الله ذاته، الفريد (ح)
الله مصدر الحياة لجميع الأشياء (ب) الجزء الأول
دعونا نُكمِل موضوع الرسالة من المرّة الأخيرة. هل يمكنكم أن تتذكّروا الموضوع الذي تكلّمنا عنه في المرّة الأخيرة؟ (الله مصدر الحياة لجميع الأشياء). هل موضوع "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء" يبدو بعيدًا جدًّا عنكم؟ هل لديكم فهمٌ سطحيّ بشأنه؟ هل يمكن لأحدٍ أن يقول لي النقطة الرئيسيّة في هذا الموضوع التي تكلّمنا عنها في المرّة السابقة؟ (من خلال خلق الله لجميع الأشياء، أرى أن الله يرعى جميع الأشياء ويرعى البشر. كنت أعتقد دائمًا في الماضي أنه عندما يمدّ الله الإنسان، فإنه يُزوّد كلمته فقط لشعبه المختار، ولكنني لم أرَ مطلقًا، من خلال نواميس كلّ شيءٍ، أن الله يرعى البشر. فقط من خلال إبلاغ الله بهذا الجانب من الحقّ أني شعرت أن الله مصدر جميع الأشياء ورأيت أن حياة جميع الأشياء يقدمها الله، وأن الله يتحكم في هذه النواميس وأنه يرعى جميع الأشياء. من خلق الله لجميع الأشياء أرى محبّته). في المرّة السابقة تكلّمنا في المقام الأول عن خلق الله لجميع الأشياء وكيف أنه أسس النواميس والمبادئ لها. وبموجب مثل هذه النواميس وبموجب مثل هذه المبادئ، تعيش جميع الأشياء وتموت مع الإنسان وتتعايش مع الإنسان تحت سيادة الله وأمام نظر الله. ما الذي تحدّثنا عنه أوّلاً؟ خلق الله جميع الأشياء واستخدم أساليبه الخاصة لوضع نواميس النموّ لجميع الأشياء، بالإضافة إلى مسار وأنماط نموّها، وحدّد أيضًا طرق وجود جميع الأشياء على هذه الأرض بحيث يمكن أن تعيش باستمرارٍ وتعتمد على بعضها البعض. ومع مثل هذه الأساليب والنواميس، فإن جميع الأشياء يمكنها الوجود في نجاحٍ وسلام والنموّ على هذه الأرض. فقط من خلال وجود مثل هذه البيئة يتمكّن الإنسان من الحصول على بيئةٍ منزليّة ومعيشيّة مستقرّة، وبموجب توجيه الله، يستمرّ في التطور والمُضيّ قدمًا، التطور والمُضيّ قدمًا.
في المرّة الماضية ناقشنا المفهوم الأساسيّ أن الله هو من يُزوّد جميع الأشياء. أوّلاً، يُزوّد الله جميع الأشياء بهذه الطريقة حتّى يمكن أن توجد جميع الأشياء وتعيش للبشريّة. وهذا يعني أن مثل هذه البيئة توجد بسبب النواميس التي وضعها الله. وبدون حفظ الله وإدارته لمثل هذه النواميس لا يمكن أن تملك البشريّة البيئة المعيشيّة التي لديها الآن. ما تحدّثنا عنه في المرّة الأخيرة قفزةٌ كبيرة من معرفة الله التي تحدّثنا عنها سابقًا. لماذا توجد قفزةٌ كهذه؟ لأنه عندما تحدّثنا عن معرفة الله في الماضي كنا نناقش داخل نطاق خلاص الله للبشر وتدبيره إيّاهم – أي خلاص وتدبير شعب الله المختار – حول معرفة الله وأعمال الله وشخصيّته وما لديه ومن هو ونواياه وكيف يُزوّد الإنسان بالحقّ والحياة. ولكن الموضوع الذي تحدّثنا عنه في المرّة الأخيرة لم يعد يقتصر فقط على الكتاب المُقدّس وداخل نطاق خلاص الله لشعبه المختار. ولكنه بدلاً من ذلك انتقل من هذا النطاق، خارج الكتاب المُقدّس، وخارج حدود مراحل العمل الثلاث التي يعملها الله مع شعبه المختار ليناقش الله نفسه. ولذلك عندما تسمعون هذا الجزء من رسالتي ينبغي ألّا تحصروا معرفتكم بالله على الكتاب المُقدّس والمراحل الثلاث لعمل الله. وبدلاً من ذلك، يتعيّن عليكم أن تبقوا منظوركم منفتحًا؛ يتعيّن عليكم أن تروا أفعال الله وما لديه ومن هو بين جميع الأشياء، وكيف يتحكّم الله في جميع الأشياء ويُدبّرها. من خلال هذا الأسلوب وعلى هذا الأساس، يمكنك أن ترى كيف يُزوّد الله جميع الأشياء. وهذا يُمكّن البشر من فهم أن الله هو المصدر الحقيقيّ للحياة لجميع الأشياء وأن هذه هي الهويّة الحقيقيّة لله نفسه. وهذا يعني أن هويّة الله ومكانته وسلطانه وكلّ شيءٍ يخصّه لا يستهدف فقط أولئك الذين يتبعونه في الوقت الحاليّ – ولا يستهدفكم أنتم فقط الذين تُمثّلون هذه المجموعة من الناس – ولكنه يستهدف جميع الأشياء. ما نطاق جميع الأشياء إذًا؟ نطاق جميع الأشياء واسعٌ جدًّا. أستخدم تعبير "جميع الأشياء" لوصف نطاق حكم الله على كلّ شيء لأنني أريد أن أخبركم أن الأشياء التي يتحكّم بها الله ليست فقط ما يمكنكم رؤيته بعيونكم، بل يشمل العالم الماديّ الذي يمكن أن يراه جميع الناس، بالإضافة إلى عالمٍ آخر لا يمكن رؤيته بالعين البشريّة خارج العالم الماديّ، بالإضافة إلى أنه يشمل الفضاء والكواكب خارج مكان وجود البشر حاليًا. ذلك هو نطاق سلطان الله على جميع الأشياء. نطاق سلطان الله على جميع الأشياء واسعٌ جدًّا. بالنسبة لكم، فإن ما يجب أن تفهموه، وما يجب أن تروه، والأشياء التي يجب أن تكتسبوا منها المعرفة هي ما يحتاج كلّ واحدٍ منكم ويتعيّن عليه فهمها ورؤيتها ومعرفتها. على الرغم من أن نطاق "جميع الأشياء" هذا واسعٌ جدًّا، لن أخبركم عن النطاق الذي لا يمكنكم رؤيته على الإطلاق أو لا يمكنكم التواصل معه. سوف أخبركم فقط عن النطاق الذي يمكن للبشر التعامل معه، ويمكنهم فهمه، ويمكنهم استيعابه، حتّى يشعر الجميع بالمعنى الحقيقيّ للعبارة "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء". وبهذه الطريقة، فإن أيّ شيءٍ أنقله لكم لن يكون كلمات فارغة.
استخدمنا في المرّة الماضية أساليب سرد القصص لتقديم لمحة بسيطة عن موضوع "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء،" بحيث يمكن أن يكون لديكم فهمٌ أساسيّ لكيفيّة تزويد الله جميع الأشياء. ما الغرض من غرس هذا المفهوم الأساسيّ فيكم؟ الغرض هو إخباركم أنه خارج الكتاب المُقدّس ومراحل عمله الثلاث، يعمل الله أيضًا المزيد من العمل الذي لا يستطيع البشر رؤيته أو التواصل معه. وهذا العمل يُجريه الله بنفسه. إذا كان الله لا يقود سوى شعبه المختار فقط إلى الأمام، بدون هذا العمل خارج عمل تدبيره، فسوف يكون من الصعب جدًّا على هذه البشريّة، بما في ذلك أنتم جميعكم، الاستمرار في المُضيّ قدمًا، ولن تتمكّن هذه الإنسانيّة وهذا العالم من مواصلة التطور. هذه أهميّة عبارة "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء" التي أنقلها لكم اليوم.
البيئة المعيشيّة الأساسيّة التي يخلقها الله للبشر
ناقشنا الكثير من الموضوعات والمحتوى المتعلّق بعبارة "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء،" ولكن هل تعرفون داخل قلوبكم الأشياء التي يمنحها الله للبشر بمعزل عن إمدادكم بكلمته وإجراء توبيخه وعمل دينونته عليكم؟ قد يقول البعض: "الله يمنحني النعمة والبركات، ويعطيني الانضباط والراحة والرعاية والحماية بكلّ طريقةٍ ممكنة". وسيقول آخرون: "الله يمنحني الطعام والشراب اليوميّين"، بينما قد يقول البعض: "الله يمنحني كلّ شيءٍ". فيما يتعلّق بهذه الأشياء التي يمكن للأشخاص التواصل معها خلال حياتهم اليوميّة، ربّما تكون لديكم جميعًا بعض الإجابات التي تتعلّق بتجربة حياتكم الماديّة. يمنح الله أشياءً كثيرة لكلّ شخصٍ، على الرغم من أن ما نناقشه هنا لا يقتصر فقط على نطاق الاحتياجات اليوميّة للناس، ولكنه يسمح لكلّ واحدٍ منكم بأن ينظر إلى أبعد من ذلك. من منظورٍ كُلّيّ، بما أن الله هو مصدر الحياة لجميع الأشياء، كيف يحافظ على حياة جميع الأشياء؟ ما الذي يجلبه الله لجميع الأشياء للحفاظ على وجودها وللحفاظ على نواميس وجودها بحيث يمكن أن تستمرّ جميع الأشياء في الوجود؟ تلك هي النقطة الرئيسيّة لما نناقشه اليوم. هل تفهمون ما قلته؟ قد يكون هذا الموضوع غير مألوفٍ لكم، ولكنني لن أتحدّث عن أيّة تعاليم عميقة جدًّا. سوف أبذل قصارى جهدي كي أجعلكم جميعًا تستوعبون بعد الاستماع. لستم بحاجةٍ للشعور بأيّ عبءٍ – فكلّ ما عليكم فعله هو الإنصات بانتباه. ومع ذلك، لا يزال يتعيّن عليَّ التأكيد أكثر من ذلك بقليلٍ: ما الموضوع الذي أتحدّث عنه؟ اخبروني. (الله مصدر الحياة لجميع الأشياء). وكيف يُزوّد الله جميع الأشياء؟ ماذا يُزوّد جميع الأشياء حتّى يمكن القول إن "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء؟" هل لديكم أيّة مفاهيم أو أفكار بخصوص هذا؟ يبدو أن هذا الموضوع الذي أتحدّث عنه لا يأتي بنتيجةٍ في قلوبكم وفي عقولكم. ولكنني أتمنى أن تتمكّنوا من الربط بين الموضوع والأشياء التي سوف أتحدّث عنها وبين أفعال الله، وعدم ربطها بأيّة معرفة أو ربطها بأيّة ثقافة بشريّة أو بحثٍ بشري. أتحدّث فقط عن الله وعن الله نفسه. هذا اقتراحي لكم. أنتم تفهمون، أليس كذلك؟
منح الله الكثير من الأشياء للبشر. سوف أبدأ بالحديث عما يمكن أن يراه الناس، أي ما يمكنهم أن يشعروا به. هذه أشياءٌ يمكن أن يفهمها الناس في الداخل ويمكنهم قبولها. دعونا إذًا نبدأ أوّلاً بالعالم الماديّ لمناقشة ما زوّد به الله البشر.
1. الهواء
أوّلاً، خلق الله الهواء حتّى يتنفّس الإنسان. أليس هذا "الهواء" هو هواء الحياة اليوميّة الذي يتواصل معه البشر دائمًا؟ أليس هذا الهواء هو الشيء الذي يعتمد عليه البشر في كلّ لحظةٍ، حتّى وهم نائمون؟ الهواء الذي خلقه الله مُهمٌّ للغاية للبشر: إنه المكوّن الأساسيّ لكلّ نسمةٍ لديهم وللحياة نفسها. هذه المادة، التي لا يمكن سوى الشعور بها وعدم رؤيتها، كانت أوّل عطيّةٍ من الله لجميع الأشياء. بعد أن خلق الله الهواء، هل توقّف عن العمل؟ بعد أن خلق الله الهواء، هل راعى كثافة الهواء؟ هل راعى الله محتويات الهواء؟ (نعم). ما الذي كان الله يفكر به عندما صنع الهواء؟ لماذا صنع الله الهواء، وماذا كان تفكيره؟ البشر بحاجةٍ للهواء وبحاجةٍ للتنفّس. أوّلاً، يجب أن تتوافق كثافة الهواء مع رئة الإنسان. هل يعرف أيّ أحدٍ كثافة الهواء؟ هذا ليس شيئًا يحتاج الناس إلى معرفته؛ فلا توجد حاجةٌ لمعرفة ذلك. لا نحتاج إلى رقمٍ دقيق فيما يتعلّق بكثافة الهواء، فمن الجيّد أن تكون لدينا فكرةٌ عامّة. صنع الله الهواء بكثافةٍ أكثر ملائمة لرئتيّ الإنسان للتنفّس. وهذا يعني أن البشر يشعرون بالراحة والهواء لن يؤذي الجسم عندما يتنفّسون. هذه هي الفكرة وراء كثافة الهواء. سوف نتحدّث بعد ذلك عن محتويات الهواء. أوّلاً، محتويات الهواء ليست سامة للبشر، وبالتالي لن تضرّ بالرئة وبالجسم. كان على الله أن يراعي هذا كلّه. تعيّن على الله أن يراعي أن الهواء الذي يتنفّسه البشر يجب أن يدخل ويخرج بسلاسةٍ، وأنه بعد الشهيق يجب أن يضمن محتوى الهواء ومقداره أيضًا الدم بالإضافة إلى استخدام الهواء في الرئة بصورةٍ صحيحة. كما أن الهواء يجب ألّا يحتوي على أيّة مكوّناتٍ سامة. فيما يتعلّق بهذين المعيارين، لا أريد تزويدك بمجموعةٍ من المعارف بل إخبارك بأن الله كانت في ذهنه عمليّة تفكير مُعيّنة عندما خلق كلّ شيءٍ بأفضل ما يمكن. بالنسبة لكميّة الغبار في الهواء، وكميّة الغبار والرمل والأوساخ على الأرض، وكذلك الغبار الذي ينحرف لأسفل من السماء، فإن الله كانت لديه خطّةٌ لهذه الأشياء أيضًا – أي طريقةٌ لإزالة هذه الأشياء أو تنظيفها. في حين أنه يوجد بعض الغبار، فقد جعله الله بحيث لا يضرّ بالجسم وبتنفّس الإنسان، وبحيث أن شظايا الغبار ستكون بحجمٍ لا يضرّ بالجسم. ألم يكن خلق الله للهواء سرًا؟ هل كان بسيطًا مثل مُجرّد نفخ نسمة هواءٍ من فمه؟ (لا). فحتّى في خلق الله لأبسط الأشياء يظهر سرّه وعقله وأفكاره وحكمته. هل الله واقعيٌّ؟ (نعم). وهذا يعني أنه حتّى عند خلق شيءٍ بسيط كان الله يُفكّر في البشر. أوّلاً، الهواء الذي يتنفّسه البشر نظيفٌ، والمحتويات ملائمةٌ لتنفّس الإنسان. إنها غير سامةٍ ولا تُسبّب أيّ ضررٍ للإنسان، كما أن الكثافة تُعايَر من أجل تنفّس البشر. هذا الهواء الذي يتنفّسه البشر شهيقًا وزفيرًا ضروريٌّ لأجسادهم ولحمهم. ولذلك يمكن أن يتنفّس البشر بحريّةٍ دون قيدٍ أو قلقٍ. يمكنهم التنفّس بصورةٍ طبيعيّة. فالهواء هو الذي خلقه الله في البداية ولا غنى عنه لتنفّس البشر.
2. درجة الحرارة
الشيء الثاني هو درجة الحرارة. يعرف الجميع معنى درجة الحرارة. درجة الحرارة شيءٌ ينبغي أن تكون البيئة الملائمة لبقاء الإنسان مُجهّزةً به. إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية، لنقل إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 40 درجةً مئويّة مثلاً، ألن يكون من المُجهِد على البشر أن يعيشوا؟ ألن يكون الأمر مستنزفًا للغاية؟ ماذا لو كانت درجة الحرارة منخفضة للغاية ووصلت إلى 40 درجةً مئويّة تحت الصفر؟ لن يتمكّن البشر من تحملّها أيضًا. ولذلك، كان الله في الواقع دقيقًا جدًّا في تحديد نطاق درجات الحرارة هذه. نطاق درجة الحرارة الذي يمكن أن يتأقلّم معه جسم الإنسان هو في الأساس 30 درجةً مئويّة تحت الصفر حتّى 40 درجةً مئويّة. هذا هو النطاق الأساسيّ لدرجة الحرارة من الشمال إلى الجنوب. من المحتمل أن تنخفض درجات الحرارة في المناطق الباردة إلى ما بين 50 و60 درجةً مئويّة تحت الصفر. والله لا يسمح للإنسان بالعيش في مثل هذه المنطقة. لماذا توجد مثل هذه المناطق الباردة؟ يندرج هذا ضمن إطار حكمة الله ومقاصده. إنه لا يسمح لك بالذهاب بالقرب من تلك الأماكن. يحمي الله الأماكن الحارّة جدًّا والباردة جدًّا، ممّا يعني أنه غير مستعد للسماح للإنسان بالعيش هناك. فهي مناطق غير مُخصّصة للبشر. لماذا يسمح بوجود مثل هذه الأماكن على الأرض؟ إذا لم يكن الله يسمح للإنسان بأن يعيش هناك أو يوجد هناك، فلماذا خلقها الله؟ يندرج هذا ضمن إطار حكمة الله. وهذا يعني أن درجة الحرارة الأساسيّة للبيئة من أجل بقاء الإنسان قد عدَّلها الله أيضًا بشكلٍ معقول. يوجد أيضًا قانونٌ هنا. خلق الله بعض الأشياء للمساعدة في الحفاظ على مثل درجة الحرارة هذه، وللتحكّم في درجة الحرارة هذه. ما الأشياء المستخدمة للحفاظ على درجة الحرارة هذه؟ أوّلاً، يمكن أن تجلب الشمس الدفء للناس، ولكن هل سيتمكّن الناس من احتمالها إذا كانت دافئة جدًّا؟ هل يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من الشمس؟ هل توجد أيّة أداةٍ على الأرض يمكن أن تقترب من الشمس؟ (لا). لماذا لا؟ لأنها ساخنةٌ جدًّا. سوف تنصهر. ولذلك أجرى الله قياسًا مُحدّدًا لمسافة الشمس عن البشر؛ صنع عملاً مُعيّنًا. الله لديه معيارٌ لهذه المسافة. يوجد أيضًا القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ للأرض. ماذا يوجد في القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ؟ كُتل جليديّة وحسب. هل يمكن للبشر العيش على الكُتل الجليديّة؟ هل هي ملائمةٌ لعيش البشر؟ (لا). لا، ولذلك فأنت لن تذهب إلى هناك. ونظرًا لأنك لا تذهب إلى القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ، فسوف تُحفَظ الكُتل الجليديّة، وسوف تتمكّن من أداء دورها والذي هو التحكّم في درجة الحرارة. هل تفهم هذا؟ إذا لم يكن يوجد القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ وكانت الشمس تسطع دائمًا على الأرض، فسوف يموت جميع الناس على الأرض من الحرارة. هل يستخدم الله هذين الشيئين فقط للتحكّم في درجة الحرارة؟ لا، إنه لا يستخدم هذين الشيئين فقط للتحكّم في درجة الحرارة التي تناسب بقاء الإنسان. توجد أيضًا جميع أنواع الكائنات الحيّة مثل العشب في الحقول، والأنواع المختلفة من الأشجار وجميع أنواع النباتات في الغابات. إنها تمتصّ حرارة الشمس وتجمع الطاقة الحراريّة للشمس لتُنظّم درجة الحرارة التي يعيش فيها البشر. توجد أيضًا مصادر المياه، مثل الأنهار والبحيرات. لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يُحدّد المساحة السطحيّة للأنهار والبحيرات. ولا يمكن لأحدٍ أن يتحكّم في كميّة الماء الموجودة على الأرض أو موضع تدفّق الماء أو اتّجاه تدفّق الماء أو كمية الماء أو سرعة التدفّق. الله وحده يعلم. وهذه المصادر المختلفة للماء، بما في ذلك المياه الجوفيّة والأنهار والبحيرات فوق الأرض التي يمكن أن يراها الناس، يمكنها أيضًا تنظيم درجة الحرارة التي يعيش فيها البشر. بالإضافة إلى ذلك، توجد جميع أنواع التكوينات الجغرافيّة مثل الجبال والسهول والأخاديد والأراضي الرطبة؛ هذه التشكيلات الجغرافيّة المختلفة ومناطقها السطحيّة وأحجامها تُؤدّي جميعها دورًا في تنظيم درجة الحرارة. مثال ذلك، إذا كان لهذا الجبل نصف قطرٍ يبلغ 100 كيلومترٍ، فإن هذه الكيلومترات المائة سوف يكون لها تأثيرٌ يبلغ 100 كيلومتر. أمّا بخصوص عدد السلاسل الجبليّة والأخاديد التي خلقها الله على الأرض، فإن الله فكّر فيه مليًا. وهذا يعني أنه فيما وراء وجود كلّ شيءٍ يخلقه الله توجد قصّةٌ، كما أنها تحتوي على حكمة الله وخططه. فكّر، على سبيل المثال، في الغابات وجميع أنواع النباتات – المساحة السطحيّة وحجم المساحة التي تنمو فيها لا يمكن لأيّ إنسانٍ التحكّم بها، ولا يستطيع أيّ إنسانٍ أن تكون له الكلمة الأخيرة في هذه الأمور. لا يمكن لأيّ إنسانٍ التحكّم في كميّة الماء التي تمتصّها ومقدار الطاقة الحراريّة التي تمتصّها من الشمس. هذه جميعها أشياءٌ في نطاق ما خطّطه الله عندما خلق جميع الأشياء.
لا يمكن للإنسان أن يعيش في بيئةٍ بدرجة حرارةٍ مناسبة كهذه إلّا من خلال تخطيط الله الدقيق وعنايته وترتيباته في جميع الجوانب. ولذلك، فإن كلّ شيءٍ يراه الإنسان بعينيه، مثل الشمس والقطب الشماليّ والقطب الجنوبيّ التي كثيرًا ما يسمع الناس عنهما، بالإضافة إلى الكائنات الحيّة المُتنوّعة على الأرض وتحتها وفي الماء، والمساحات السطحيّة للغابات وغيرها من أنواع النباتات، ومصادر الماء، والمُسطّحات المائيّة المختلفة، ومقدار ماء البحر والماء العذب فيها، بالإضافة إلى البيئات الجغرافيّة المختلفة – فإن الله يستخدم هذه الأشياء للحفاظ على درجات الحرارة الطبيعيّة لبقاء الإنسان. هذا أمرٌ مطلق. لا يتمكّن الإنسان من العيش في بيئةٍ بدرجات حرارةٍ مناسبة كهذه بدون أن تكون لدى الله مثل هذه الاعتبارات. لا يمكن أن تكون درجة الحرارة باردة جدًّا ولا حارّة جدًّا: فالأماكن شديدة الحرارة التي تتجاوز فيها درجات الحرارة ما يمكن أن يتأقلم معه جسم الإنسان لم يعدّها الله لك بالتأكيد. والأماكن شديدة البرودة التي تكون درجات حرارتها منخفضة جدًّا – التي سوف يتجمّد فيها الإنسان بمُجرّد وصوله في غضون دقائق معدودة لدرجة أنه لن يكون قادرًا على الكلام ويتجمّد دماغه ولن يكون قادرًا على التفكير وسريعًا ما يختنق – لم يعدّها الله للبشر أيضًا. بغضّ النظر عن نوع البحث الذي يريد البشر عمله أو ما إذا كانوا يريدون الابتكار أو اختراق مثل هذه القيود – بغضّ النظر عمّا يُفكّر فيه الناس – فلن يتمكّنوا أبدًا من تجاوز حدود ما يمكن أن يتأقلم معه جسم الإنسان. لن يتمكّنوا أبدًا من التخلّص من هذه القيود التي خلقها الله للإنسان. والسبب هو أن الله خلق البشر وهو يعرف أفضل درجات الحرارة التي يمكن لجسم الإنسان التأقلم معها. هل البشر أنفسهم يعرفون؟ (لا). لماذا تقول إن البشر لا يعرفون؟ ما نوع الأشياء الحمقاء التي صنعها البشر؟ ألم يكن هناك عددٌ قليل من الأشخاص الذين يريدون دائمًا تحدّي القطب الشماليّ والقطب الجنوبيّ؟ يريدون دائمًا الذهاب إلى هناك لاحتلال الأرض حتّى يتمكّنوا من الاستقرار وتطويرها. أليس هذا أحد أعمال تخريب الذات؟ لنفترض أنك بحثت بحثًا شاملاً عن القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ. ولكن حتّى إذا كنت تستطيع التأقلم على درجات الحرارة هذه، وتستطيع العيش هناك، ويمكنك "تحسين" البيئة المعيشيّة وبيئة البقاء في القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ، فهل هذا سيفيد البشريّة بأيّ شكلٍ من الأشكال؟ هل ستكون سعيدًا إذا ذاب كلّ الجليد في القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ؟ هذا أمرٌ غير معقولٍ. إنه عملٌ سخيف. يتمتّع البشر ببيئةٍ يمكنهم البقاء فيها، ولكنهم لا يستطيعون البقاء هنا بهدوءٍ وبشكلٍ واع وعليهم أن يذهبوا إلى حيث لا يمكنهم البقاء. لماذا تبدو المسألة على هذا النحو؟ إنهم يشعرون بالملل من العيش في درجة الحرارة المناسبة هذه. استمتعوا بالكثير جدًّا من البركات. بالإضافة إلى ذلك، دمّر البشر البيئة المعيشيّة الطبيعيّة إلى حدٍّ كبير، ولذلك ربّما ينتقلون أيضًا إلى القطب الجنوبيّ والقطب الشماليّ للتسبّب في المزيد من الضرر أو للانخراط في "مهمّة" ما بحيث يمكن أن يكونوا "رُوّادًا". أليست هذه حماقةٌ؟ يعني هذا أن هذه البشريّة تحت قيادة سلفها الشيطان تواصل عمل شيءٍ سخيف واحدًا تلو الآخر من خلال التهوّر والتعسّف في هدم البيت الجميل الذي خلقه الله للبشر. هذا ما فعله الشيطان. بالإضافة إلى ذلك، عندما يرى كثيرٌ من الناس أن بقاء البشر على الأرض عُرضةً للخطر، فإنهم يرغبون في إيجاد طرقٍ للإقامة على القمر والبحث عن مخرجٍ من خلال معرفة ما إذا كان بإمكانهم العيش هناك. في النهاية، ما العنصر الناقص هناك؟ (الأكسجين). هل يمكن للبشر البقاء بدون الأكسجين؟ بما أن القمر يفتقر إلى الأكسجين، فإنه ليس مكانًا يمكن للإنسان البقاء فيه، ومع ذلك يستمرّ الإنسان في الرغبة في الذهاب إلى هناك. ماذا يُسمّى هذا؟ إنه تدمير الذات، أليس كذلك؟ إنه مكانٌ بلا هواءٍ ودرجة حرارته غير مناسبةٍ لبقاء الإنسان، ولذلك فإن الله لم يعدّه للإنسان.
درجة الحرارة التي تحدّثنا عنها للتوّ شيءٌ يمكن للناس التعامل معها في حياتهم اليوميّة. درجة الحرارة شيءٌ يمكن لجميع البشر الشعور به، ولكن لا أحد يُفكّر في كيفيّة حدوث درجة الحرارة هذه أو من المسؤول والمُتحكم بدرجة الحرارة هذه المناسبة لحياة الإنسان. هذا ما نعرفه الآن. هل تكمن حكمة الله في هذا؟ هل يكمن عمل الله في هذا؟ (نعم). بالنظر إلى أن الله خلق بيئةً بدرجة حرارةٍ مناسبة لعيش الإنسان، هل هذه إحدى الطرق التي يُزوّد بها الله جميع الأشياء؟ (نعم). إنها كذلك.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.