البند الأول: يحاولون ربح قلوب الناس (القسم الثاني)
تعريف القادة والعاملين وأسباب نشأة هذه الفئة
بعد ذلك، دعونا نناقش الفئة الثانية: أولئك الذين يؤدون واجبات القادة والعاملين. على الرغم من قلة عدد هؤلاء الأشخاص، فهم يلعبون دورًا مهمًا من حيث طبيعة عملهم. تتضمن واجبات القادة والعاملين العديد من الحقائق أيضًا؛ حقائق أكثر حتى من التبشير بالإنجيل. لماذا أقول هذا؟ هذه الواجبات واسعة النطاق للغاية. أحد جوانب هذه الواجبات هو نشر عمل الإنجيل خارجيًا، والآخر هو سقاية شعب الله المختار وإعالتهم داخليًا، وتدبير حياة الكنيسة بشكل جيد، وكذلك التعامل مع أمور الكنيسة وحل جميع أنواع المشكلات. هذا يعني أنه يجب على القادة والعاملين فهم المزيد من الحقائق، وتُطْلَب منهم مطالب أكثر صرامة فيما يتعلق بمبادئ معينة للممارسة، وينبغي أن تكون علاقتهم بالله أوثق. يتضمّن كونك قائدًا أو عاملًا الممارسة والدخول في مختلف جوانب الحق، والمسارات التي يسلكها الناس، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى. بالمقارنة مع أداء واجب التبشير بالإنجيل، فإن كونك قائدًا أو عاملًا يرتبط ارتباطًا أوثق بالدخول في الحياة ويتطلب أيضًا تحقيق تغيير في الشخصية. هذا يعني أن مختلف الحقائق المتعلقة بكيفية القيام بعمل القادة بشكلٍ جيدٍ أكبر من حيث العدد والنطاق. لكن أيًا كان عددها، فإنها لا تزال تندرج تحت العديد من الموضوعات الرئيسية، لذلك دعونا نتناولها عنصرًا تلو الآخر، نقطة تلو الأخرى، وستفهمونها تدريجيًا. دعونا نبدأ بالحديث عن تعريف القادة والعاملين. لماذا من الضروري تعريفهم؟ التعريف يعادل تحديد موضع شيءٍ ما، أي إن التعريف يخبر الناس بطبيعة مسؤوليات هذه الواجبات ونطاقها، وكذلك ألقاب أولئك الأشخاص؛ وبعبارة أخرى، ماذا سيُسَمَّون. من خلال التعريف الدقيق لهذه الواجبات، يمكن للناس أن يكتسبوا وضوحًا ذهنيًا فيما يتعلق بالمكانة التي تتمتع بها هذه الفئة من الناس في ذهن الله، وما يطلبه منهم، ومتطلباته منهم فيما يتعلق بأداء هذه الواجبات، وماهية المسار الذي ينبغي أن يسلكوه، وماهية المبادئ التي ينبغي أن يمارسوها. بغض النظر عما إذا كانوا صغارًا أو كبارًا في السن، أو من ذوي المناصب العالية والنبيلة، أو من ذوي المناصب الدنيئة والوضيعة، وبغض النظر عن خلفيتهم، على أي حال، فقد اشترط الله معايير في مثل هؤلاء الأشخاص. وبعبارة أخرى، هناك حقائق يجب أن يفهمها الأشخاص الذين يؤدون مثل هذه الواجبات؛ هناك مبادئ للحق ينبغي أن يفهموها ويمارسوها، وهناك مسار معين يجب أن يتبعوه. إذن، كيف يتم تعريف أولئك المختارين من بين أتباع الله للقيادة والعمل؟ ما هو التعريف الدقيق؟ ما الذي يعتقد الناس أنه التعريف؟ وما هو موضع هؤلاء الأشخاص في قلوب الآخرين بالضبط؟ أليس هذا مرتبطًا بتعريف هوية مثل هؤلاء الأشخاص ومكانتهم؟ ما الموضع الذي يخصصه الآخرون لهذه المجموعة من الأشخاص في قلوبهم؟ هل يعتبرونهم رسلًا؟ كلا. هل يعتبرونهم تلاميذ؟ لا يعتبرونهم تلاميذ أيضًا. هل هناك من يدعوهم رعاة؟ (نعم). هل "الرعاة" لقب مناسب؟ (غير مناسب). لماذا هو غير مناسب؟ (إنّه الموضع الخاطئ). هل الناس قادرون على أداء دور الرعاة؟ (لا). وبما أنهم ليسوا رسلًا أو تلاميذ، وبما أن لقب "الرعاة" غير مناسب أيضًا، فما هو بالضبط الاسم الأنسب للأشخاص الذين يؤدون هذه الواجبات؟ ما هو المصطلح الأكثر ملاءمة؟ (حراس). هل لقب "الحراس" مناسب؟ لا أرى أي فارق بين هذا اللقب ولقب "الرعاة". إنه اسم رنان، لكن العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص صغير للغاية. لا شيء من هذه الألقاب مناسب. إذن، بناءً على طبيعة الواجبات التي يؤديها هؤلاء الأشخاص، ما هو الاسم والتعريف الأكثر ملاءمة؟ ما هي مبادئ تعريف مثل هؤلاء الأشخاص؟ يجب أن يتوافق التعريف مع طبيعة عملهم، وكذلك هويتهم ومكانتهم، ويجب أن يكون لائقًا تمامًا، وليس رنانًا أكثر من اللازم. إذا عرفنا هؤلاء الناس على أنهم "رسل"، فهل سيكون ذلك مبالغة في التعظيم؟ (نعم). أو، ماذا عن تعريفهم بـ"الحراس"؟ (هذا أكثر مبالغة في التعظيم). هل أنت قادر على حراسة الناس؟ إذا لم تكن كذلك، فأنت لست حارسًا. ماذا عن لقب "الرعاة"؟ ماذا يعني لقب "الرعاة"؟ (الأشخاص الذين يرعون الغنم). إنه يشير إلى الأشخاص الذين يرعون قطيعًا من الغنم ويعتنون به. يتناسب الاسم في الواقع مع هذه المجموعة، بناءً على طبيعة عملهم فقط. لكن بالنظر إلى ما يمكن أن يتحمله الأشخاص هذه الأيام، وما يمكنهم تحقيقه، وشخصياتهم الفاسدة، هل لقب "الرعاة" مناسب؟ (لا). إنه مبالغ في التعظيم بعض الشيء. إنهم غير قادرين على هذا، ولا يتوافق اللقب مع طبيعة أو نطاق العمل الذي يقوم به الأشخاص هذه الأيام. من الواضح أن هذا اللقب لا يناسبهم. ما هي، إذن، الطريقة الأنسب لتعريف هذه الفئة من الناس؟ (تعريفهم كقادة وعاملين). هذه العبارة مناسبة نسبيًا.
ما هو سبب ظهور فئة الأشخاص الذين هم قادة وعاملون؟ كيف ظهروا؟ على نطاق كبير، يحتاجهم عمل الله؛ وعلى نطاق أصغر، يحتاجهم عمل الكنيسة، كما يحتاجهم شعب الله المختار. بغض النظر عن هويتهم أو مكانتهم، وبغض النظر عن الدور الذي يلعبونه، فهم متساوون مع الأفراد العاديين من شعب الله المختار؛ يتساوون في هويتهم ومكانتهم أمام الله. على الرغم من أن مصطلح "القادة والعاملين" موجود في الكنيسة، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأفراد هم "قادة" و"عاملون" يؤدون واجبات مختلفة عن واجبات إخوانهم وأخواتهم، فإن لقبهم "كائنات مخلوقة" أمام الله يظل هو نفسه؛ هذه الهوية لن تتغير. الفارق بين القادة والعاملين وبين الأفراد العاديين من شعب الله المختار هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوارهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأفراد؟ يقود جميع أفراد شعب الله المختار في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فإن جميع من في الكنيسة سيتبعونه في المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر على جميع أفراد شعب الله المختار في الكنيسة. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذا، عندما يأخذ القادة سبيلهم المتفرع الخاص بهم، فإنهم لا يكونون الوحيدين الذين يتأثرون، بل تتأثر بذلك أيضًا الكنائس وشعب الله المختار الذين يقودونهم. إن كان قائد شخصًا مناسبًا يسلك الطريق الصحيح ويسعى إلى الحق ويمارسه، فسيأكل الأشخاص الذين يقودهم ويشربون كلام الله بشكل طبيعي ويسعون وراء الحق بشكل طبيعي، وفي الوقت عينه، سيكون اختبار القائد الشخصي وتقدّمه ظاهرًا للآخرين وسوف يؤثر عليهم. إذًا ما هو الطريق الصحيح الذي على قائد أن يسلكه؟ إنّه القدرة على قيادة الآخرين إلى فهم للحق ودخول إلى الحق، وقيادتهم إلى أمام الله. ما هو الطريق الخاطئ؟ أن يسعى المرء للمكانة والشهرة والربح، ويتباهى بنفسه كثيرًا ويشهد لنفسه مرارًا، وألّا يشهد لله أبدًا. ما تأثير هذا على شعب الله المختار؟ (يجلبهم أمام نفسه). سينحرفون بعيدًا عن الله ويقعون تحت سيطرة هذا القائد. إذا قدت الناس ليأتوا أمامك، فأنت تقودهم كي يأتوا أمام شخص فاسد، وأمام الشيطان، وليس الله. وحدها قيادة الناس كي يمثلوا أمام الحق هي قيادتهم كي يمثلوا أمام الله. القادة والعاملون، بغض النظر عما إذا كانوا يسلكون المسار الصحيح أو الخطأ، لهم تأثير مباشر في شعب الله المختار. وعندما يخفق شعب الله المختار في فهم الحق، فإن غالبيتهم يتبعون على نحو أعمى. يمكن أن يكون القائد شخصًا صالحًا، وسيتبعونه. ويمكن أن يكون القائد شخصًا سيئًا، وسيتبعونه أيضًا؛ إنهم لا يميِّزون. إنهم يتبعون كما يُقادون، أيًّا كان القائد. ولذا فمن الأهمية بمكان أن تختار الكنائس الصالحين ليكونوا قادتها. إن المسار الذي يسلكه كل شخص يؤمن بالله يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمسار الذي يسلكه قادته، ويمكن أن يتأثر بهؤلاء القادة والعمال بدرجات متفاوتة. دعونا نبدأ بعقد الشركة في هذين المسارين حول مختلف الحقائق التي تنطوي عليها واجبات القادة والعاملين؛ المسار الصحيح، من ناحية، والمسار الخطأ، من ناحية أخرى. أي من هذين يجب أن نعقد الشركة حوله أولًا؟ (المسار غير الصحيح). لماذا تختار هذا؟ هل من الأفضل مناقشة المسار الصحيح أولًا، أم المسار الخطأ؟ (الخطأ). كلاهما صحيح، في الواقع؛ ولكن المسار الذي نناقشه منهما أولًا سيكون له تأثير مختلف. إذا بدأنا بمناقشة المسار الخطأ، يمكن للناس اكتشاف المزيد عن المسار الصحيح ضمن المسار الخطأ، وكذلك اكتشاف العديد من الأشياء أو المعرفة غير الفعالة والسلبية، والتي يمكنهم استخدامها لوعظ أنفسهم. يمكنهم استخلاص شيء إيجابي من هذا، وإذا انتقلنا بعد ذلك إلى مناقشة المسار الصحيح، فسيكون الناس قادرين على فهم ما هو إيجابي على مستوى أعمق وبسرعة أكبر. في الأساس، هذا النهج قابل للتطبيق، وهو مفيد للناس. لذلك دعونا نبدأ بمناقشة المسار الخطأ.
الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح للسيطرة على الناس
ما إن يُخْتَار الشخص قائدًا أو عاملًا ويبدأ في أداء واجباته، هل ينبغي عليه أن يتبنى سلوكًا معينًا؟ يسأل البعض: "أي سلوك؟ هل ينبغي أن يركب السحاب أو يأمر الريح والمطر؟" لا هذا ولا ذاك صحيح. على الرغم من أنه لا يفترض به أن يركب السحاب أو يأمر الريح والمطر، وبالتأكيد لا يفترض به أن يصيح بأعلى صوته ليلفت الانتباه لنفسه، لأنه إنسان فاسد كونه صاحب شخصية الشيطان الفاسدة وجوهره، ففي مثل هذه الأوقات، يشعر كل شخص بقوة هادرة في أعماق نفسه. إنهم جميعًا يمتلكون طموحات سامية، ويشعرون بدافع للنجاح في مسيرتهم المهنية، وإظهار مهاراتهم، ولفت الأنظار إليهم، وبذل كل ما في وسعهم. دعونا لا نناقش في الوقت الحالي ما إذا كان هذا النوع من الدوافع صحيحًا أم خاطئًا. عندما يُختار شخص ما قائدًا أو عاملًا، فإنه يُضْمِرُ مشاعر معقدة للغاية في أعماقه. ما الذي أعنيه بالمعقَّدة؟ يعتقد البعض أنه ليس من السهل على الإطلاق اختيارهم قادة، وعلى الرغم من أنهم غير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم القيام بعمل جيد، ولا يعرفون كيف سيكون مسارهم المستقبلي، إلا أن طبيعتهم المتأصلة تجعلهم سعداء جدًا بهذه الفرصة، وسعداء جدًا بقبول هذه المسؤولية المشرفة والعبء الثقيل. كما أنهم يشعرون بعض الشيء في أعماقهم بأنهم راضون عن أنفسهم ومحظوظون. ما الذي يجعلهم يشعرون بأنهم محظوظون؟ إنهم يعتقدون: "لقد تم اختياري من بين العشرات من الآخرين؛ لا بد أنني ممتاز وقادر تمامًا. لا بد أنني أفضل من الناس العاديين، وأنني أمتلك إدراكًا أفضل وفهمًا روحيًا أكثر من معظم الناس. لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، وبذلتُ الكثير وكددتُ كثيرًا. تثبت الحقائق أنني مؤهل لأخذ زمام المبادرة في الكنيسة، وإرشاد الناس للدخول في كلام الله وفهم الحق. هناك الكثير من الناس الذين هم أكثر براعة، وأفضل تعليمًا، وأكثر فصاحةً مني، فلماذا تم اختياري بدلًا منهم؟ هذا يظهر أنني قادر ولديَّ إنسانية صالحة. هذه هي نعمة الله". هذا هو حوارهم الداخلي. عبارة "نعمة الله" مضافة في النهاية، ولكن في الواقع أفكارهم الحقيقية وفهمهم الحقيقي يكمنان في الجزء الأول من حوارهم. إنهم يفكرون: "على الرغم من أنني لم أتنافس أو أقاتل من أجل هذا، تم اختياري. ماذا يجب أن أفعل الآن؟ لا يمكنني أن أخذل الجميع، يجب أن أبذل قصارى جهدي!" وكيف يبذلون قصارى جهدهم؟ في يومهم الأول في العمل، يستدعون المشرفين على كل فريق للاجتماع، ويكون لديهم سلوك وطاقة معينين تجاههم. أي نوع من الطاقة؟ إنهم يتصرفون بسرعة وحسم، ويكونون في غاية الجدية، متلهفين على تحقيق بداية مثيرة للإعجاب. أولًا، يحاولون أن يُظهروا للجميع مدى قدرتهم، ثم يحاولون جعل الناس يميزون سلفهم ويتخلون عنه. يقولون: "اليوم، دعونا أولًا نقضي بعض الوقت في تشريح سلفي، على سبيل المثال، في الطرق التي قيد بها الناس، وجوانب العمل التي كان معيبًا أو مقصِّرَا فيها، وما إلى ذلك؛ يمكننا عقد شركة عن كل هذه الأشياء. وعندما ننتهي من الشركة، ويكون لديكم تمييز واضح للقائد السابق، وتكونون قادرين على التخلي عنه، ولا تعودون مقيدين به، ولا تعودون تشتاقون إليه، يمكنكم حينها اعتبار أنكم تمتلكون الفهم، وأنكم مخلصون وخاضعون لله. في اجتماع اليوم سنبدأ بانتقاد القائد الكاذب وضد المسيح السابق. دعونا نكشفه". وردًا على ذلك، يقول الجميع إنهم قد عقدوا شركة حول هذا الأمر بالفعل، وميَّزوا أن السلف كان قائدًا زائفًا وضدًا للمسيح، لذلك لا شيء لديهم ليكشفوه. لكن هؤلاء القادة الجدد لا يوافقون على ذلك، ويبدأون في الانفراد بالأشخاص كلُ على حدة ويأمرونهم بعقد الشركة. لا تعجبهم الشركة التي يعقدها بعض الناس، لذلك يطلبون من أحد الإخوة والأخوات الذين كانوا أقرب إلى القائد السابق كشفه وتشريحه، ولكن بعد سماع هذه الشركة، يفكر هؤلاء القادة الجدد قائلين لأنفسهم: "هذا الشخص ليس لديه تمييز لسلفي، ولم يتخلَّ عنه أيضًا. يبدو وكأنه لا يزال لديه مكان في قلب هذا الشخص. هذا لن يفيد على الإطلاق؛ اليوم يجب أن أفكر في طريقة لكشف سلفي تمامًا". وبعد ذلك، يطلبون من شخص كان على أسوأ علاقة بالقائد السابق النهوض وكشفه. وما إن يكشف هذا الشخص القائدَ السابق، يشعرون بالرضا، ويعتقدون أن هذا الشخص جدير بالرعاية. وما الذي يريدون رعايته؟ إنهم يريدون أن يرعوا شريكًا متواطئًا، أن يرعوا وينموا قوتهم الخاصة. هكذا يسير الاجتماع الأول. وهل يتمكنون من تحقيق هدفهم بعد هذا الاجتماع؟ ليس على نحو شامل، وليس بهذه السرعة. ما الذي يخططون له في قلوبهم؟ يفكرون: "لا شيء أكثر غموضًا من قلب الإنسان، ولا شيء أكثر شرًا منه. يجب أن أتثبَّتَ من رأي كل شخص في سلفي، ويجب أن أستوضح رأيهم بي، وما إذا كانوا يعرفون ماضي أم لا، وما إذا كانوا يعرفون كل شيء عني، وفي النهاية أظهر لهم جميعًا أنه لا ينبغي العبث معي. لكن يجب أن أختار أساليبي وتكتيكاتي بعناية. لا يتعين عليَّ كشف نواياي؛ بل يجب أن أخفيها". ومن أين تأتي هذه الأفكار، وأساليب العمل، والدوافع؟ من طبيعتهم الشيطانية. هل لديكم مثل هذه المظاهر؟ في اليوم الذي تم فيه اختياركم قادة أو عاملين، ربما تكونون قد بدأتم بتحذير أنفسكم من السير في الطريق الخطأ، والسير في طريق القادة الكذبة وأضداد المسيح. ربّما قلتم لأنفسكم إنّه يجب عليكم التخلّي عن المكانة، وألاّ تعملوا من أجل سمعتكم، أو مكاسبكم، أو مكانتكم، أو ألّا تقودكم الرّغبة أثناء عملكم، وبدلًا من ذلك تعملوا بجدٍّ للقيام بواجباتكم، وأن تكونوا مخلصين لله. لكن مع مرور الوقت، يظهر أولئك الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، وما إن يتحدثوا أو يتصرفوا، يصبح هدفهم واضحًا جدًا؛ يحاولون على الفور تعزيز مكانتهم وكسب قلوب الناس. وما إن يكشف شخص ما عن أدنى لمحةٍ من عدم الرضا أو التحدي، فإنهم ينزعجون، وعلى الرغم من أنهم قد لا يستبعدون الشخص أو يهاجمونه علنًا، فإنهم يشعرون في أعماقهم بالنفور الشديد منه. كيف يظهرون هذا الشعور بالنفور؟ (يتجاهلون ذلك الشخص). تجاهله هو مظهر صامت، فما هي التصرفات المحددة التي ينطوي عليها النفور؟ على سبيل المثال، يُجلسون الأشخاص الذين يحبونهم قُبالتهم في الاجتماعات، ويفتعلون الأسباب لإجلاس الأشخاص الذين لا يحبونهم جانبًا. هل هذا هجوم؟ (نعم). هذه هي بداية هجومهم. إنهم يقومون بتصرفات عملية، أليس كذلك؟ (بلى). التصرفات أكثر جدية وشدة من الكلمات أو الأفكار. لماذا هي أكثر شدة؟ التفكير في شيء ما ولكن مع عدم التصرف بناءً عليه؛ هذا مستمد من عقل المرء وأفكاره. ولكن ما إن يحدث تصرف، يصبح حقيقة. وعندما يصبح سلوكًا، فهو ليس مجرد شخصية الشيطان الفاسدة بل عملًا شريرًا. بعد اختيار الأشخاص ليكونوا قادة، يجلبون رغباتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم إلى العمل الذي يقومون به والواجبات التي يؤدونها. ولكن ما هو المظهر المشترك الذي يظهر في جميع البشر الذين يمتلكون شخصية الشيطان الفاسدة؟ ما الذي يشتركون فيه جميعًا؟ إنهم يحاولون الاستيلاء على السلطة وتعزيز مكانتهم الخاصة. ما هي الوسائل التي يحاولون بها الاستيلاء على السلطة؟ أولًا، يلاحظون من يحاول تمَلُّقَهُم والتقرُّب منهم في المجموعات. وبعد ذلك، يتقربون بشكلٍ فعالٍ من أولئك الأشخاص، وسواء من خلال الإطراء أو من خلال تقديم خدمات صغيرة، يخلقون روابط خفية ويتوددون إليهم، بحيث يصبح هؤلاء الأشخاص – الذين يشاركونهم التفضيلات، أو المصالح، أو الطموحات الجامحة، أو الطبيعة نفسها – أتباعهم المتشددين، ويتَّحِدُونَ معهم. وما هو هدفهم من جعل هؤلاء الناس يتَّحِدُونَ معهم؟ ترسيخ مكانتهم وتوسيع نطاق قوتهم. وما إن يكسبوا السلطة، لا يتوقف الأمر على أن يكون لهم القول الفصل، وهكذا فحسب؛ بل إنهم يريدون أيضًا حمل المزيد من الأشخاص على اتباعهم، ودعمهم، والتحدث نيابة عنهم، بحيث إنه حتى عندما يقولون شيئًا خاطئًا، أو يفعلون أشياء سيئة، أو يهاجمون الناس ويقيدونهم، يظل هناك من يفعل ما يقولونه ويوافق عليه. هذا هو هدفهم. ثمّ إذا اكتشف الأعلى مشاكلهم وأعفاهم يومًا ما، فسيظلّ هناك أشخاص يبذلون قصارى جهدهم للتحدّث نيابةً عنهم، ويتقدمون للدفاع عنهم، ويحاولون حماية سمعتهم. وما هي الطريقة التي يستخدمونها لكي تحقق تصرفاتهم هذا النوع من النتائج؟ كسب قلوب الناس. يستخدمون طريقة كسب قلوب الناس من أجل ترسيخ مكانتهم وتوسيع نطاق قوتهم. هذه هي إحدى الطرق التي يستولي بها أضداد المسيح على السلطة.
فيما يتعلق بالأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لترسيخ مكانتهم، فإن الأسلوب الأول هو كسب قلوب الناس والثاني هو مهاجمة المعارِضين واستبعادهم. كسب قلوب الناس يعني أنهم يستخدمون طريقة كسب الناس مع أولئك الذين يتملقونهم، والذين يتقرَّبون منهم، والذين يثقون بهم، والذين يتبعونهم بغض النظر عما إذا كانوا على صواب أو على خطأ. مهاجمة المعارضين واستبعادهم تعني أنهم ينظرون إلى جميع أولئك الذين يفهمون الحق، والذين يمكنهم بالتالي تمييزهم، والامتناع عن اتباعهم، والابتعاد عنهم، باعتبارهم أعداء. إنهم يعاملون هؤلاء الناس كأنهم مسامير في أعينهم وأشواك في خواصرهم، والأسلوب الذي يستخدمونه مع هؤلاء الناس هو مهاجمتهم واستبعادهم. على سبيل المثال، لنفترض أن ضد المسيح يلاحظ أنه في كل مرة يعقد فيها شركة، يكون الناس متحمسين للغاية، حيث يقوم البعض بتدوين الملاحظات أو تسجيلها على جهاز تسجيل. لكن هناك أخت شابة واحدة فقط لا تدون الملاحظات وتلتزم الصمت تمامًا. لذا، يفكر في نفسه: "هل لديها مشكلة معي؟ أم أنها تعتقد أنني لا أعقد الشركة بشكلٍ جيد؟ علاوة على ذلك، في كل مرة أَصِلُ فيها، يرحب بي الآخرون ويومئون لي في وِدٍّ، ويصبون الماء من أجلي ويقدمون لي مقعدًا، لكنها لم تعاملني قطُّ بهذه الطريقة. يبدو أنها لا تُذْعِنُ لي؛ يجب أن أفكر في طريقة وأجد فرصة لتلقينها درسًا! ما نوع الفرصة التي يجب أن أبحث عنها؟ سأرتب لها الذهاب للتعامل مع شيء من المؤكد أنها ستبلي فيه بلاءً سيئًا؛ هذا سيعطيني مبررًا لأوبِّخَها بقسوة. هذه أفضل فرصة أمامي لحملها على الإذعان لي". في وقت لاحق، يرتب لهذه الأخت التوجُّه للعمل في مكان خطير. يفكِّر: "سأجعلها تذهب لتبشير قس متديِّن عجوز بالإنجيل، وهو فاسق بعض الشيء ولا يقبل الحق. لِنَرَ ما إذا كان بإمكانها هدايته. ماذا ستقول دفاعًا عن نفسها إذا لم تستطع؟ إذا لم تذعن لي، فسأطردها!". بعد ذلك، يقول لها: "في الوقت الحالي، يُكِنُّ لكِ معظم الإخوة والأخوات الآخرين احترامًا بالغًا. لقد آمنتِ بالله لسنوات عديدة، وفهمتِ العديد من الحقائق. ثمة قس متديِّنٌ يعرف الكتاب المقدس جيدًا، وأنتِ الشخص الأنسب للذهاب إليه لتبشيره بالإنجيل". وعندما تلتقي الأخت بالقس، يرى القس أنها شابة وجميلة، ويعجب بها؛ حتى إنه يتجاوز بعض حدوده معها. وبعد عودتها، تقول الأخت إنها لا تريد العودة مرة أخرى، فيردُّ عليها ضدُّ المسيح: "لقد كلفتكِ الكنيسة بتبشيره بالإنجيل. هذا واجبكِ، ويجب أن تذهبي!" وعند سماع الأخت ذلك، لا يصبح أمامها خيار سوى الطاعة، ونتيجة لذلك تبكي بعد كل زيارة. هذا القائد قادر على القيام بمثل هذه الأشياء من أجل مهاجمة الآخرين والانتقام منهم. أي نوع من الأشخاص هذا؟ شخص شرير. لو كان ذلك الشخص امرأةً، هل كانت ستورِّط نفسها في مثل هذا الموقف؟ (لا). بالطبع لا. ستجتنب ذلك أكثر من أي شخص آخر. إنه يلاحظ من يثير استياءه، ومن تَسْهُلُ مضايقته، ومن لا يذعن له ولا يتملقه، ثم ينتهز الفرص للكيد لهؤلاء الناس والانتقام منهم. أخبرني، عندما تكون لدى شخص ما نوايا سيئة وشريرة، أفلا يكون قادرًا على القيام بكل أنواع الفظائع؟ وكيف تنشأ هذه النوايا السيئة والشريرة؟ أحد الأسباب الرئيسية هو أن جوهر طبيعته سيئ وخبيث للغاية، والآخر هو أنه لا يمتلك قلبًا يتقي الله. عندما لا يمتلك الناس قلوبًا تتقي الله، لا يوجد شيء لا يجرؤون على فعله؛ إذ لن يؤذوا الآخرين فحسب، بل يمكنهم حتى القيام بأشياء مثل إطلاق الأحكام على الله وخيانته؛ إن إيذاء الناس أمر سهلٌ عليهم للغاية. لن يروا أنها مشكلة كبيرة مهما كان مدى إيذائهم للآخرين؛ فهم لا يتعاطفون مع الآخرين، وهم خبيثون للغاية في جوهرهم. وماذا كان هدف ضد المسيح هذا عندما دفع هذه الأخت الشابة نحو حفرة النار؟ لم يفعل ذلك للتبشير بالإنجيل وكسب الناس؛ وإنما فقط لتعذيبها. ما نوع الناس الذين يُعَذِّبُهم؟ إذا كان شخصٌ يمتثل له ويطيعه، فهل سيعذبه؟ لا، لن يفعل. إذن لماذا تعرضت الأخت لمثل هذه المعاملة؟ (لأنها لم تذعن له). نظرًا لأنها لم تذعن له، أو تتملقه، أو تفعل كما قال، أو تعامله كَذِي شأنٍ عظيمٍ، واحتقرته بدلًا من ذلك، عوملت بهذه الطريقة وأوذيت نتيجة لذلك. إذا كان أضداد المسيح يؤذون الناس بهذه الطريقة، كيف سيكون ردّ فعل أولئك الذين هم صغارُ القامة ولا يفهمون الحقّ عمومًا؟ سيفكرون في أنفسهم: "يتمتع المسؤولون المحليون بسيطرة أكبر من مسؤولي الدولة. الآن، نحن تحت سيطرة هذا الشخص، لذلك يجب أن نفعل ما يقوله ونذهب حيثما أمرنا بالذهاب. وكيفما كان تعامل الآخرين معه، كذلك ينبغي أن نتعامل معه. يجب أن نتكامل مع المجموعة. يجب أن نتملقه بنفس الطريقة التي يتملقه بها الآخرون، ويجب أن نفعل ذلك بشكل أفضل وأكثر يقظة من الآخرين. عندها فقط يمكن أن يتركنا هذا القائد وشأننا. ليس من السهل خدمة هذا القائد؛ ينبغي ألا نعبث معه!". أليست هذه هي النتيجة التي يريد ضد المسيح أن يراها بالضبط؟ (بلى). هكذا حقق هدفه. أليس هذا هو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الشيطان لإيذاء الناس؟ (بلى). ما الذي يوضِّحه هذا؟ يوضِّح أن أفعاله تمثل الشيطان. لقد أصبح منفذًا للشيطان وممثلًا له؛ إنه يتصرف نيابة عنه. هل أداء الواجب بهذه الطريقة هو الأداء الحقيقي للواجب؟ هل هذا يخدم الله؟ (لا). مثل هؤلاء القادة لا يصلحون لأن يُطلق عليهم اسم قادة؛ إنهم أشرار وشياطين.
