الملحق الأول: ما هو الحق (القسم الثاني)
ثانيًا: تشريح لفكرة "النوم على الحطب ولعق المرارة"
لنتحدث عن قول آخر: "النوم على الحطب ولعق المرارة". من يستطيع أن يُفسر ما يعنيه هذا القول؟ (في مقولة "النوم على الحطب ولعق المرارة"، يشير الحطب إلى خشب الوقود، وتشير المرارة إلى عضو المرارة. تتحدث المقولة عن جوجيان، ملك مملكة يوي، وكيف أنه كان ينام على كومة من الحطب ويلعق مرارة كل يوم، وكيف أنه أراد الانتقام، والنهوض من رماد هزيمته، واستعادة مملكته). لقد فسَّرت خلفية هذه المقولة، أي القصة التي تأتي منها هذه المقولة. عادة عند تفسير قول ما، فإنك بخلاف تفسير الخلفية، عليك أن تُفسر المعنى الموسع للقول: عن أي شيء هو كناية عندما يستخدمه الناس في العصر الحديث. فسِّره مرة أخرى. (إنه كناية عن شخص يعمل باجتهاد شديد، ويقاتل ويعمل بجِدية لتحقيق أهدافه ورغباته). كيف ينبغي إذًا تفسير "الحطب" و"المرارة" في هذا السياق؟ أنت لم تُفسر هذين الجانبين من المعنى. بالنظر إلى الكلمات، تشير كلمة "الحطب" إلى نوع من الحطب ذي الأشواك؛ كان يستلقي على حطب ذي أشواك لينام، وكثيرًا ما ذكَّر نفسه بظروفه وعاره، وكثيرًا ما ذكَّر نفسه بالمهمة التي يحملها على عاتقه. إضافةً إلى ذلك، علَّق مرارة في السقف وكان يلعقها كل يوم. ماذا يتذوق الناس عندما يلعقون المرارة؟ (مذاق مرٌّ). ستكون مُرة جدًا! لقد استخدم هذا الشعور لتذكير نفسه بألا ينسى كراهيته، وألا ينسى مهمته، وألا ينسى رغبته. ماذا كانت رغبته؟ المهمة العظيمة المتمثلة في استعادة مملكته. ما الكناية التي عادةً ما يشير إليها قول: "النوم على الحطب ولعق المرارة؟" عادة ما تكون كناية عن شخص يمر بظروف سيئة، لكنه لا ينسى مهمته ورغباته، وهو قادر على دفع ثمن رغباته، وتطلعاته، ومهمته. هذا هو ما تعنيه العبارة إلى حد ما. هل القول: "النوم على الحطب ولعق المرارة"، إيجابي أم سلبي في نظر العلمانيين؟ (إيجابي). لماذا يُنظَر إليه بوصفه قولًا إيجابيًا؟ لأنه يمكن أن يحفز الناس في خضم المشقة على عدم نسيان كراهيتهم، وعدم نسيان عارهم، ويجعلهم يعملون بجدية ويسعون جاهدين ليصبحوا أقوى. إنه قول مُلهِم إلى حدٍ ما. وهو بلا شك قول إيجابي في نظر أهل الدنيا. إذا تصرف الناس وفقًا لهذا القول، فلا شك أن ما يفعلونه، ودافعهم للقيام بالأشياء، والطريقة التي يفعلون بها الأشياء، والمبادئ التي يلتزمون بها، صحيحة وإيجابية. بقول ذلك، لا يوجد في الأساس أي خطأ في هذا القول، فما الذي نريد تشريحه بطرح هذا القول؟ ماذا نريد أن نقول؟ (نريد تشريح الطرق التي يتعارض بها هذا القول مع الحق). هذا صحيح، نريد أن نميز ما إذا كان هو الحق أم لا. نظرًا لأن هذا القول "صحيح" جدًا، فيجدر بنا تشريحه والتحقق بشأن أي الطرق بالضبط يكون فيها "صحيحًا". عندئذ، سيكون لدينا تعريف دقيق له، ويمكننا النظر فيما إذا كان هو الحق بالفعل أم لا. هذه هي النتيجة النهائية التي نريد تحقيقها. إن قول: "النوم على الحطب ولعق المرارة"، هو قانون للبقاء يتمسك به الناس في ظروف خاصة. لنتأكد أولًا؛ هل هذا القول هو الحق؟ (كلا). دعونا لا نبدأ بقول ما إذا كان هو الحق أم لا. من معناه الحرفي الذي يمكن أن يراه الناس، ليس لهذا القول معنى سلبي. ما المعنى الإيجابي الذي ينطوي عليه، إذًا؟ يمكنه أن يحفز الناس، ويمنحهم العزم، ويجعلهم يثابرون في القتال، ولا يتراجعون، ولا يُحبَطون، ولا يجبُنون. ثمة جانب يكون استخدامه فيه إيجابيًّا. لكن، في أي ظروف من الضروري أن يلتزم الناس بمبادئ السلوك الذاتي والعمل الواردة في هذا القول؟ هل ثمة علاقة بين المبادئ التي يؤيدها هذا القول والإيمان بالله؟ ألها علاقة بممارسة الحق؟ ألها علاقة بقيام المرء بواجبه؟ ألها علاقة باتباع طريق الله؟ (كلا). لقد توصلتم إلى استنتاج بسرعة؟ كيف تعرفون أنه لا يوجد ارتباط؟ (كلام الله لا يقول ذلك). هذا تبسيط مفرط وشيء من غير المسؤول قوله. عندما لا تفهم وتقول: "على أي حال، هذا ليس في كلام الله، ولا أعرف ما يعنيه هذا القول، لذا لن أستمع إليه. يمكنه أن يقول ما يريد، لكنني لن أصدقه"، هذا قول غير مسؤول. يجب أن تتناوله بجدية. بمجرد أن تتناوله بجدية، وتفهمه تمامًا، ويكون لديك تمييز حقيقي له، فلن تتعامل أبدًا مع هذا القول على أنه الحق. أنا الآن لا أجعلك تنكر صحة هذا القول؛ بل أجعلك تفهم أن هذا القول ليس الحق، وأبين لك ما الحقائق التي ينبغي أن تفهمها، وكيف يجب أن تتمسك بالحق في الظروف نفسها. هل تفهم؟ أخبروني ما فهمكم إذًا. (يتعلق القول: "النوم على الحطب ولعق المرارة" بالكيفية التي ينبغي للناس أن يمارسوا بها في فترات المصائب، لكن مصطلح "مصيبة" لا يوجد في بيت الله. عندما يفضح الله الناس، أو يضعهم في تجارب، فهذا كله جزء من عملية الله لتكميلهم؛ هذه ليست مصيبة. هذا القول يخبر الناس أن عليهم أن يتذكروا المشقة التي عانوا منها في هذا الوقت، وأن يستعيدوا بعضًا مما فقدوه. هذا التعبير لا أساس له في بيت الله. سأعطي مثالًا غير لائق بعض الشيء: بعض القادة بعد إعفائهم يستخدمون عبارة "النوم على الحطب ولعق المرارة" لتحفيز أنفسهم، قائلين: "سأتعلم من جوجيان، ملك مملكة يوي، وأنام على الحطب وألعق المرارة. سيأتي وقت أستعيد فيه منصبي القديم، وأصبح قائدًا مرة أخرى. سوف ترون! أنتم تنتقدوني الآن، قائلين إنني سيء في هذا الجانب وذاك. في يوم ما، سأستعيد ما فقدته، وأجعلكم ترون معدني حقًا. سيأتي يوم بالتأكيد يُمحى فيه الذل الذي عانيت منه الآن تمامًا!") هذا مثال جيد جدًا. هل أناركم؟ هل سبق أن مررتم بأوقات أردتم فيها النوم على الحطب ولعق المرارة؟ هل تفكر إطلاقًا في استعادة وضعك المفقود؟ (بلى. تراودني هذه الأفكار عندما ينكر الناس آرائي. على سبيل المثال، عندما أناقش بعض الأشياء مع الإخوة والأخوات، ويشككون في الآراء التي أطرحها، أشعر في قلبي بالتحدي، وأفكر: "يومًا ما، لا بد أن أقوم بعمل جيد وأريكم". أذهب بعد ذلك وأعمل بجد لتعلُم ذلك المجال من العمل، لكن هذه عقلية خاطئة). هذا ليس موقف قبول الحق، أو طلب الحق، أو ممارسة الحق، بل موقف عناد ورغبة في إثبات شيء ما للآخرين، إنه موقف عدم اعتراف بالهزيمة. يعتبر هذا النوع من المواقف إيجابيًّا بين البشر. عدم الاعتراف بالهزيمة طبع جيد بطريقة ما، وهو يعني أن شخصًا ما يتمتع بالإصرار، فلماذا يقال إن هذا ليس ممارسة الحق؟ ذلك لأن موقفه عند القيام بالأشياء، إضافةً إلى المبادئ والدوافع وراء ما يفعله، لا تستند إلى الحق؛ بل يستند إلى قول الثقافة التقليدية: "النوم على الحطب ولعق المرارة". على الرغم من أن المرء يمكنه القول إن هذا الشخص له حضور قوي، وعقليته وموقفه من الرغبة في الفوز وعدم الاعتراف بالهزيمة يحظيان باحترام الناس في العالَم العلماني، لكن ما تكون هذه العقلية وهذه الحالة المزاجية في مواجهة الحق؟ إنهما ضئيلتان وفظيعتان للغاية؛ ويمقتهما الله. من أيضًا لديه شيء آخر ليشاركه؟ (عندما أقوم بواجب، ولأنني لست على دراية بهذا المجال من العمل، أعتقد أن الناس لا يأخذونني على محمل الجد. لذا، فإنني في قلبي، أستجمع قواي سرًا: "أحتاج إلى دراسة هذا المجال من العمل جيدًا، وأجعلكم ترون أنني قادر بالفعل". وفي بعض الأحيان، عندما يشير الناس إلى أوجه القصور في واجبي، أبذل جهدًا للتغيير. أتحمل المشقة وأدفع ثمنًا لتعلُم العمل، ومهما يبلغ قدر المشقة التي أعاني منها، فإنني أتحمل، لكنني لا أطلب كيفية القيام بواجبي جيدًا، بل أريد أن يأتي يوم يمكنني فيه جعل الآخرين يقدِّرونني، ويمكنني كسب احترامهم. لديَّ أيضًا نوعًا من حالة "النوم على الحطب ولعق المرارة"). مما شاركتموه جميعًا، لاحظتُ مشكلة. لقد آمنتم بالله لعدد ليس بقليل من السنوات، وتركتم عائلاتكم ومهنكم، وعانيتم قدرًا كبيرًا من المشقة، لكنكم لم تجنوا إلا القليل. أنتم أيضًا قادرون على تحمل المشقة، وبذل أنفسكم في واجباتكم، وقادرون على دفع الثمن، لكن لماذا لا تتقدمون في الحق أبدًا؟ لماذا الحقائق التي تفهمونها قليلة جدًا وضحلة للغاية؟ يرجع السبب إلى أنكم لا تركزون على الحق. ترغبون دائمًا في النوم على الحطب ولعق المرارة، وقلوبكم مملوءة عن آخرها بالدافع لإثبات أنفسكم. إن النوم على الحطب ولعق المرارة هو "دمل كبير"؛ هل تعتقد أن هذا شيء جيد؟ ما النتيجة النهائية للنوم على الحطب ولعق المرارة؟ عندما يريد شخص ما أن يثبت أنه قادر وكفء، وليس أدنى من الآخرين، ولا يمكن أن يخسر أمام أي شخص، فسوف ينام على الحطب ولعق المرارة. بعبارة أخرى، سوف "يتحمل أشد المصاعب حتى يصبح أعظم الرجال". إذًا، ما الطرق التي يظهر بها النوم على الحطب ولعق المرارة؟ الطريقة الأولى هي مظهر عدم الاعتراف بالهزيمة. والثانية هي معاناة الذل وتحمل عبء ثقيل. ربما لا تستخدمون أي كلمات لمناقشة الأشياء مع الآخرين، أو دحضها، أو الدفاع عن أنفسكم؛ لكنكم تبذلون الجهد سرًا. أي نوع من الجهد؟ قد يكون الثمن الذي تدفعونه: السهر ليلًا، أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو قراءة كلام الله وتعلُم مجال عملكم بينما الآخرون يستمتعون، وبذل جهد إضافي. هل هذه معاناة المشقة؟ هذا يسمى النوم على الحطب ولعق المرارة. ما الطريقة الثالثة التي يظهر بها؟ إنه يظهر في الناس الذين يوجد داخلهم طموح كبير من نوع ما، ولا يتذمرون من متاعبهم بسبب هذا الطموح الكبير. إنهم يريدون التمسك بالأهداف التي وضعوها ويريدون تحقيقها، ويريدون الحفاظ على إرادة القتال هذه. ما إرادة القتال هذه؟ على سبيل المثال، إذا أردت أن تصبح قائدًا أو تنجز مهمة ما، فعليك دائمًا الحفاظ على هذه الحالة الذهنية في داخلك؛ يجب ألا تنسى أبدًا عزيمتك، ومهمتك، وطموحك، وتطلعاتك. كيف تصف ذلك في جملة واحدة؟ (لا تغفل عن دافعك الأولي للقيام بشيء ما). إن عدم إغفال دافعك الأولي للقيام بشيء ما هو أمر صحيح، لكنه ليس قويًّا بما يكفي. (تمسك بطموح كبير في قلبك). هذا أفضل. إنه ينطوي على قدر من ذلك الشعور. كيف يمكنكم قول هذه الكلمات بطريقة أكثر دقة وإيجازًا؟ (إرادة للقتال والطموحات). كيف يمكنكم قول ذلك بعبارات كاملة؟ ثمة العديد من المعارك والعديد من الخسائر، لكن شجاعة المرء تزداد كلما طالت مدة القتال. إنها إرادة القتال "التي لا تستسلم أبدًا". يشبه الأمر قول بعض الناس: "أنت شعرت بالإحباط بعد إعفائك؟ لقد أُعفيتُ عدة مرات، لكني لم أشعر بالإحباط قط. إنني متى ما فشلت في شيء ما، أواصل العمل فيه مجددًا. نحن بحاجة إلى إرادة القتال!" من وجهة نظره، إرادة القتال هذه هي شيء إيجابي؛ فهو لا يعتقد أنه أمر سيء أن يوجد لدى الناس طموحات وتطلعات، وإرادة للقتال. كيف يتعاملون مع الرغبات والطموحات الجامحة الناجمة عن شخصية متغطرسة فاسدة؟ يعاملونها على أنها شيء إيجابي. لذا، يعتقدون أن القدرة على تحمل مشقة النوم على الحطب ولعق المرارة لتحقيق الهدف الذي يقاتلون من أجله، والهدف الذي يعتقدون أنه صحيح، هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، وأن الناس ينظرون إليه باستحسان، وأنه ينبغي أن يكون الحق. هذه ثلاثة مظاهر للنوم على الحطب ولعق المرارة. هل يمكن لهذه المظاهر الثلاثة أن تفسر المعنى الوارد في النوم على الحطب ولعق المرارة؟ (بلى، يمكنها ذلك). إذًا، سوف أعقد شركة تفصيلية عن هذه المظاهر الثلاثة.
