ترنيمة ورقصة – يرثي اللهُ لمستقبلِ البشريةِ

2024 ديسمبر 10

1

في هذا العالم الشاسع،

تتحوَّل محيطات إلى حقول، وحقول تغمرها محيطات مرارًا وتكرارًا،

ولا أحد قادر على قيادة هذا الجنس البشري وإرشاده

إلا الذي يملك السيادة على كل شيء وسط جميع الأشياء.

لا يوجد مَنْ هو قوي ليكدح لصالح هذا الجنس البشري أو يعدَّ له تجهيزات،

فكم بالأحرى وجود شخص

قادر على قيادة هذا الجنس البشري نحو غاية النور

وتحريره من الظلم الدنيوي.

يرثي الله لمستقبل البشرية، ويحزن لسقوط الإنسان،

ويتألم لمسيرة البشرية خطوة بخطوة نحو الاضمحلال وطريق اللاعودة.

لم يعبأ أحد قط بأي اتجاه تتجه نحوه

مثل هذه البشرية التي كسرت قلب الله وارتدت عنه للبحث عن الشرير.

2

لهذا السبب بالتحديد لا يشعر أحد بغضب الله،

ولا يسعى أحد لإيجاد مسارٍ لإرضاء الله أو يحاول الاقتراب من الله،

والأكثر من ذلك، لا يسعى أحد إلى فهم حزن الله وألمه.

وحتى بعد سماع صوت الله،

لا يزال الإنسان سائرًا في طريقه ممعناً في بعده عن الله،

متحاشيًا نعمة الله ورعايته، حائدًا عن حق الله،

مفضلاً بالأحرى بيْع نفسه للشيطان، عدو الله.

وهل من أحدٍ فكَّر

كيف سيتصرف الله تجاه هذه البشرية التي رفضته دون أي اكتراثٍ

في حال أصرَّ الإنسان على عناده؟

3

لا أحد يعلم أن السبب وراء تذكيرات الله وعظاته المتكررة

هي لأنه أعدّ بين يديه كارثة لا مثيل لها؛

كارثة لن يحتملها جسد الإنسان وروحه.

هذه الكارثة ليست مجرد عقاب للجسد فقط بل وللروح أيضًا.

لا بُدَّ أن تعرف هذا: عندما تصير خطة الله بلا جدوى،

وعندما لا يُستجاب لتذكيراته وعظاته،

ما الغضب الذي سوف يُطْلِقُه؟

هذا الغضب لن يكون مثل أي شيء

قد اختَبَره أي مخلوق أو عرفه أي كائنٍ مخلوقٌ من قبل.

ولهذا أقول إن هذه الكارثة غير مسبوقة ولن تتكرر البتة؛

وذلك لأن خطة الله هي خلق البشرية هذه المرة فقط،

وخلاص البشرية هذه المرة فقط.

هذه هي المرة الأولى، وأيضًا الأخيرة.

لذلك، لا يمكن لأحد أن يفهم

مقاصد الله المضنية وترقّبه المتحمِّس لخلاص البشرية هذه المرة.

من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله مصدر حياة الإنسان

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر