كلمات الله اليومية: شخصية الله وما لديه وماهيته | اقتباس 256
الله بذاته يملك الحق، وهو مصدر الحق. ينبع كل شيء إيجابي وكل حق من الله. هو يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء والأحداث وخطئِها. يستطيع الحكم على أشياء قد حصلت، وأشياء تحصل الآن، وأشياء مستقبلية لا يعرفها الإنسان بعد. إنّه القاضي الوحيد الذي يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء وخطئِها، وهذا يعني أنّ صحة كل الأشياء وخطأها لا يمكن أن يحكم عليها سواه. هو يعرف قواعد كل الأشياء. هذا تجسيدٌ للحق، ما يعني أنّه هو بذاته يملك جوهر الحق. إنْ فهم الإنسان الحق وبلغ الكمال، هل ستكون له حينئذٍ علاقة بتجسُد الحق؟ عندما يكمَّل الإنسان، يملك حكمًا دقيقًا لكل ما يفعله الله الآن والأشياء التي يتطلّبها، ويملك طريقاً دقيقاً للممارسة. يفهم الإنسان أيضًا مشيئة الله ويميّز الصواب عن الخطأ. لكن ثمة أشياء لا يستطيع الإنسان بلوغها، أشياء لا يقدر أن يعرفها إلاّ بعد أن يُطلعه الله عليها – لا يستطيع الإنسان معرفة أشياء مجهولة حتى الآن، أشياء لم يُطلعه الله عليها بعد ولايستطيع الإنسان أن يتنبّأ. علاوةً على هذا، حتى لو كسب الإنسان الحق من الله، وامتلك واقع الحق وعرف جوهر الكثير من الحقائق، وامتلك القدرة على تمييز الصواب عن الخطأ، فلن يمتلك القدرة على السيطرة على كل الأشياء وحكمها. هذا هو الفرق. لا تستطيع الكائنات المخلوقة أن تكسب الحق قط سوى من مصدر الحق. هل تستطيع أن تكسب الحق من الإنسان؟ هل الإنسان هو الحق؟ هل يستطيع الإنسان أن يزوّد الآخرين بالحق؟ لا يستطيع، وهذا هو الفرق. لا يمكنك سوى أن تتلقّى الحق، لا أن تزوِّد الآخرين به، هل يمكن تسميتك تجسيدًا للحق؟ ما هو بالضبط جوهر تجسُد الحق؟ إنّ المصدر هو ما يزوّد الحق، مصدر الحكم والسيادة على كل الأشياء، وأيضًا المعايير والقواعد التي تُحكَم على أساسها كل الأشياء والأحداث، هذا هو تجسُد الحق.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثالث)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.