ما إن يصبح أضداد المسيح قادة حتى يكون أول شيء يفعلونه هو محاولة ربح قلوب الناس، وحمل الناس على تصديقهم، والوثوق بهم، ودعمهم. عندما تكون مكانتهم آمنة، يبدؤون في الانحراف. ولحماية مكانتهم وسلطتهم، يبدؤون في مهاجمة المنشقين واستبعادهم. سيحاولون فعل أي شيء تجاه المنشقِّين – لا سيما تجاه الأشخاص الذين يسعون إلى الحق – باستخدام وسائل ثابتة ودقيقة ولا هوادة فيها لقمعهم، ومهاجمتهم، وتعذيبهم. إنهم لا يشعرون بالراحة إلا عندما يُسْقِطُونَ أي شخص يهدد مكانتهم ويشوهون سمعته. كل ضد للمسيح كذلك. ما هدفهم من استخدام هذا العدد المتنوع من التكتيكات لربح الناس وقمعهم؟ هدفهم هو كسب السلطة، وترسيخ مكانتهم، وتضليل الناس والتحكُّم بهم. ما الذي تمثله مقاصدهم ودوافعهم؟ إنهم يرغبون في تأسيس مملكتهم المستقلة الخاصة بهم، ويريدون الوقوف ضد الله. مثل هذا الجوهر أشد خطورة من الشخصية الفاسدة؛ فقد انكشفت فيه تمامًا طموحات الشيطان الجامحة ومخططاته الغادرة. ليس الأمر مجرد إعلان عن شخصية فاسدة. على سبيل المثال، إذا كان الناس متغطرسين قليلًا وبارين في أعين أنفسهم، أو كانوا في بعض الأحيان مخادعين بعض الشيء وكذّابين، فهذه مجرد استعلانات لشخصية فاسدة. وفي الوقت نفسه، كل ما يفعله أضداد المسيح هو ربح قلوب الناس، ومهاجمة المنشقِّين واستبعادهم، وترسيخ مكانتهم، والاستيلاء على السلطة، والتحكُّم بالناس. ما طبيعة هذه التصرفات؟ أَهِيَ مُمَارَسةٌ للحق؟ أَهِيَ قيادةٌ لشعب الله المختار في الدخول إلى كلام الله والمجيء أمام الله؟ (كلا). ما الذي يفعلونه إذًا؟ إنهم ينافسون الله على شعبه المختار، ويتنافسون على قلوب الناس، ويحاولون إقامة مملكتهم المستقلة الخاصة. من يجب أن يكون له مكان في قلوب الناس؟ يجب أن يكون لله مكان. لكن كل ما يفعله أضداد المسيح عكس ذلك تمامًا. إنهم لا يسمحون لله أو للحق أن يكون لهما مكان في قلوب الناس؛ وبدلًا من ذلك، يريدون أن يكون للإنسان، ولأنفسهم بوصفهم قادة، وللشيطان مكان في قلوب الناس. وما إن يكتشفوا أنه لا مكان لهم في قلب شخص ما، وأن هذا الشخص لا يعاملهم كما يعامل قائدًا، حتى يشعروا بالاستياء الشديد، وربما سيحاولون قمعه وتعذيبه. كل ما يفعله أضداد المسيح ويقولونه يدور حول مكانتهم وسمعتهم، ويهدف إلى حَمْل الناس على احترامهم، وإلى حَمْل الناس على حسدهم وعبادتهم؛ بل حتى حَمْل الناس على الخوف منهم. إنهم يريدون أن يجعلوا شعب الله المختار يعاملهم مثل الله، ويفكرون: "أيًا تكن الكنيسة التي أنا فيها، يجب أن يستمع الناس إلي، ويجب أن يقتدوا بي. أي مشكلة يبلغ بها أحد إلى الأعلى يجب أن أوافق على إبلاغها أولًا، ويجب ألا يُسْمَح لأحد بإبلاغ التقارير إلا إليَّ، وليس إلى الأعلى مباشرةً. إذا قال لي أي شخص "لا"، فسأعاقبه، حتى يشعر كل من يراني بالخوف، والفزع، والارتعاد في قلبه. وعلاوة على ذلك، إذا أعطيتُ أمرًا أو جزمتُ بشيءٍ ما، فيجب ألا يجرؤ أحد على مخالفتي؛ أيًا كان ما أقوله، يجب أن يطيعه الناس. يجب أن يستمعوا إليَّ تمامًا، ويجب أن يطيعوني في كل شيء، ويجب أن أكون أنا من يتخذ القرارات هناك". هذه هي بالضبط النغمة التي يتحدث بها أضداد المسيح، وهذا هو صوت أضداد المسيح، وهذه هي الطريقة التي يحاول بها أضداد المسيح التسلُّطَ على الكنائس. فإذا فعل شعب الله المختار ما يقولونه وأطاعوهم، ألن تصبح مثل هذه الكنائس ممالك لأضداد المسيح؟ إنهم يقولون: "يجب أن أدقق في ترتيبات العمل الصادرة من الأعلى، ويجب أن أتحمل المسؤولية عنكم، ويجب أن أكون الشخص الذي يحلل الصواب والخطأ، ويجب أن أكون أنا من يقرر العاقبة. ليس لديكم قامة كافية، ولستم مؤهلين بما فيه الكفاية. أنا قائد الكنيسة وكل شيء يعتمد عليَّ". أليس الناس الذين يقولون هذه الأشياء مختالين للغاية؟ إنهم حقًا متغطرسون لدرجة أنهم يفتقرون إلى أي عقل! ألا يحاولون تأسيس مملكتهم المستقلة الخاصة بهم؟ أي نوع من الناس أقرب إلى محاولة إنشاء مملكتهم الخاصة؟ أليسوا أضداد المسيح الحقيقيين؟ أليس الهدف من كل شيء يقوله أضداد المسيح ويفعلونه هو حماية مكانتهم؟ ألا يحاولون تضليل الناس والتحكُّم بهم؟ لماذا يسمون أضداد المسيح؟ ما الذي تعنيه كلمة "ضد"؟ تعني التضاد والكراهية. تعني العدوانية تجاه المسيح، والعدوانية تجاه الحق، والعدوانية تجاه الله. وما الذي تعنيه "العدوانية"؟ تعني وقوف المرء على الجانب المعاكس، ومعاملتك على أنك عدو، كما لو أن المرء مليء بكراهية عظيمة وعميقة؛ تعني المعارضة التامة لك. هذه هي العقلية التي يتعامل بها أضداد المسيح مع الله. ما هو موقف مثل هؤلاء الناس – الذين يكرهون الله – تجاه الحق؟ هل هم قادرون على حب الحق؟ هل هم قادرون على قبول الحق؟ بالطبع لا. لذا فإن الناس الذين يقفون موقف المعارضة لله هم أناس يكرهون الحق. أول ما يظهر فيهم هو النفور من الحق وكراهية الحق. ما إن يسمعوا الحق أو كلام الله حتى تتكوَّن الكراهية في قلوبهم، وعندما يقرأ أي شخص كلام الله عليهم، يظهر تعبير عن الغضب والغيظ على وجوههم، تمامًا كما هو الحال عندما يُقْرَأُ كلام الله على إبليس عندما يبشر الناس بالإنجيل. يشعر الناس الذين ينفرون من الحق ويكرهون الحق في قلوبهم بأقصى قدر من النفور من كلام الله والحق، إن موقفهم هو موقف مقاومة، بل يصل بهم الأمر إلى حد كره أي شخص يقرأ كلام الله عليهم أو يعقد معهم شركة عن الحق، بل إنهم يعاملون ذلك الشخص بوصفه عدوًا. إنهم يشعرون بالنفور الشديد من مختلف الحقائق، ومن الأشياء الإيجابية. كل الحقائق مثل الخضوع لله، وقيام المرء بواجباته بإخلاص، وأن يكون المرء شخصًا صادقًا، وطلب الحق في كل شيء، وما إلى ذلك؛ هل لديهم القليل من التوق الذاتي لها أو الحب لها؟ كلَّا، على الإطلاق. ومن ثَمَّ، نظرًا إلى هذا النوع من جوهر الطبيعة الذي لديهم، فإنهم يعارضون الله والحقَّ معارضةً مباشرةً بالفعل. لا شك أن هؤلاء الناس في أعماقهم لا يحبون الحق أو أي شيء إيجابي؛ بل إنهم يشعرون في أعماقهم بالنفور من الحق ويكرهونه. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يشغلون مناصب القيادة يجب أن يكونوا قادرين على قبول آراء إخوانهم وأخواتهم المختلفة، ويجب أن يكونوا قادرين على الانفتاح وكشف حقيقتهم للإخوة والأخوات، وأن يكونوا قادرين على قبول التأنيب منهم، ويجب ألا يتمسَّكوا بمكانتهم. ماذا سيقول ضد المسيح عن كل هذه الطرق الصحيحة للممارسة؟ سيقول: "إذا استمعت إلى آراء الإخوة والأخوات، فهل سأظل قائدًا؟ هل سأظلُّ أحوز المكانة والهيبة؟ إذا لم تكن لدي المكانة، فأيُّ عملٍ يمكنني القيام به؟". هذا هو بالضبط نوع الشخصية التي يمتلكها ضد المسيح؛ إنه لا يقبل حتى أقل القليل من الحق، وكلما كانت طريقة الممارسة أصحَّ، زادت مقاومته لها. إنهم لا يقبلون أن التصرف وفقًا لمبدأ هو ممارسة للحق. ما هي ممارسة الحق في اعتقادهم؟ إنهم يعتقدون أنه يجب عليهم استخدام التآمر والحيل والعنف على الجميع، بدلًا من الاعتماد على كلام الله والحق والمحبة. كل وسائلهم وطرقهم شريرة. كل هذا يمثل بالكامل جوهر طبيعة أضداد المسيح. إن الدوافع والآراء ووجهات النظر والمقاصد التي يكشفون عنها غالبًا هي كلها شخصيات نفور من الحق وكراهية له، وهي جوهر طبيعة أضداد المسيح. إذًا ماذا تعني معارضة الحق والله؟ إنها تعني كراهية الحق والأشياء الإيجابية. على سبيل المثال، عندما يقول شخص ما: "ككائن مخلوق، يجب على المرء تتميم واجب الكائن المخلوق. أيًا يكن ما قد يقوله الله، يجب على الناس أن يخضعوا، لأننا كائنات مخلوقة"، كيف يفكر ضد المسيح؟ "يخضعوا؟ صحيحٌ أنني كائن مخلوق، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخضوع، فإن ذلك يعتمد على الموقف. بادئ ذي بدءٍ، يجب أن أنال بعض المنفعة، ويجب ألا أكون في وضع سيئ، ويجب أن تكون الأولوية لمصالحي. إذا كانت هناك مكافآت أو بركات كبيرة يمكن ربحها، فيمكنني الخضوع، ولكن بدون مكافآت وبدون غاية، لماذا يجب أن أخضع؟ لا يمكنني الخضوع". هذا هو موقف عدم قبول الحق. إن خضوعهم لله مشروط، وإذا لم تُسْتَوْفَ شروطهم، فإنهم ليسوا فقط لا يخضعون، بل يكونون أيضًا أقرب إلى مناهضة الله ومقاومته. على سبيل المثال، يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين، لكن أضداد المسيح هؤلاء يعتقدون أن الحمقى فقط هم الذين يحاولون أن يكونوا صادقين، وأن الأشخاص الأذكياء لا يحاولون أن يكونوا صادقين. ما جوهر مثل هذا الموقف؟ إنه كراهية الحق. هذا هو جوهر أضداد المسيح، وجوهرهم يحدد المسار الذي يسلكونه، والمسار الذي يسلكونه يحدد كل ما يفعلونه. عندما يكون جوهر طبيعة أضداد المسيح هو كراهية الحق والله، فما أنواع الأشياء التي يمكن أن يفعلوها؟ يكونون أقرب إلى محاولة ربح قلوب الناس، ومهاجمة المنشقين واستبعادهم، وتعذيب الناس. الهدف الذي يحاولون تحقيقه بقيامهم بهذه الأشياء هو تولِّي السلطة، والتحكُّم في شعب الله المختار، وإقامة مملكتهم المستقلة الخاصة بهم. لا شكّ في ذلك. إن الشخص الذي يصير غير قادر على الخضوع المطلق لله وغير قادر على اتباع الله أو السعي إلى الحق ما إن يحوز مكانة، هو ضد للمسيح.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.