. لديهم بعض المواهب الخاصة، وتعلموا بعض المعارف الخاصة، وتلقوا تعليمًا خاصًا. مستوى قدراتهم، ومواهبهم، ومعارفهم المكتسبة أعلى من تلك التي لدى الأشخاص العاديين. إذا جاء هؤلاء الأشخاص إلى الكنيسة، فماذا تكون عقليتهم؟ ما هو أول ما يخطر ببالهم؟ أولًا، يعتقدون: "إنَّ الدب الضعيف يظل أقوى من الغزال. على الرغم من أنني بعد الإيمان بالله لا أسعى إلى الدنيا ولا أتمتع بالشهرة هنا، فإنني بالنظر إلى ما تلقيته من تعليم خاص، وكذلك المعرفة التي تعلمتها، وما تزودت به من مواهب، ينبغي أن أكون قائدًا بينكم. في بيت الله، ينبغي أن أكون دعامة أساسية وركيزة. ينبغي أن أكون الشَّخص الَّذي يقود ويرشد". أليست هذه هي الطريقة التي يفكرون بها؟ علامَ يستند هذا التفكير؟ لو كانوا مزارعين متواضعين، هل كانوا سيجرؤون على التفكير بهذه الطريقة؟ (ما كانوا ليجرؤوا). لمَ لا؟ (ليس لديهم رأس المال). ليس لديهم رأس المال للتفكير بهذه الطريقة. إذًا، أي نوع من الناس يمكنهم التفكير بهذه الطريقة؟ إنهم جميعًا أشخاص لديهم معرفة معينة، وهبات، ومواهب، وما يسمى بمستوى القدرات. عندما يأتون إلى بيت الله، يفكرون: "لم أعد أسعى وراء الدنيا. الدنيا شريرة للغاية، لذلك سوف آتي إلى بيت الله وأسعى هناك بدلاً من ذلك. في بيت الله، يمكنني أن أحصل على الأقل على منصب قائد أو عامل". هل يُضمرون نوايا حسنة؟ (كلا). لماذا لا يُضمرون نوايا حسنة؟ الأمور التي تعلموها ومكانتهم الاجتماعية تضر بهم بشدة. إذا لم يسعوا إلى الحق، فلن ينزلوا أبدًا عن مثل هذا المنصب في حياتهم. سوف يشعرون دائمًا أنهم في أعالي السحاب، لكنهم في الواقع، من وجهة نظر الله، لا يختلفون عن أي كائن مخلوق عادي. سيضعون أنفسهم دائمًا في مكان عالٍ في السحاب. أليس هذا خطيرًا؟ إذا سقطوا فسوف يسقطون بشدة، وقد تكون حياتهم في خطر! لماذا يشعر هؤلاء الناس أنهم يجب أن يحظوا بمكانة عالية، ويجب أن يُعبدوا، وأن يلتف حولهم الكثير من الناس، وأن يُستشاروا في كل أمر، وأن يُستمع إلى آرائهم، وأن يوضعوا في الاعتبار وفي المقام الأول في كل شيء؟ لماذا يفكرون في كثير من "الواجبات"؟ لأنهم يولون أهمية كبيرة لمكانتهم الاجتماعية، ومعرفتهم والأمور المميزة التي تعلموها. إنهم يفكرون: "مهما بلغ مقدار التحدث بالحق أو مهما علا التحدث به، فإن هذه الأمور التي أملكها لا تزال ذات قيمة؛ فهي أكثر قيمة من الحق، ولا يمكن أن يحل محلها الحق. في المجتمع، أنا رئيس شركة. أدير آلاف الأشخاص. وبإشارة من ذراعي، يجب على الجميع الاستماع إليَّ. أملك مثل هذه القوة العظيمة؛ لذا فكر فقط في نوع المنصب والمكانة اللذين أحملهما! من بين هؤلاء الأشخاص الصغار في بيت الله، كم عدد من هم أعلى مني؟ حينما أنظر حولي، لا أرى الكثير من الأشخاص المميزين. لو كنت أنا من يديرهم، فلن تكون ثمة مشكلة؛ لن تكون مسألة كبيرة!" لنفترض أنك تخبرهم: "حسنًا. من الجيد أن يكون لديك هذا الطموح. سوف أُلبي رغبتك، وسأوصي بك كقائد في الكنيسة. فلتحضِر هؤلاء الأشخاص أمام الله ليعرفوا كيف يقرأون كلام الله ويطبقون الحق، ولتساند الضعفاء والسلبيين وأولئك الذين لا يقومون بواجبهم". سوف يقولون: "هذا سهل. فعندما كنت في مجال الأعمال، قمت بكل ذلك العمل الخاص بتقديم المشورة للناس حول طريقة تفكيرهم. هذا شيء أجيده". ماذا يحدث بعد وضع أكثر من ثلاثين شخصًا في الكنيسة بين أيديهم؟ في أقل من شهرين، يصبح الضعفاء أضعف، والسلبيون أكثر سلبية، ولا يستطيع من يبشرون بالإنجيل أن يكسبوا الناس. أولئك الذين لا يعرفون كيف يقرأون كلام الله يغشاهم النعاس ما إن يحين وقت الاجتماع، ولا يعودون يرغبون حتى في الاستماع إلى عظات من الأعلى. وعندما يُسأل الواحد منهم: "ألست قادرًا تمامًا؟" يقول: "بلى، لقد كنت رئيسًا. قدراتي واضحة!" أيًا يكن نوع الرؤساء الذي أنت عليه في الدنيا، فهو بلا فائدة. إذا كنت لا تفهم الحق، فأنت شخص عادي في القيام بأعمال الكنيسة. إذا سُمح لهؤلاء الأشخاص بتولي مسؤولية عمل الإنجيل، فلن ينخرطوا إلا في شكليات سطحية لا فائدة منها، ولن يحصلوا على أي نتائج، وكنيسة تضم عشرات الأشخاص لن تُسقى جيدًا. ما الذي يجري هنا؟ مثل هؤلاء الأشخاص ذوي المعرفة كانوا في السابق رؤساء شركات ومديرين في المجتمع، فلماذا لا يستطيعون إبراز مهاراتهم عندما يأتون إلى بيت الله؟ (الروح القدس لا يحفظهم). إن عدم حفظ الروح القدس لهم هو أحد الجوانب، ولكن ما هو السبب الرئيسي؟ هم لا يفهمون الحق، لذلك عندما يتعلق الأمر بحالات الناس، وشخصياتهم الفاسدة، ومتطلبات الله للإنسان، وكلام الله الذي يكشف الإنسان، والطريقة التي يتكلم بها الله، فإنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي ولا يمكنهم إدراك حقيقة ما يجري في هذه الأمور، ويتصرفون بطريقة عمياء وسطحية فحسب. إنهم يعتقدون أن عمل الكنيسة مثل إدارة الأعمال في الدنيا، وأنهم ما داموا يحثون عقول الناس ويثيرون حماسهم، فإنهم سيكونون قد قاموا بعمل جيد. إنهم يعتقدون أن عليهم من ناحية، تقديم المشورة للناس حول طريقة تفكيرهم، ومن ناحية أخرى، الاستفادة جيدًا من طرقهم الراسخة في التعامل مع الأمور في الدنيا، محاولين رشوة من هم فوقهم وشراء من هم دونهم. إنهم يعتقدون أنك ما دمت تضمن حصول الناس على المال، فسوف يستمعون إليك ويتبعونك؛ يعتقدون أن الأمر بهذه البساطة. الأمور الخارجية لا تنطوي على الحق. في الإيمان بالله، كل ما يفعله المرء ينطوي على الحق وتغيرات في الشخصية. هل سيجدي استخدام الأساليب نفسها التي استخدموها في الدنيا؟ (كلا). لن يجدي. عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع حالات الناس، وكيفية التعامل مع نقاط ضعفهم، وكيفية دعم الناس جيدًا، وكيفية التعامل مع مفاهيم الناس عن الله، وكيفية جعل الناس يعرفون أنفسهم عندما يكشفون عن شخصياتهم الفاسدة، وكيفية جعل الناس صادقين، فإنهم جاهلون تمامًا، بل إنهم يتحدثون بالهراء ويفرضون اللوائح بغير هدى. على سبيل المثال، إذا قال شخص ما كلامًا غير متقن، ويفتقر إلى الفهم الروحي، فسيقولون إن مستوى قدرات هذا الشخص سيء، ولا يسعى إلى الحق. إنهم فقط يطبقون اللوائح بغير هدى، ويفعلون ذلك بهذه الطريقة وحتى لا يجد الآخرون طريقًا إلى الأمام، ما يزعجهم ويجعلهم يفتقرون إلَى الدافع. أولئك الذين يقومون بواجبهم لا تعود لديهم أي طاقة لذلك، بينما يصبح السلبيون أكثر سلبية. يقول بعض الناس إنه سيكون من الأفضل لهم قراءة كلمات الله في المنزل، إذا كان مثل هذا الشخص يقود كنيستهم. ما سبب ذلك؟ عندما يقودون كنيسة، فإنهم يتسببون في فقدان الناس للدافع، مما يجعلهم لا يعودون راغبين في الإيمان بالله. لماذا لا يرغب الناس في أن يؤمنوا؟ لأن الناس في الأصل كانت لديهم رؤية واضحة قليلًا، لكن تصرفات هذا الشخص تزعجهم وتُربكهم. لم يكن في قلوب هؤلاء الناس أي حق من البداية؛ فقط فهم للتعاليم. وبعد أن يزعجهم هذا الشخص، يصبحون على درجة أكبر من تشوش الذهن، ولا يعودون قادرين على فهم عمل الروح القدس. وجود الله نفسه يصبح غير واضح بعض الشيء. فما نوع الأساليب التي يستخدمونها للوصول بالناس إلى هذه النقطة؟ على سبيل المثال، هل عبارة "الإنسان خلقه الله" حق؟ (نعم). يجب أن تستخدم بصيرتك الحقيقية، وفهمك، واختبارك لإثبات هذه العبارة حتى يتمكن الإخوة والأخوات من أن يؤمنوا على نحو راسخ بأن هذه العبارة هي الحق والصواب، ويقتنعوا بأن البشرية جاءت من الله، ومن ثمَّ يزداد إيمانهم بالله. ما إن يكون لدى المرء إيمان بالله، عندما يقبل التأديب أو يعاني من بعض المشقة أو الاضطهاد، سيكون لديه قوة في قلبه. هذه حقيقة. لكن ماذا يقول هؤلاء الناس؟ "ثمة برنامج تلفزيوني يقول إنه تم اكتشاف أن البشر عاشوا في قبائل قبل 100 مليون سنة". عندما يتباهون بمعرفتهم ويتحدثون عن التاريخ بهذه الطريقة، فإن كل من يسمعهم يصاب بالحيرة: "ألم يُقل إن الإنسان خلقه الله؟ عندما تتحدث بهذه الطريقة، فالأمر لا يبدو كذلك. هل جاء الإنسان من القردة؟" انظر، إلى أين أخذوا الناس؟ أليس هذا أذىً للناس؟ (إنه كذلك). متى سنحت لهم الفرصة، يتباهون بمعرفتهم ويتحدثون عن التاريخ والفلسفة وكيفية تعاملهم وتواطؤهم مع المسؤولين الحكوميين في الدنيا، فقط يتباهون بهذه الأمور. عندما يتباهون بهذه الطريقة، وعندما يسمع هذه الأمور بعض الإخوة والأخوات الذين هم صغار القامة، وضعفاء، وإيمانهم قليل، أين تذهب قلوبهم؟ (يركضون نحو الدنيا). هذا صحيح. ما الذي يعنيه ذلك؟ لقد ضيَّعوا هؤلاء الأشخاص الذين ائتمنوا عليهم. من الواضح أنهم أشخاص عاديون. ليس الأمر فحسب أنهم لا يفهمون أمور الدخول في الحياة، بل هم أيضًا لا يفهمون ما هي وظيفتهم، فضلًا عن الأمور الروحية في الحياة أو التغيرات في الشخصية. إنهم لا يفهمون أيًا من هذا، ومع ذلك لا يزالون يتظاهرون بأنهم يفهمون الحق، ويريدون أن يكونوا رعاة لقيادة شعب الله المختار. أليس هذا سخيفًا؟ إذا كنت لا تفهم الأمور الروحية في الحياة، فماذا يجب أن تفعل عند اختيارك كقائد؟ تقول: "أنا شخص عادي، ولم أقُد كنيسة قط. وعليَّ أن أطلب وأرى ما تشترطه ترتيبات العمل في هذا الشأن، وعليَّ أن أجد أشخاصًا يفهمون ذلك لأعقد معهم الشركة عن الكيفية التي يجب تنفيذ العمل بها، أو أجد إخوة وأخوات يفهمون الحق وأتعاون معهم". هل هذا هو الموقف الصحيح؟ (إنه كذلك). لكن بعض الأشخاص لا يفعلون ذلك. إنهم يتفاخرون ويقولون: "تريدونني أن أتعاون مع الآخرين؛ من لديه مؤهلات أعلى مني؟ من لديه مكانة اجتماعية أعلى مني؟ أنا مشهور جدًا في المجتمع. يجب على كل من يقابلني أن يُظهر بعض الاحترام". إنهم فقط يتفاخرون ويتباهون بقدراتهم بهذه الطريقة. عندما يقودون كنيسة هكذا، هل يظل لدى الإخوة والأخوات أمل في الدخول إلى واقع الحق؟ (كلا). لا يظل لديهم. ورغم أن هذا هو الحال، فإن هؤلاء الأشخاص لا يزالون يجعلون الآخرين يبلغونهم بكل شيء. هؤلاء الأبالسة ذهبوا إلى الجامعة لبعض الوقت، ولديهم قدر من المعرفة، ولذلك يتجرؤون على التباهي والاحتيال في المجتمع، وعلى فعل كل أنواع الأشياء السيئة. إن لديهم بعض وسائل البقاء، لذلك يريدون أن يأتوا إلى بيت الله لتحقيق شيء ما. من أجل الحصول على المكانة وجلب المجد لأسلافهم، فإنهم يريدون حتى التظاهر بأنهم تجسيد الحق حتى يستمع إليهم شعب الله المختار ويتبعهم. ماذا يعني "تجسيد الحق" بالنسبة لهم؟ إنه يعني: "كل فكرة من أفكاري، ونُهُجي، وآرائي يجب عليكم جميعًا أن تتمسكوا بها على أنها الحق. لقد وضعت قاعدة لك: يجب إبلاغي بجميع الفواتير، حتى تلك التي تقل قيمتها عن خمسة دولارات". ويقول آخرون: "لا داعي للإبلاغ عن خمسة دولارات. نحن أيضا لدينا نطاق سلطة. ألا يمكننا أن نتصرف فحسب وفقًا للمبدأ؟" ما الذي يفكرون فيه؟ "كيف يمكن أن يكون ذلك مقبولًا؟ هذا أمر مهم للغاية. أنا القائد. أنا وحدي صاحب القول الفصل!" رغم أنهم لا يقولون ذلك، فإنَّ هذه هي الطريقة التي يفكرون بها في قلوبهم. هكذا يسيطرون على الناس. يمكن أن يفعلوا أي شيء سيئ أو يخدعوا الآخرين. عندما يخدعون الآخرين ويؤذونهم، لا يرف لهم جفن، ولا تخفق قلوبهم، ولا يشعرون بعدم الارتياح في داخلهم على الإطلاق. وعندما يُعطَوْنَ منصبًا في بيت الله، يتجرأون على أخذه. وما إن يأخذوه، لا يريدون أن يتنازلوا عنه ويرغبون في التظاهر بأنهم تجسيد الحق لإجبار الآخرين على الطاعة. هل مثل هؤلاء الأشخاص موجودون؟ (إنهم موجودون).

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.