أ. عدم الاعتراف بالهزيمة
لنبدأ بالحديث عن أول مظهر من مظاهر النوم على الحطب ولعق المرارة: عدم الاعتراف بالهزيمة. ما هو عدم الاعتراف بالهزيمة؟ ما المظاهر التي يمتلكها الناس عادة، وتُثبِت أن لديهم عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة؟ أي نوع من الشخصية لا يعترف بالهزيمة؟ (شخصية الغطرسة والعناد). إنه يضم الشخصيتين الواضحتين اللتين هما الغطرسة والعناد. ماذا غير ذلك؟ (الرغبة في الفوز). هل هذه شخصية؟ هذا مظهر. نحن نتحدث عن الشخصيات الآن. (النفور من الحق). إن النفور من الحق يعني بالتأكيد أنهم لا يقبلون الحق. على سبيل المثال، إذا قال قائد أو عامل إن ما تفعله ينتهك المبادئ ويؤخر عمل بيت الله، وكان يريد أن يعفيك، فإنك تفكر: "أف! لا أعتقد أن ما أفعله خطأ. إذا كنت تريد إعفائي، فتفضل. إذا لم تسمح لي بفعل ذلك فلن أفعل. سأخضع!" ينطوي هذا الخضوع على موقف رفض الاعتراف بالهزيمة. هذه شخصية. إلى جانب الغطرسة والعناد والنفور من الحق، علامَ تنطوي هذه الشخصية أيضًا؟ هل ثمة شخصية ترغب في منافسة الله؟ (بلى). ما هذه الشخصية، إذًا؟ شخصية الشراسة. لا يمكنكم حتى التعرف على شخصية بهذا القدر من الشراسة. لماذا أقول إنها شرسة؟ (لأنها تريد منافسة الله). محاولة منافسة الحق تسمى شراسة؛ شراسة كبيرة للغاية! لو لم تكن شرسة، لما حاولت منافسة الحق، ولما حاولت منافسة الله أو التنافس معه. هذه شخصية شرسة. عدم الاعتراف بالهزيمة ينطوي على غطرسة، وعناد، ونفور من الحق، وشراسة. هذه هي الشخصيات الواضحة التي ترتبط بها. كيف يظهر عدم الاعتراف بالهزيمة؟ ما العقليات التي يشملها؟ كيف يفكر الناس الذين لا يعترفون بالهزيمة؟ ما موقفهم؟ ماذا يقولون، وفيمَ يفكرون، وما الذي يكشفون عنه عندما يواجهون أمورًا مثل الإعفاء؟ المظهر الأكثر شيوعًا هو عندما يقومون بواجب ويرى الأعلى أنهم غير مناسبين للقيام بهذا الواجب ويعفيهم، عندئذ يفكرون في قلوبهم: "أنا لست ندًّا لك. لن أجادلك. لدي موهبة. الذهب الحقيقي مُقدّر له أن يتألق في النهاية، وأنا شخص موهوب حيثما أذهب! وأيًّا كانت الترتيبات التي يتخذها الأعلى لي، سأتحملها وأستمع إليها في الوقت الحالي". هم أيضًا يأتون أمام الله ويصلون: "يا الله، إني أسألك أن تمنعني من الشكوى. أسألك أن تحفظ لساني، وألا تجعلني أدينك أو أجدف عليك، وأن تجعلني قادرًا على الخضوع". لكنهم يفكرون ثانية بعد ذلك: "لا يمكنني الخضوع. هذا هو الجزء الأصعب. لا أستطيع أن أقبل هذه الحقيقة. ماذا ينبغي أن أفعل؟ هذه ترتيبات الأعلى؛ ليس ثمة شيء يمكنني فعله. أنا موهوب جدًا، لكن لماذا لا أستطيع أبدًا استخدام مواهبي في بيت الله؟ يبدو أنني لم أقرأ بعد ما يكفي من كلام الله. ينبغي أن أقرأ المزيد من كلام الله من الآن فصاعدا!" إنهم لا يستسلمون ولا يعتقدون أنهم أقل شأنًا من الآخرين، بل يعتقدون فقط أنهم آمنوا بالله لفترة أقل قليلًا وأن ذلك يمكن تعويضه. لذا، يبذلون جهدًا في قراءة كلام الله والاستماع إلى العظات. يتعلمون ترنيمة جديدة ويقرأون فصلًا من كلام الله كل يوم، ويمارسون الوعظ. وتدريجيًّا، يصبحون أكثر دراية بكلام الله، ويمكنهم الوعظ بالكثير من التعاليم الروحية، ويمكنهم التحدث لعقد الشركة في الاجتماعات. هل ثمة أي دافع هنا لعدم الاعتراف بالهزيمة؟ (بلى). ما نوع هذا الدافع؟ (دافع خبيث). هذا مسبِّب للمتاعب! لماذا توصِّفونه فورًا على أنه دافع خبيث حالما نشرّح العبارة؟ أليست هذه أمور جيدة؟ حياتهم الروحية طبيعية؛ فهم لا يشاركون في الأمور الدنيوية، ولا يثرثرون، وقادرون على تلاوة العديد من فصول كلام الله وإنشاد العديد من الترانيم من الذاكرة. إنهم "نخب"! فلماذا تقولون إن هذا دافع خبيث؟ (مقصدهم هو إثبات أنهم قادرون، وليسوا أقل شأنًا من الآخرين). هذا يسمى عدم الاعتراف بالهزيمة. هل بعدم الاعتراف بالهزيمة هم يفهمون أنفسهم حقًا ويعترفون بمشاكلهم؟ (كلا). هل يعترفون بفسادهم وشخصيتهم المتغطرسة؟ (كلا). ماذا يثبتون، إذًا، بعدم الاعتراف بالهزيمة؟ يريدون إثبات أنهم قادرون ومتفوقون؛ ويريدون إثبات أنهم أفضل من الآخرين، وأن يثبتوا في النهاية أنَّ إعفاءهم كان خطأ. دافعهم موجَّه في هذا الاتجاه. أليس هذا عدم اعتراف بالهزيمة؟ (بلى). لقد أسفر موقف عدم الاعتراف بالهزيمة عن أفعالهم المتمثلة في تحمل المشقة، ودفع الثمن، وتحمل الإذلال وتحمل عبء ثقيل. يبدو ظاهريًّا أنهم يبذلون الكثير من الجهد، ويمكنهم تحمل المشقة ودفع الثمن، وتحقيق أهدافهم في النهاية، لكن لماذا الله غير راضٍ؟ لماذا يدينهم؟ لأن الله يمحِّص أعماق قلوب الناس، ويُقيّم كل شخص وفقًا للحق. كيف يُقيّم الله سلوك كل شخص، ومقاصده، ومظاهره، وشخصياته؟ تُقيّم كل هذه الأشياء وفقًا للحق. كيف يُقيّم الله، إذًا، هذا الأمر ويُعرّفه؟ أيًّا يكن مقدار المشقة التي عانيت منها، والثمن الباهظ الذي دفعته، فالمسألة هي أنك لا تسعى جاهدًا نحو الحق، ومقصدك ليس الخضوع إلى الحق أو قبوله، بل تستخدم طريقتك المتمثلة في تحمل المعاناة ودفع الثمن لإثبات أن الطريقة التي وصَّفك بها الله وبيت الله وتعاملا بها معك كانت خطأ. ماذا يعني ذلك؟ أنت تريد أن تثبت أنك شخص لم يخطئ قط، وليس لديه شخصية فاسدة. تريد أن تثبت أن طريقة تعامل بيت الله معك لم تكن تتماشى مع الحق، وأن الحق وكلام الله يخطئان أحيانًا. على سبيل المثال، كان ثمة إغفال ومشكلة في ما كان يتعلق بك، وحالتك تثبت أن كلام الله ليس هو الحق وأنك لست بحاجة إلى الخضوع. أليست هذه هي النتيجة؟ (بلى). هل يستحسن الله نتيجة من هذا النوع أم يدينها؟ (يدينها). الله يدينها.
هل موقف عدم الاعتراف بالهزيمة الذي يتخذه الناس يتماشى مع الحق؟ (كلا). إذا قلنا إن هذا الموقف ليس في توافق مع الحق، ويبعد أميالًا عنه، فهل سيكون هذا القول صحيحًا؟ كلا، لأن هذا الموقف لا يرتبط بالحق على الإطلاق. هل موقف عدم الاعتراف بالهزيمة يُمدح في العالَم وبين جميع البشر أم يُدان؟ (يُمدح). في أي بيئات يُمدح؟ (في مكان العمل وفي المدارس). على سبيل المثال، إذا حصل طالب على ستين بالمائة في امتحان ما، يقول: "لن أعترف بالهزيمة. سأحصل في المرة القادمة على تسعين بالمائة!" وعندما يحصل على تسعين بالمائة، يريد الحصول على مائة بالمائة في المرة القادمة. وفي النهاية، يحقق ذلك، ويعتقد أبواه أنه طفل طموح وله مستقبل مشرق. ثمة بيئة أخرى – أكثر البيئات شيوعًا – هي المسابقات. تخسر بعض الفرق في مسابقة ما، وترتسم على وجوهها علامة الخزي، لكنها لا تعترف بالهزيمة. بسبب هذه العقلية وموقف عدم الاعتراف بالهزيمة، يبذلون الكثير من العمل الشاق ويتدربون بجدية أكبر، ويتغلبوا في المسابقة التالية على الفريق الآخر ويظهروه بمظهر سيء. إن عدم الاعتراف بالهزيمة، في هذا المجتمع وبين الجنس البشري، هو نوع من العقلية. ما العقلية؟ (إنها طريقة تفكير تدعم الناس نفسيًّا). هذا صحيح. إنها قوة دافعة تدعم الناس الذين يتقدمون دائمًا بشجاعة، ولا يُهزمون، ولا يشعرون بالإحباط، ولا يتراجعون، ويحققون تطلعاتهم وأهدافهم. هذا يُسمى عدم الاعتراف بالهزيمة. هذا نوع من عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة. يعتقد الناس أنهم إذا لم تكن لديهم هذه العقلية، هذه "الروح"، فلن يكون للحياة أي معنى. ما الذي يعتمدون عليه في الحياة؟ تعتمد حياتهم على نوع من العقلية. من أين تأتي هذه العقلية؟ إنها تأتي من مفاهيم الناس وتصوراتهم، وكذلك من شخصياتهم الفاسدة. هذا غير عملي، ولا يمكن للناس تحقيقه. منذ أن خلق الله الجنس البشري حتى الآن، ومهما كان عدد السنوات التي مرت، فثمة الكثير من الأشياء الإيجابية؛ مثل النظام الذي تعيش بموجبه الكائنات الحية، والنظام الذي تعيش بموجبه البشرية، والنظام الذي تعمل بموجبه السماوات والأرض وجميع الأشياء والكون، وما إلى ذلك. ينبغي أن يتمكن الناس، وفقًا لأفكارهم ودرجة تعليمهم، من إيجاد نظام يلتزمون به في إطار ذلك كله، وأن يتخذوه مبدأً وقوة دافعة لكيفية فعلهم وسلوكهم، أو أساسًا لذلك. لكن الناس لا يبذلون جهدًا في الاتجاه الصحيح؛ في أي اتجاه يبذلون قوتهم؟ إنهم يبذلون قوتهم في الاتجاه الخطأ؛ أي إنهم ينتهكون النظام الذي تتطور بموجبه الأشياء، وينتهكون الترتيب الذي تدور بموجبه كل الأشياء – يريدون دائمًا تدمير هذه الأنظمة الطبيعية التي قدَّرها الله، واستخدام الأساليب والوسائل البشرية لخلق السعادة. إنهم لا يعرفون كيف تُكتسب السعادة، وما اللغز الكامن بداخلها، أو ما المصدر. إنهم لا يبحثون عن هذا المصدر، بل يحاولون استخدام نهج بشري لخلق السعادة، ودائمًا ما يريدون خلق معجزات أيضًا. إنهم يحاولون استخدام نهج بشري لتغيير النظام الطبيعي لكل هذه الأشياء، ثم تحقيق السعادة والأهداف التي يريدونها. كل هذا غير طبيعي. ما النتيجة النهائية لاعتماد الناس على أنفسهم للكفاح من أجل مثل هذه الأشياء، أيّا كانت طريقة كفاحهم؟ لقد تضرر الآن هذا العالم الذي منحه الله للبشرية لتديره. من أكبر ضحية بعد أن تضرر؟ (الإنسان). البشرية هي الضحية الأكبر. لقد أساء الناس التعامل مع العالم إلى هذا الحد، لكنهم ما زالوا يزعمون أنهم لن يستسلموا أبدًا. أليس ثمة شيء خطأ في رؤوسهم؟ ما النتيجة النهائية التي يجلبها عدم الاستسلام أبدًا؟ كارثة مريعة. إنها ليست مجرد خسارة مسابقة أو اثنتين، أو علامة عار ترتسم على وجوههم. لقد دمروا آفاقهم وقطعوا سُبُل نجاتهم؛ لقد دمروا أنفسهم! هذا ما ينجم عن عدم الاعتراف بالهزيمة.
ما نقوم بتشريحه الآن هو مظهر نموذجي لشخصية الشيطان الشرسة وشخصيته المتغطرسة، وهو ألا تستسلم أبدًا. إن قول لا تستسلم أبدًا عقلية. نحن ننتقدها، ونفضحها، وندينها. لكن إذا أدنتها وسط البشرية، فهل سيقبل الناس هذا؟ (كلا). لم لا؟ (لأن الناس جميعًا يمدحون هذه العبارة). إنهم يروجون لهذه العقلية. إذا لم يكن لدى شخص ما ذرة من عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة وعدم الاستسلام أبدًا، فسيقول الآخرون إنه ضعيف. هل نحن ضعفاء إذا لم نروج لهذه الأمور؟ (كلا، لسنا كذلك). يقول الناس: "كيف لا تكون ضعيفًا؟ أنت لا تعيش الحياة بأي قدر من الجَلَد. ما فائدة أن تعيش؟" هل هذه العبارة صحيحة؟ دعونا نُشرِّحها أولًا: ما نوع الموقف الذي لا يعترف بالهزيمة؟ هل ينبغي أن يتخذ الناس أصحاب العقل الطبيعي هذا الموقف؟ في الواقع، إذا كان لدى الناس عقل طبيعي، فلا ينبغي أن تكون لديهم هذه العقلية. من الخطأ أن تكون لديك هذه العقلية. ينبغي أن يواجه الشخص الواقع، لكي يكون شخصًا يمتلك العقل. على هذا النحو، يبدو واضحًا أن عدم الاعتراف بالهزيمة افتقار إلى العقل؛ وهو ما يعني أن ثمة شيئًا غير صحيح تمامًا في رأسه، ومن الواضح أن هذا الموقف خطأ تمامًا. بالنسبة للمؤمنين بالله، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا ينبغي أن توجد لديهم هذه العقلية؛ لأن الشخصية المتغطرسة متأصلة في عدم الاعتراف بالهزيمة. هل يسهُل على الناس قبول الحق عندما توجد لديهم شخصية متغطرسة؟ (كلا). هذه مشكلة. إذا كنت تستخدم شخصية متغطرسة كأساس تسعى من خلاله إلى الحق، فما الذي تسعى إليه؟ إن ما تسعى إليه ليس الحق بالتأكيد؛ لأن هذا السعي ليس إيجابيًّا بطبيعته، وما تكسبه لن يكون الحق بالتأكيد. سيكون بالتأكيد "عقلية" من نوع ما قد تخيلها الناس. إذا تعامل الناس مع عقلية كهذه على أنها الحق، فقد انحرفوا عن الطريق. لذا، إذا أردنا تصحيح عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة، فماذا سنقول؟ يمكننا القول إن الناس عليهم مواجهة المشكلات الحقيقية، والقيام بالأشياء وفقًا لمبادئ الحق، ولا ينبغي أن يتخذوا موقف عدم الاعتراف بالهزيمة. إذا لم يعترفوا بالهزيمة، فمَن الذي لا يعترفون به؟ (الله). إنهم لا يعترفون بالحق. وبشكل أكثر تحديدًا، لا يعترفون بحقائق الأمر الحقيقية، ولا يعترفون بأنهم ارتكبوا شيئًا خاطئًا وانكشفوا، ولا يعترفون بأن لديهم شخصية متغطرسة. هذه الأمور صحيحة. فكيف يمكنك دحض هؤلاء الناس؟ أفضل طريقة لمواجهتهم هي استخدام الشيء الذي يجدونه أكثر إحراجًا. ما الشيء الذي تجده البشرية اليوم الأكثر إحراجًا في العالَم؟ العِلم. ماذا أعطى العلم للبشرية؟ (كارثة). العلم، الذي هو أكثر ما تمدحه البشرية وأكثر ما تفخر به، قد جلب لها كارثة غير مسبوقة. والآن، بعد أن أصبح لديكم هذا الدليل، كيف يجب عليكم دحض هؤلاء الأشخاص، حتى تتمكنوا من إحراجهم؟ ما قولكم، هل يجب أن يُخزى مَن هم على شاكلة الشيطان هؤلاء؟ (بلى). إذا لم تخزهم، فسوف ينظرون إلى الحق بازدراء دائمًا، ويميزون ضد مَن يؤمنون بالله، ويعتقدون أن مَن يؤمنون بالله لا يؤمنون إلا لأنهم ضعفاء. كيف ينبغي عليكم دحضهم؟ (بقول: "أنت مجرد شخص عادي. ماذا لديك يجعلك لا تحتاج إلى الاعتراف بالهزيمة؟ ماذا يجعل من المقبول ألا تقبل بالهزيمة؟ حتى وإن كان بعض الناس علماء، فماذا في ذلك؟ ومهما كان مدى تقدم التكنولوجيا العلمية التي يطورونها، فماذا في ذلك؟ هل يستطيع العلماء حل جميع الكوارث التي جلبها العلم للبشرية الآن؟") هذه هي الطريقة الصحيحة لدحضهم. فكروا في الأمر، هل هذه طريقة جيدة لدحضهم؟ تقول: "لقد عاش الجنس البشري حتى يومنا هذا، لكن الناس لا يعرفون حتى مَن هم أسلافهم، فكيف لا يعترفون؟ أنت لا تعرف حتى من أين أتيت، فماذا لديك لتغتر به؟ أنت لا تعترف حتى بالله الذي خلقك، فكيف يمكن ألا تعترف بالهزيمة؟ الله قد خلق الناس، وهذا شيء مجيد، لكنك لا تعترف بذلك أو تقبله؛ بل تصر على الاعتقاد بأن الناس تطوروا من البهائم، وتعترف بذلك. ما مدى وضاعتك؟ الله عظيم جدًا ونبيل؛ يقول إنه خالقك، لكنك لا تعترف بأنك مخلوقه. ما مدى دناءتك؟" ماذا سيكون ردهم؟ "لقد تطور الناس من القرود، لكننا ما زلنا حيوانات من مستوى أعلى". "ألستم ما زلتم حيوانات وبهائم، إذًا؟ نحن لا نعترف بأننا حيوانات. نحن أناس، نحن بشر خلقنا الله. الله خلق الناس، وهو يقر بأنك شخص، لكنك ترفض أن تكون شخصًا. أنت تصر على إنكار حقيقة أن الله خلق الناس. أنت تصر على أن تكون بهيمة. ما فائدة حياتك؟ هل تستحق العيش؟" هل لهذه الكلمات قوة؟ (بلى). هذه هي الطريقة التي ندحض بها هؤلاء الناس. هذه حقائق، بصرف النظر عن اعترافهم بذلك من عدمه، أو قبولهم له من عدمه. سأتحدث عن نقطة أخرى. الناس لا يعترفون بالهزيمة أبدًا؛ يعتقدون أنهم قادرون للغاية، وأنَّ لديهم تكنولوجيا متقدمة، وجميع أنواع الحكمة، لكن كيف يتعاملون مع الطبيعة؟ إنهم يتقاتلون معها باستمرار، ودائمًا ما يريدون إخضاعها. إنهم لا يفهمون على الإطلاق كيف يتبعون نظام الطبيعة. ماذا فعل تدبير الجنس البشري بالطبيعة في نهاية المطاف؟ أليس من أدار هذا كله أناس ذوي معرفة ويفهمون العلم؟ ألا ترفض الاعتراف بالهزيمة؟ ألست شخصًا قادرًا؟ ألست لا تحتاج إلى سيادة الله؟ إنَّ الجنس البشري يتعايش مع الطبيعة منذ آلاف السنين، لكن الجنس البشري ما يزال – على نحو لا يُصدَق – لا يعرف كيف يُدير الطبيعة. تفرط البشرية في تطوير الطبيعة، وفي استهلاكها، وتلوثها بشدة، لدرجة أن الموارد الطبيعية تصبح الآن غير كافية بشكل متزايد. علاوة على ذلك، لا الماء الذي يشربه الناس، ولا الطعام الذي يأكلونه، ولا الهواء الذي يتنفسونه، خاليًا من السم. عندما خلق الله الطبيعة في البداية، كانت جميع الكائنات الحية، والطعام، والهواء، والماء، نظيفة وخالية من السم، لكن البشرية سممت هذه الأشياء كلها، بعد أن أعطى الله الطبيعة للبشرية لتدبيرها. الناس أنفسهم هم من عليهم "الاستمتاع" بهذه الأشياء. فكيف يمكن للناس ألا يعترفوا بالهزيمة؟ خلق الله مثل هذا العالم الجميل للبشر، وتركهم يديرونه، لكن كيف أداروه؟ هل يعرفون كيف يدبرونه؟ أساء البشر استخدامه لدرجة أنه فسد تمامًا – لم تسلم المحيطات، ولا الجبال، ولا الأرض، ولا الهواء، ولا حتى طبقة الأوزون في السماء؛ لقد خربت جميعها. من سيتحمل في النهاية العواقب الضارة لكل هذا؟ (الناس). إنها البشرية نفسها. الناس أغبياء إلى أبعد الحدود، لكنهم يعتقدون أنهم عظماء ولا يعترفون بالهزيمة! لماذا لا يعترفون؟ إذا سُمِح للبشرية بالاستمرار في تدبير الأمور بهذه الطريقة، فهل ستعود الطبيعة إلى ما كانت عليه في الأصل؟ لن تعود أبدًا. إذا اعتمدت البشرية على هذه العقلية المتمثلة في عدم الاعتراف بالهزيمة، فسيزداد العالم والطبيعة سوءًا وفظاعة وقذارة تحت تدبيرها. ماذا ستكون العواقب النهائية؟ سوف يموت الجنس البشري في هذه البيئة التي دمرها. إذًا، من يستطيع تغيير كل هذا في النهاية؟ الله يستطيع. إذا كان الناس قادرين على القيام بذلك، فيمكن أن يتقدم أحدهم ويحاول تغيير الوضع الحالي للعالم، لكن هل ثمة من يجرؤ على تحمل هذه المسؤولية؟ (كلا). فلماذا الناس لا يعترفون بالهزيمة؟ لا يستطيع الناس حتى حماية الماء الذي يشربونه. لم تُدمّر الطبيعة بفعل الأسود أو النمور، فضلًا عن الطيور، أو الأسماك، أو الحشرات. إنما كان البشر أنفسهم هم من خربوها ودمروها. سيحصد الناس في النهاية ما زرعوه. هل ثمة أي طريقة لتغيير الأمور الآن؟ لا يمكن تغييرها. يمكن القول يقينًا إن الله إن لم يفعل كل هذه الأمور، فإنَّ البيئة التي تعيش فيها البشرية جميعها لم تكن لتزداد إلا سوءًا على سوء، وفظاعة على فظاعة؛ لم تكن لتتحسن. الله وحده يستطيع أن يغير هذا كله. إذا كانت البشرية لا تعترف بالهزيمة، فهل هذا مقبول؟ هل يمكنك تغيير هذه البيئة؟ لقد مُنِحت بيئة صالحة، لكن كل ما يمكنك فعله هو تدميرها؛ أنت لا تحميها. ما السلسلة الغذائية للعالم بأسره؟ هل تفهمها البشرية؟ كلا، لا تفهمها. على سبيل المثال، الذئاب حيوانات شرسة. إذا قتل البشر كل الذئاب، فسوف يعتقدون أنهم تغلبوا على الطبيعة. مع هذا النوع من العزيمة، وهذا النوع من الحالة المعنوية، وعقلية الارتقاء إلى مستوى التحدي، تبدأ البشرية في اصطياد الذئاب على نطاق واسع. وعندما يقتل البشر معظم الذئاب في منطقة من الأراضي العشبية، يعتقدون أنهم تغلبوا على الطبيعة وتغلبوا على هذا النوع الذي هو الذئاب. وفي الوقت نفسه، يعلقون جلود الذئب في بيوتهم، ويرتدون أثوابًا وقبعات مصنوعة من جلود الذئاب، ويضعون جلود أشبال الذئاب على رؤوس خناجرهم. يلتقطون الصور ويقولون للعالم بأسره: "لقد تغلبنا على هذا النوع الذي كان يمثل تهديدًا للبشرية – الذئاب!" أليس رضاهم عن أنفسهم سابقًا لأوانه بعض الشيء؟ فمع وجود عدد أقل من الذئاب، يبدو ظاهريًّا أن حياة البشر وبعض الكائنات الحية الأخرى غير مهددة، لكن ما العواقب التي ستترتب على ذلك؟ على البشرية أن تدفع ثمنًا غاليًا مقابل ذلك. ما الثمن الذي يجب أن تدفعه؟ يتضاءل عدد الذئاب عند قتل أعداد كبيرة منها. بعد ذلك مباشرة، تبدأ جميع أنواع الأرانب، والفئران، وكل حيوان آخر تأكله الذئاب في الأراضي العشبية، في التكاثر على نطاق واسع. عندما تزداد أعداد هذه الحيوانات، ما النتيجة الأولى؟ (يختفي العشب). يقل العشب أكثر فأكثر. وعندما يتناقص العشب، يزداد تناقص الغطاء النباتي للأرض. وعند وجود عدد مفرط من هذه الحيوانات، فإنها تحتاج إلى تناول كميات كبيرة من العشب، ولا يتناسب معدل نمو العشب مع عدد الحيوانات آكلات العشب. عندما لا يتحقق التناسب بين هذه الأمور، ماذا يحدث؟ (التصحر). نعم، التصحر. عندما تخلو الأرض من الغطاء النباتي للأرض، تبدأ في التحول إلى رمال وتصبح تدريجيًّا منطقة رملية. معظم النباتات لا تغرس جذورها في الرمال أو تتكاثر فيها، لذلك تنمو الأراضي الرملية بسرعة وتتوسع أكثر فأكثر، وفي النهاية تصبح جميع الأراضي العشبية صحراء. وبعد ذلك، ستبدأ الصحراء في التعدي على المناطق التي يعيش فيها الناس؛ فما أول شعور سينتابهم؟ قد لا يشعر الناس بالخوف عندما يرون أن مساحة الصحراء قد ازدادت، لكن عندما يأتي اليوم الذي تهب فيه عاصفة رملية، ما الضرر الذي سيلحق بالبشرية؟ في البداية، سوف يتطاير الغبار. وبعد ذلك، عندما يأتي موسم الرياح، لن يتمكن الناس حتى من فتح أعينهم، لشدة تطاير الرمال. ستُغطي الرمال أجسادهم، وستمتلئ بها أفواههم. وفي الحالات القصوى، قد تغمر الرمال المنازل، أو الماشية، أو الأشخاص القريبين من الصحراء. هل يستطيع الناس إيقاف الرمال؟ (كلا). لا يستطيعون إيقافها، لذا عليهم التنقل، والتراجع أكثر فأكثر نحو الداخل. في النهاية، ستصبح الأراضي العشبية أصغر فأصغر، وتصبح الصحراء أكبر فأكبر، وسيقل كثيرًا عدد الأماكن التي يمكن للبشرية أن تعيش فيها. فهل ستكون البيئة التي يعيش فيها الناس أفضل أم أسوأ؟ (أسوأ). كيف حدثت هذه النتيجة التي يجب عليهم تحملها؟ ما الذي تسبب فيها؟ (قتل الذئاب). بدأ الأمر عندما قتلوا الذئاب. كان ذلك شيئًا صغيرًا غير ملحوظ. إذا كان الناس لا يفهمون كيف يتبعون هذا النظام، ولا يفهمون كيف يحمونه، فما العواقب التي ستترتب على ذلك في النهاية؟ ستبيد الرمال الناس. أليست هذه كارثة مريعة؟ قتل الذئاب هو نوع من السلوك، لكن ما الشخصية التي تقع في القلب منه؟ ما جوهر هذه الشخصية؟ ما دافعها للقيام بهذا؟ ما طرق تفكير الناس التي تؤدي إلى هذا النوع من السلوك؟ (الرغبة في إخضاع الطبيعة). هذا صحيح، يريدون إخضاعها. يعتقد الناس أن الذئاب هي العدو الطبيعي للبشرية. تُشكّل الذئاب تهديدًا للبشرية، وتأكل الناس دائمًا. الذئاب ليست شيئًا جيدًا. يذمُّ الجنس البشري الذئاب بهذه الطريقة، ثم يحاول إخضاعها والقضاء عليها بحيث لا يتبقى حتى ذئب واحد. عندئذ، يمكن أن تعيش البشرية في راحة واطمئنان، ولن تكون مهددة على الإطلاق. يبدأ الناس في قتل الذئاب بناء على هذا الدافع. ما الذي يملي هذا؟ تمليه عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة. لا تعرف البشرية كيفية إدارة الذئاب أو تنظيمها بشكل صحيح، وبدلًا من ذلك، هم دائمًا يريدون قتلها والقضاء عليها. إنهم يريدون عكس هذا النظام وتحويله إلى نظام آخر. ما النتيجة؟ تغمر الرمال الناس. أليس هذا ما ينتج؟ (بلى). هذا ما ينتج. من بين الجنس البشري بأسره والعالم بأسره الذي خلقه الله، في ركن صغير من الكوكب – والذي قد لا يكون في نظر الله أكبر من حبة الفول السوداني – وقعت هذه الحادثة الصغيرة، لكن الناس لا يستطيعون حتى رؤيتها بوضوح. ما زالوا ينافسون الطبيعة، وينافسون الله، ولا يعترفون بالهزيمة! ما النتيجة التي تترتب على عدم الاعتراف بالهزيمة؟ (الدمار). إنهم يجلبون الدمار لأنفسهم! هذه الحقيقة قائمة الآن. وبعد حدوث هذه النتيجة، كيف يمكن للبشرية إصلاح الأمر؟ (لا يمكنهم). لا يمكنهم إصلاحه. بعض المنظمات الاجتماعية والناس أصحاب القلوب الطيبة، الذين يقومون بأنشطة المصلحة العامة، ينهضون ويطالبون الناس بالحفاظ على نظام بيئي متوازن. إن دافعهم وسبب قيام بذلك صحيح، وما يطالبون به صحيح أيضًا. هل يستجيب أحد؟ (كلا). الحكومة أيضًا لا تتخذ أي إجراء؛ لا أحد يلتفت إلى هذه المشكلة. يعرف الناس سبب المشكلة، لكن بعد أن ينظروا إليها قليلًا كمتفرجين، يقف الأمر عند هذا الحد. يظلون يقتلون الذئاب كما كانوا يفعلون سابقًا. يقول أحدهم: "إذا واصلت قتلهم على هذا المنوال، فسوف تُدفن يومًا ما في الرمال"، لكنهم يجيبون: "فلأدفن إذًا. لن أكون الوحيد. ما الذي يدعو إلى الخوف؟" ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية عديمة الحس وتفتقر إلى التفكير؛ ليس لديها إنسانية. من منا لا يخاف الموت؟ فكيف يمكنهم أن يقولوا مثل هذا الشيء الوقح؟ إنهم لا يعتقدون أن شيئًا كهذا سيحدث. يفكرون: "الأرض ضخمة. إلى جانب الصحاري، هناك جبال وغابات. هل يمكن تدميرها جميعًا بهذه السرعة؟ ما يزال هناك متسع من الوقت! لم نقتل سوى عدد قليل من الذئاب، وتحولت بعض الأماكن إلى صحراء، وأنت خائف إلى هذا الحد؟ إذا كان يجب قتلهم، فلا بد أن نقتلهم". أليس هذا غباءً؟ لقد قتلوا بعض الذئاب، وبعد عشرين عامًا أو ثلاثين فحسب، ثمة امتداد من الأراضي العشبية الخضراء قد تغيَّر تمامًا. لو أنَّ الناس نثروا بعض بذور الحشائش على هذه الأرض، أو زرعوا نباتات مناسبة للنمو في الصحراء؛ لو كانوا قادرين على تغيير هذه البيئة، لعوضت البشرية عن أخطائها ولن يكون الأوان قد فات، لكن هل الأمر في الواقع بهذه البساطة؟ إن النظام الذي وضعه الله هو الأفضل والأنسب. ينبغي أن يتبع الناس هذا النظام من أجل الحفاظ على وجود الأرض، وحتى تتمكن هذه الحيوانات والنباتات والجنس البشري من الاستمرار في العيش عليها، مع تدبر كل كائن لأمره جيدًا جدًا، والتعايش معًا بطريقة تجعل بعضها تكافليًا مع بعض، وفي الوقت نفسه، مقيِّدًا لبعض. إذا لحق الدمار بجزء واحد منه، فقد لا ترى أي عواقب في غضون عشر سنوات، لكن عندما تشعر حقًا بالعواقب بعد عشرين عامًا، لن يتمكن أحد من إلغاء ما حدث. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الله إذا لم يقم بتغييرات هائلة، فمن تلك النقطة فصاعدًا، ستصبح البيئة التي يعيش فيها الجنس البشري أسوأ فأسوأ. لن تتطور في اتجاه جيد. هذه هي النتيجة. ما مصدر هذه النتيجة؟ المصدر هو عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة، التي تمدحها البشرية، والتي هي أول مظهر من مظاهر النوم على الحطب ولعق المرارة. حسبما يرى الناس، النوم على الحطب ولعق المرارة، قول "عظيم" و"مقدس"، لكن التأثير الأول للفكرة التي ينتجها هذا القول على البشر هو أنه يجلب عليهم مثل هذه العواقب الضارة الكبرى. يفكر الناس: "أليس ثمة نظام للعالم الطبيعي؟ لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لي. ألا يقول الناس إنه مقدس ولا ينبغي تدميره؟ حسنًا، سأدمره، وسنرى ما سيحدث فحسب!" النتيجة الضارة التي "تستمتع بها" البشرية اليوم هي آخر شيء تريد رؤيته. هذه هي الطريقة التي تظهر بها نتيجة "سنرى ما سيحدث"؛ إنها موضوعة أمام البشرية لكي تراها. لقد رأى الجميع مشاهد "نهاية الأزمنة". ألم يحصلوا على ما يستحقونه؟ لقد جلبوا هذا على أنفسهم.
أول مظهر من مظاهر النوم على الحطب ولعق المرارة هو عدم الاعتراف بالهزيمة. ما العواقب التي يجب أن يتحملها الناس؟ كارثة مريعة. إنهم يحصدون العواقب الضارة لأفعالهم؛ باللغة الدارجة، هم ينالون ما طلبوه، ويحصلون على ما يستحقونه! أنتم تعرفون الآن ما إذا كانت هذه العبارة صحيحة بالفعل، وما إذا كانت هي الحق، أليس كذلك؟ هل هذه العبارة هي الحق؟ (كلا). إنها ليست الحق. لنفترض أن غير المؤمنين يقولون ثانية: "نحن أناس، لذلك يجب أن يكون لدينا قدرٌ من العزم. يجب أن يكون لدينا جَلَد!" أنت تفكر في الأمر وتقول: "هذا صحيح جدًا. نحن كمؤمنين نتحدث دائمًا عن الخضوع. أليس هذا افتقارًا إلى الاستقلالية؟ أليس هذا ضعفًا شديدًا؟ ليس لدينا أي قدر من الجَلَد". هل تفكر بهذه الطريقة؟ إذا قبلت الأشياء التي قلتها اليوم، فلن تفكر بهذه الطريقة أبدًا. بل على العكس قد تقول: "البشر قضية خاسرة. لا عجب أن الله يكرههم. لقد تجاوزت البشر بالفعل مرحلة استخدام العقلانية معهم". أنت لن تقبل هذا النوع من الأفكار. حتى لو لم يكن لديك رد مضاد مناسب، أو لم يكن من المناسب النقاش مع هؤلاء الناس، فأنت تعلم في قلبك أن آراءهم ليست الحق على الإطلاق. مهما رأى الناس هذا النوع من الأفكار إيجابيًّا، ومهما كان عدد ما في هذا العالم من بشر يدافعون عنها ويروجون لها، فأنت لن تتأثر بها. على العكس من ذلك، سوف تنبذها وتحتقرها. لقد انتهيت من عقد الشركة عن أول مظهر من مظاهر النوم على الحطب ولعق المرارة. كنت قد بدأت بعقد الشركة عن الحق، كيف خرجت عن الموضوع؟ ما أعتقده هو: إذا كان ما تأخذونه من شركتي يقتصر على تعريف أو مفهوم، فلن تفهموا أبدًا ما الأجزاء الصحيحة وغير الصحيحة من هذه الفكرة. سوف تختلط عليكم الأمور؛ ستعتقدون أحيانًا أن هذا النوع من الأفكار صحيح، وتعتقدون أحيانًا أن هذا النوع من الأفكار خطأ، لكن لن يكون واضحًا لكم ما الخطأ فيها أو ما الصحيح. علاوة على ذلك، ستمارس غالبًا وفقًا لهذا "المبدأ"، وستكون دائمًا مشوش الذهن. إذا كنت لا تستطيع الرؤية بوضوح، فلن تتمكن من التخلي عن هذا النوع من الأفكار. وإذا كنت لا تستطيع التخلي عنها، فهل يمكنك ممارسة الحق على الإطلاق؟ هل يمكنك أن تعبد الله وتتبع كلامه بوصفه الحق قطعًا؟ كلا، ليس قطعًا. ستكون قادرًا فقط على أن تفكِّر نسبيًّا أو أحيانًا في أن كلام الله صحيح، أو أن كلام الله صحيح دائمًا، وتتمسك بذلك من حيث التعاليم. لكن إذا كنت لا تزال متأثرًا ومنزعجًا مما يسمى بالمعرفة، وبهذه الكلمات التي تبدو صحيحة لكنها في الواقع كاذبة، فإنَّ كلمات الله ستكون دائمًا صحيحة نسبيًّا بالنسبة لك، بدلًا من أن تكون الحق المطلق.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.