كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 569

2021 ديسمبر 31

لدى الناس فهم سطحي للغاية لطبيعتهم، كما يوجد تناقض هائل بين هذا وبين كلام الله في الدينونة والكشف. هذا ليس خطأً فيما يكشفه الله، ولكنه افتقار البشر إلى الفهم العميق لطبيعتهم. فالناس ليس لديهم فهمٌ أساسيّ أو موضوعي لأنفسهم؛ ولكنهم بدلاً من ذلك يُركِّزون طاقاتهم ويُكرِّسونها لأفعالهم وتعبيراتهم الخارجيَّة. وحتَّى إذا قال أحدهم أحيانًا شيئًا ما عن فهم نفسه، فلن يكون عميقًا جدًّا. لم يخطر ببال أحدٍ على الإطلاق أنه هذا النوع من الأشخاص أو أن تكون لديه مثل هذه الطبيعة لأنه فعل شيئًا كهذا أو أظهر شيئًا ما كهذا. لقد كشف الله طبيعة البشريَّة وجوهرها، لكن البشر يفهمون أن طريقتهم في أداء الأشياء وطريقة حديثهم معيبة وناقصة. ولذلك، فإن ممارسة الحقّ مُهمَّة شاقَّة للناس. يعتقد الناس أن أخطاءهم مُجرَّد مظاهر لحظيَّة تنكشف بلا مبالاة بدلاً من كونها إظهارًا لطبيعتهم. الناس الذين يفكرون بهذه الطريقة لا يمكن أن يمارسوا الحق؛ لأنهم يعجزون عن تقبّل الحق على أنّه الحق ولا يتعطّشون إلى الحق؛ ولذلك، عند ممارسة الحقّ، فإنهم يكتفون باتّباع القواعد بصفةٍ روتينيَّة. لا ينظر الناس إلى طبيعتهم على أنها فاسدةٌ جدًّا، ويعتقدون أنّهم ليسوا سيّئين جدًا لدرجة أن يُدمَّروا أو يُعاقَبوا. يعتقدون أنّه ليس بالأمر المهم إن كذبوا من حين لآخر، ويعتبرون أنفسهم أفضل بكثير ممّا كانوا عليه في السابق؛ لكنهم أبعد ما يكونون عن الاقتراب من الارتقاء للمستوى المطلوب، يوجد في الواقع فرقٌ كبير في هذا، لأن الناس ليس لديهم سوى بعض السلوكيات التي لا تنتهك الحقّ ظاهريًّا عندما لا يمارسون الحقّ بالفعل.

لا تنطوي التغيرات في سلوك الشخص أو تصرفاته على تغييرٍ في طبيعته؛ والسبب في ذلك هو أنه لا يمكن لسلوكِ المرء أن يُغيِّرَ مظهرَهُ الأصليَّ بشكل جذري، كما لا يمكنه أن

يُغيِّرَ طبيعته. ولا يمكن أن تصبح ممارسته عميقة وأكثر من مجرَّدِ التزام بمجموعة من القواعد إلّا بعد أن يُدركَ المرء طبيعته. ولا تزال ممارسة الإنسان الحالية للحق دون المستوى المطلوب، ولا يمكنها تحقيق كل ما يتطلبه الحق بالكامل. لا يمارس الناس إلّا جانبًا من الحق، وذلك عندما يكونون في حالات وظروف معينة فحسب؛ إذ لا يمكنهم ممارسة الحق في جميع الظروف والمواقف. عندما يكون الشخص، في بعض الأحيان، سعيدًا وحالته جيدة، أو عندما يقوم بالشركة مع المجموعة، ويشعر بالتحرر أكثر من المعتاد، فإنه قد يتمكن مؤقتًا من القيام ببعض الأشياء التي تتوافق مع الحق، لكنه حين يكون بصحبة أشخاص سلبيين، وبصحبة مَن لا يسعون إلى الحق، فإن ممارسته تكون أكثر رداءة، كما تكون أفعاله غير مناسبة بعض الشيء؛ وهذا لأن الناس يمارسون الحق دون سلوك ينطوي على المثابرة، بل يمارسونه بدلًا من ذلك بدافع من التأثيرات العابرة كالعاطفة أو الظروف. وهذا أيضًا لأنك لم تفهم حالتك ولا طبيعتك، ولذلك فإنك في بعض الأحيان تكون قادرًا مع ذلك على فعل أشياء لا يمكنك أن تتخيل نفسك تفعلها. أنت لا تعرف سوى بعض حالاتك، ولكن نظرًا لأنك لم تفهم طبيعتك، لا يمكنك التحكم فيما قد تفعله في المستقبل؛ أي ليس لديك يقين مطلق بأنك ستقف بثبات. أحيانًا تكون في حالة ما، وتستطيع فيها ممارسة الحق، ويبدو أنه يظهر عليك بعض التغيير، إلا أنك تعجز عن ممارسته في بيئة مختلفة. هذا خارج عن سيطرتك؛ إذ في بعض الأحيان يمكنك ممارسة الحق، وأحيانًا لا يمكنك ذلك، في لحظة ما، أنت تفهم، وفي اللحظة التالية تشعر بالارتباك، أنت لا تفعل شيئًا سيئًا في الوقت الحالي، لكن ربما ستفعل ذلك بعد قليل. هذا يثبت أن الأشياء الفاسدة لا تزال موجودة بداخلك، وإذا كنت غير قادر على معرفة الذات بشكل حقيقي، فلن يكون من السهل حلها. إذا لم تتمكن من التوصل إلى فهم شامل لشخصيتك الفاسدة، وكان بإمكانك في النهاية فعل أشياء فيها مقاومة لله، فأنت في خطر. إذا تمكنت من أن تمتلك نظرة ثاقبة إلى طبيعتك وتمكنت من أن تمقتها، فستتمكن من التحكم في نفسك، وإهمال نفسك، وممارسة الحق.

– الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر