الله ذاته، الفريد (أ)

سلطان الله (أ) الجزء الأول

كانت مشاركاتي المتعددة الأخيرة حول عمل الله، وشخصيّة الله، والله نفسه. بعد سماع هذه المشاركات، هل تشعرون أنكم اكتسبتم فهمًا لشخصيّة الله ومعرفةً بها؟ ما مقدار الفهم والمعرفة؟ هل يمكنكم تقديره بمقدارٍ ما؟ هل قدّمت لكم هذه الشركات فهمًا أعمق لله؟ هل يمكن القول بأن هذا الفهم هو معرفةٌ حقيقيّة بالله؟ هل يمكن القول بأن معرفة الله هذه وفهمه هما معرفةٌ لجوهر الله كلّه وماهيته وما لديه؟ لا، بالطبع لا! يعود السبب في ذلك إلى أن هذه الشركات لم تُقدّم سوى فهمٍ لجزءٍ من شخصيّة الله وماهيته وما لديه، وليس لها كلّها أو لها بجملتها. مكّنتكم الشركات من فهم جزءٍ من العمل الذي أتمّه الله في الماضي، والذي من خلاله عاينتم شخصيّة الله وماهيته وما لديه، بالإضافة إلى النهج والتفكير الكامن وراء كلّ شيءٍ أتمّه. ولكن هذا ليس إلّا فهمًا حرفيًّا منطوقًا لله؛ فأنتم في قلوبكم ما زلتم غير متأكّدين من مقدار ما هو حقيقيٌّ منه. ما الذي يُحدّد بشكلٍ أساسيّ ما إذا كان هناك أيّ واقعٍ لفهم الناس لمثل هذه الأشياء؟ يتحدّد ذلك بمقدار ما اختبروه حقًّا من كلام الله وشخصيّته خلال تجاربهم الفعليّة، ومقدار ما تمكّنوا من رؤيته ومعرفته خلال هذه التجارب الفعليّة. "أتاحت لنا الشركات العديدة الماضية فهم الأشياء التي أتمّها الله، وأفكار الله، وعلاوة على ذلك، موقف الله تجاه البشريّة وأساس تصرّفاته، بالإضافة إلى مبادئ تصرّفاته. وهكذا توصّلنا لفهم شخصيّة الله وعرفنا الله بالإجمال". هل قال أيّ أحدٍ هذا الكلام؟ هل من الصواب قول هذا؟ من الواضح أنه ليس كذلك. ولماذا أقول إنه ليس من الصواب قول هذا؟ إن شخصيّة الله وماهيته وما لديه مُعبّرٌ عنها في الأشياء التي عملها والكلام الذي تكلّم به. يستطيع الإنسان أن ينظر ماهية الله وما لديه من خلال العمل الذي عمله والكلام الذي تكلّم به، ولكن هذا لا يعني إلّا أن العمل والكلام يُمكّنان الإنسان من فهم جزءٍ من شخصيّة الله وجزءٍ من ماهيته وما لديه. إذا رغب الإنسان في الحصول على فهمٍ أوفر وأعمق لله، فينبغي عليه أن يختبر المزيد من كلام الله وعمله. على الرغم من أن الإنسان لا يحصل إلّا على فهمٍ جزئيّ لله عند اختبار جزءٍ من كلام الله أو عمله، فهل يُمثّل هذا الفهم الجزئيّ شخصيّة الله الحقيقيّة؟ هل يُمثّل جوهر الله؟ إنه يُمثّل بالطبع شخصيّة الله الحقيقيّة، وجوهر الله، وهذا لا شكّ فيه. بغضّ النظر عن الزمان أو المكان، أو الطريقة التي يعمل بها الله، أو الطريقة التي يظهر بها للإنسان، أو الطريقة التي يُعبّر بها عن إرادته، فإن كلّ ما يكشفه ويُعبّر عنه يُمثّل الله نفسه وجوهره وماهيته وما لديه. يُنفّذ الله عمله بماهيته وما لديه وبهويّته الحقيقيّة؛ وهذا صحيحٌ تمامًا. ومع ذلك، فإن الناس اليوم ليس لديهم سوى فهمٍ جزئيّ لله من خلال كلامه ومن خلال ما يسمعونه في الوعظ، وإلى حدٍّ مُعيّن لا يمكن القول سوى أن هذا الفهم معرفةٌ نظريّة. بالنظر إلى حالاتكم الفعليّة يمكنكم التحقّق من فهم الله أو معرفته التي سمعتموها أو شاهدتموها أو عرفتموها أو أدركتموها في قلوبكم اليوم إن اختبر كلٌّ منكم هذا في تجربته الفعليّة وتعرّف إليها شيئًا فشيئًا. إذا لم يكن لي شركة معكم بهذه الكلمات، فهل يمكنكم بلوغ المعرفة الحقيقيّة لله فقط من خلال تجاربكم؟ أخشى القول بأن هذا سيكون صعبًا للغاية. وهذا يرجع إلى أن الناس ينبغي أن يكون لديهم أوّلًا كلام الله لكي يعرفوا كيفيّة الاختبار. ومع ذلك، فإن عدد كلام الله الذي يتغذّى عليه الناس هو العدد الذي يمكن أن يختبروه بالفعل. كلام الله يقود الطريق إلى الأمام ويُوجّه الإنسان في اختباره. باختصارٍ، بالنسبة لمن لديهم بعضٌ من الاختبار الحقيقيّ، فإن هذه الشركات الأخيرة المُتعدّدة سوف تساعدهم على بلوغ فهمٍ أعمق للحقيقة ومعرفة أكثر واقعيةً لله. ولكن بالنسبة إلى من لا يملكون أيّ اختبارٍ حقيقيّ، أو الذين بدأوا للتوّ اختبارهم، أو بدأوا فقط في فهم الواقع، فإن هذا يُعدّ امتحانًا رائعًا.

كان المضمون الرئيسيّ للشركات المُتعدّدة الأخيرة يتعلّق "بشخصيّة الله، وعمل الله، والله نفسه". ماذا رأيتم في الأجزاء الأساسيّة والمركزيّة من كلّ شيءٍ تحدّثت عنه؟ من خلال هذه الشركات، هل يمكنكم إدراك أن من عمل العمل وكشف هذه التصرّفات هو الله الفريد نفسه الذي يملك السيادة على جميع الأشياء؟ إذا كانت إجابتكم نعم، فما الذي يقودكم إلى مثل هذا الاستنتاج؟ ما الجوانب التي من خلالها تصلون إلى هذا الاستنتاج؟ هل يمكن لأيّ أحدٍ أن يُخبِرني؟ أعلم أن الشركات الأخيرة أثّرت فيكم تأثيرًا عميقًا، وقدّمت بدايةً جديدة في قلوبكم لمعرفتكم الله، وهو أمرٌ عظيم. ولكن على الرغم من أنكم بلغتم درجةً هائلة في فهمكم لله بالمقارنة مع مما قبل، فإن تعريفكم لهويّة الله لم يتجاوز اسم يهوه الله في عهد الناموس، والرّبّ يسوع في عهد النعمة، والله القدير في عهد الملكوت؛ وهذا يعني أنه على الرغم من أن هذه الشركات حول "شخصيّة الله، وعمل الله، والله نفسه" قدّمت لكم بعض الفهم للكلام الذي قاله الله من قبل، والعمل الذي عمله الله من قبل، والصفات التي كشف عنها الله من قبل، فإنكم غير قادرين على تقديم تعريفٍ حقيقيّ وتوجيهٍ دقيق لكلمة "الله". كذلك لا تملكون توجيهات صحيحة ودقيقة ومعرفة بمكانة الله نفسه وهويّته، وهذا يعني مكانة الله بين جميع الأشياء وعبر الكون بأسره. يرجع السبب في ذلك إلى أنه، في الشركات السابقة حول الله نفسه وشخصيّة الله، كان المحتوى كلّه مبنيًّا على تعبيرات الله السابقة وإعلاناته المُسجّلة في الكتاب المُقدّس. ومع ذلك، يصعب على الإنسان أن يكتشف الذات والصفات التي كشف عنها الله وأظهرها في إطار أو خارج إطار تدبيره وخلاصه للبشريّة. ولذلك، حتّى لو فهمتم كيان الله وصفاته المُعلنة في العمل الذي عمله من قبل، فإن تعريفكم لهويّة الله ومكانته ما زال بعيدًا عن الهويّة والمكانة لله الفريد الواحد الذي يملك السيادة على جميع الأشياء، ويختلف عن هويّة الخالق ومكانته. الشركات المُتعدّدة الأخيرة جعلت الجميع يشعرون الشعور نفسه: كيف يمكن للإنسان أن يعرف أفكار الله؟ إذا كان لأحدٍ أن يعرف حقًّا، فإنه لا بدّ وأن يكون الله، لأن الله وحده يعرف أفكاره الخاصة، والله وحده يعرف الأساس والأسلوب فيما وراء كلّ شيءٍ يعمله. يبدو الأمر عقلانيًّا ومنطقيًّا لكم التعرف على هويّة الله بهذه الطريقة، ولكن من يمكنه أن يُخبِر من شخصيّة الله وعمله أن هذا هو بالفعل عمل الله نفسه، وليس عمل الإنسان، أي العمل الذي لا يمكن للإنسان إتمامه بالنيابة عن الله؟ من يستطيع أن يرى أن هذا العمل يقع تحت سيادة من له جوهر الله وقوّته؟ وهذا معناه، من خلال أيّة خصائص أو جوهرٍ تعرفون أنه هو الله نفسه الذي له هويّة الله وأنه من يملك السيادة على كلّ شيءٍ؟ هل فكرتم في ذلك؟ إذا لم تكونوا قد فكرّتم، فإن هذا يثبت حقيقةً واحدة: أن الشركات المُتعدّدة الأخيرة لم تُقدّم لكم سوى بعض الفهم للحقبة التاريخيّة التي عمل فيها الله عمله، ونهج الله، وإظهاراته، وإعلاناته خلال هذا العمل. على الرغم من أن هذا الفهم يجعل كلًّا منكم يُدرِك دون أدنى شكٍّ أن من عمل هاتين المرحلتين من العمل هو الله نفسه الذي تؤمنون به وتتبعونه، ومن يتعيّن عليكم دائمًا أن تتبعوه، فإنكم ما زلتم غير قادرين على إدراك أنه هو الله الموجود منذ خلق العالم، والذي يدوم وجوده إلى الأبد، كما أنكم غير قادرين على إدراك أنه من يقود البشريّة جمعاء ويسود عليها. بالتأكيد لم تُفكّروا في هذه المشكلة من قبل. سواء كان يهوه أو الرّبّ يسوع، ما جوانب الجوهر والإعلان التي يمكنكم من خلالها إدراك أنه ليس فقط هو الله الذي يتعيّن عليكم أن تتبعوه بل أيضًا من يأمر البشريّة ويملك السيادة على مصير البشريّة، وأنه علاوة على ذلك الله الفريد نفسه الذي يملك السيادة على السماء والأرض وجميع الأشياء؟ من خلال أيّة قنواتٍ تعرفون بأن من تؤمنون به وتتبعونه هو الله نفسه الذي يملك السيادة على جميع الأشياء؟ من خلال أيّة قنوات تربطون بين الإله الذي تؤمنون به والإله الذي يملك السيادة على مصير البشريّة؟ ما الذي يسمح لكم بمعرفة أن الإله الذي تؤمنون به هو الله الفريد نفسه الذي هو في السماء وعلى الأرض، وبين جميع الأشياء؟ هذه هي المشكلة التي سوف أحلّها في القسم التالي.

المشاكل التي لم تُفكّروا بها مطلقًا أو لا يمكنكم التفكير فيها يمكن أن تكون هي الأكثر أهميّة لمعرفة الله، والتي يمكن فيها البحث عن حقائق مبهمة للإنسان. عندما تحلّ بكم هذه المشاكل ويتعيّن عليكم مواجهتها وتتطلّب منكم اتّخاذ قرارٍ، وإذا لم تتمكّنوا من حلّها بالكامل بسبب حماقتكم وجهلكم، أو لأن تجاربكم سطحيّةٌ جدًّا وكنتم تفتقرون إلى معرفةٍ حقيقيّة لله، فسوف تصبح أكبر عائقٍ وأشدّ مانعٍ في طريق إيمانكم بالله. ولذلك أشعر أنه من الضروريّ للغاية الاشتراك معكم بخصوص هذا الموضوع. هل تعرفون ما هي مشكلتكم الآن؟ هل تتّضح لكم المشاكل التي أتحدّث عنها؟ هل هذه هي المشاكل التي سوف تواجهونها؟ هل هي المشاكل التي لا تفهمونها؟ هل هي المشاكل التي لم تحدث لكم مطلقًا؟ هل هذه المشاكل مهمّةٌ بالنسبة لكم؟ هل هي حقًّا مشاكل؟ هذه المسألة مصدر ارتباكٍ كبير لكم، وهذا يدلّ على أنكم لا تملكون فهمًا حقيقيًّا لله الذي تؤمنون به، وأنكم لا تأخذونه على محمل الجدّ. يقول بعض الناس "أنا أعلم أنه الله، ولذلك أتبعه، لأن كلامه هو تعبير الله. وهذا يكفي. ما الدليل الأكثر المطلوب؟ من المؤكّد أننا لسنا بحاجةٍ لإثارة الشكوك حول الله. من المؤكّد أنه ليس من المفترض أن نختبر الله. من المؤكّد أننا لسنا بحاجةٍ للشكّ في جوهر الله وهويّة الله نفسه؟" بغضّ النظر عمّا إذا كنتم تُفكّرون بهذه الطريقة، فإنني لا أطرح مثل هذه الأسئلة لأسبّب لكم الارتباك تجاه الله، أو لأجعلكم تختبرونه، ولا طبعًا لأثير بينكم شكوكًا حول هويّة الله وجوهره. ولكني أفعل ذلك لأشجّع فيكم فهمًا أكبر لجوهر الله ويقينًا أكبر وإيمانًا أوفر بمكانة الله، حتّى يصبح الله هو الإله الواحد في قلب كلّ من يتبعون الله، وحتّى يمكن استعادة المكانة الأصليّة لله – بصفته الخالق، حاكم جميع الأشياء، الله الفريد نفسه – في قلب كلّ مخلوقٍ. هذا هو أيضًا الموضوع الذي سوف أقوم بشركة بخصوصه.

دعونا الآن نبدأ في قراءة النصوص التالية من الكتاب المُقدّس.

1. الله يستخدم الكلام لخلق جميع الأشياء

(التكوين 1: 3-5) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ"، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى ٱللهُ ٱلنُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ ٱللهُ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ. وَدَعَا ٱللهُ ٱلنُّورَ نَهَارًا، وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا".

(التكوين 1: 6-7) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". فَعَمِلَ ٱللهُ ٱلْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلْجَلَدِ وَٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْجَلَدِ. وَكَانَ كَذَلِكَ".

(التكوين 1: 9-11) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِتَجْتَمِعِ ٱلْمِيَاهُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ". وَكَانَ كَذَلِكَ. وَدَعَا ٱللهُ ٱلْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ ٱلْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى ٱللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَقَالَ ٱللهُ: "لِتُنْبِتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ". وَكَانَ كَذَلِكَ".

(التكوين 1: 14-15) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ، وَتَكُونَ لِآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ". وَكَانَ كَذَلِكَ".

(التكوين 1: 20-21) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِتَفِضِ ٱلْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ ٱلْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ". فَخَلَقَ ٱللهُ ٱلتَّنَانِينَ ٱلْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ ٱلْأَنْفُسِ ٱلْحيَّةِ ٱلدَّبَّابَةِ ٱلْتِى فَاضَتْ بِهَا ٱلْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى ٱللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ".

(التكوين 1: 24-25) "وَقَالَ ٱللهُ: "لِتُخْرِجِ ٱلْأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا". وَكَانَ كَذَلِكَ. فَعَمِلَ ٱللهُ وُحُوشَ ٱلْأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَٱلْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ ٱلْأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى ٱللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ".

في اليوم الأوّل يولد نهارُ البشريّة وليلُها ويَثبُتان بفضل سلطان الله

دعونا ننظر في المقطع الأوّل: وَقَالَ ٱللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ"، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى ٱللهُ ٱلنُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ ٱللهُ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ. وَدَعَا ٱللهُ ٱلنُّورَ نَهَارًا، وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا" (التكوين 1: 3-5). يصف هذا المقطع أوّل عملٍ لله في بداية الخلق، واليوم الأوّل الذي قضاه الله وكان له مساءٌ وصباح. ولكنه كان يومًا استثنائيًّا: فالله بدأ يُجهّز النور لجميع الأشياء، وعلاوة على ذلك، فصل بين النور والظلمة. بدأ الله يتكلّم في هذا اليوم، وتوحّد كلامه وسلطانه جنبًا إلى جنبٍ. بدأ سلطانه في الظهور بين جميع الأشياء، وانتشرت قوّته بين جميع الأشياء نتيجةً لكلامه. من هذا اليوم فصاعدًا، تشكّلت جميع الأشياء وثبتت بسبب كلام الله، وسلطان الله، وقوّة الله، وبدأت في العمل بفضل كلام الله، وسلطان الله، وقوّة الله. عندما قال الله "لِيَكُنْ نُورٌ"، كان نورٌ. لم يشرع الله في أيّ عملٍ؛ فالنور ظهر نتيجةً لكلامه. كان هذا هو النور الذي دعاه الله نهارًا، والذي لا يزال يعتمد عليه الإنسان في وجوده اليوم. وبأمر الله، لم يتغيّر جوهره وقيمته قط، ولم يختفِ مطلقًا. يكشف وجوده سلطان الله وقوّته، ويُعلِن وجود الخالق، ويُؤكّد، مرارًا وتكرارًا، هويّة الخالق ومكانته. إنه ليس نورًا معنوياً أو وهميًّا، ولكنه نورٌ حقيقيّ يمكن أن يراه الإنسان. من ذلك الوقت فصاعدًا، في هذا العالم الخالي الذي كانت فيه "ٱلْأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ ظُلْمَةٌ"، ظهر أوّل شيءٍ ماديّ. جاء هذا الشيء من كلام الله، وظهر في أوّل عملٍ من خلق جميع الأشياء بسبب سلطان الله وكلامه. وبعد فترةٍ وجيزة، أمر الله بأن ينفصل النور عن الظلمة...تغيّر كلّ شيءٍ واكتمل بسبب كلام الله...دعا الله هذا النور "نهارًا"، والظلمة دعاها "ليلًا". ومنذ ذلك الوقت، ظهر أوّل مساءٍ وأوّل صباحٍ في العالم الذي أراد الله خلقه، وقال الله إن هذا كان اليوم الأوّل. كان هذا اليوم هو اليوم الأوّل من خلق الخالق لجميع الأشياء، وكان بداية خلق جميع الأشياء، وكان المرّة الأولى التي ظهر فيها سلطان الخالق وقوّته في هذا العالم الذي خلقه.

يستطيع الإنسان من خلال هذا الكلام أن ينظر إلى سلطان الله، وسلطان كلام الله، وقوّة الله. لا يملك أحدٌ سوى الله مثل هذه القوّة، وبالتالي لا يملك أحدٌ سوى الله مثل هذا السلطان، ولأن الله يملك مثل هذا السلطان فإن الله وحده هو من يملك مثل هذه القوّة. هل يمكن لأيّ إنسانٍ أو كائنٍ أن يملك مثل هذا السلطان والقوّة؟ هل هناك جوابٌ في قلوبكم؟ بصرف النظر عن الله، هل يملك أيّ مخلوقٍ أو غير مخلوقٍ هذا السلطان؟ هل سبق وشاهدتم مثالًا على مثل هذا الشيء في أيّة كتبٍ أو مطبوعاتٍ أخرى؟ هل هناك أيّ سجلٍ بأن شخصًا ما خلق السموات والأرض وجميع الأشياء؟ لا يظهر هذا في أيّة كتبٍ أو سجلّات أخرى؛ فهذه بالطبع هي الكلمات الوحيدة الموثوقة والقويّة عن خلق الله البديع للعالم، والتي يُسجّلها الكتاب المُقدّس، وهذه الكلمات تتحدّث عن السلطان الفريد لله والهويّة الفريدة لله. هل يمكن القول بأن هذا السلطان والقوّة يرمزان إلى الهويّة الفريدة لله؟ هل يمكن القول بأن الله يملكها، وليس سواه؟ لا شكّ أن الله وحده يملك مثل هذا السلطان والقوّة! لا يمكن لأيّ مخلوقٍ أو غير مخلوقٍ أن يملك مثل هذا السلطان والقوّة أو يحلّ محلّهما! هل هذه واحدةٌ من سمات الله الفريد نفسه؟ هل شهدتم على ذلك؟ هذه الكلمات سرعان ما تسمح للناس بوضوحٍ بفهم حقيقة أن الله يملك سلطانًا فريدًا وقوّة فريدة وهويّة ومكانة ساميتين. من هذه الخدمة أعلاه، هل يمكنكم القول بأن الله الذي تؤمنون به هو الله الفريد نفسه؟

في اليوم الثاني، يُرتّب سلطان الله المياه ويصنع الجَلَد ويظهر فضاءٌ من أجل البقاء الأساسيّ للبشر

دعونا نقرأ المقطع الثاني من الكتاب المُقدّس: وَقَالَ ٱللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". فَعَمِلَ ٱللهُ ٱلْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلْجَلَدِ وَٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْجَلَدِ. وَكَانَ كَذَلِكَ" (التكوين 1: 6-7). ما التغيّرات التي حدثت بعد أن قال الله "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ"؟ يقول الكتاب المُقدّس: "فَعَمِلَ ٱللهُ ٱلْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلْجَلَدِ وَٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْجَلَدِ". ماذا كانت النتيجة بعد أن تكلّم الله وعمل هذا؟ تكمن الإجابة في الجزء الأخير من المقطع: "وَكَانَ كَذَلِكَ".

تُسجّل هاتان العبارتان القصيرتان حدثًا رائعًا وتصفان مشهدًا بديعًا – المبادرة الهائلة التي نظّم فيها الله المياه وخلق فضاءً يمكن أن يوجد فيه الإنسان...

في هذه الصورة تظهر المياه والجَلَد أمام عينيّ الله في لحظةٍ، وينقسمان من خلال سلطان كلام الله، وينفصلان إلى أعلى وأسفل بالطريقة التي يُعيّنها الله. وهذا يعني أن الجَلَد الذي خلقه الله لم يكن يغطي المياه من أسفل وحسب، بل كان يدعم المياه من أعلى أيضًا...وفي هذا لا يسع الإنسان سوى أن يتعجّب حائرًا ويقف مذهولًا أمام روعة المشهد الذي نقل فيه الخالق المياه وأمر المياه وخلق الجَلَد بقوّة سلطانه. من خلال كلام الله، وقوّة الله، وسلطان الله، حقّق الله إنجازًا عظيمًا آخر. أليست هذه هي قوّة سلطان الخالق؟ دعونا نستخدم الأسفار المُقدّسة لشرح أفعال الله: تكلّم الله بكلامه، وبسبب كلام الله هذا كان هناك جَلَدٌ في وسط المياه. وفي الوقت نفسه، حدث تغييرٌ هائل في هذا الفضاء بسبب كلام الله هذا، ولم يكن تغييرًا بالمعنى العاديّ، بل نوعًا من الاستبدال صار فيه العدم شيئًا. وُلِدَ من أفكار الخالق، وأصبح شيئًا من العدم بسبب الكلام الذي تكلّم به الخالق، وعلاوة على ذلك، من هذه النقطة فصاعدًا أصبح مصيره الوجود والثبات من أجل الخالق وتحوّل وتغيّر وتجدّد بحسب أفكار الخالق. يصف هذا المقطع الفعل الثاني من أفعال الخالق في خلقه للعالم كلّه. كان تعبيرًا آخر عن سلطان الخالق وقوّته، وكان عملًا رائدًا آخر من أعمال الخالق. كان هذا اليوم هو اليوم الثاني الذي مرّ به الخالق منذ تأسيس العالم، وكان يومًا رائعًا آخر له: سار بين النور وصنع الجَلَد ورتّب المياه وحكمها، وتوحّدت أفعاله وسلطانه وقوّته للعمل في اليومٍ الجديد...

هل كان هناك جَلَدٌ في وسط المياه قبل أن ينطق الله كلامه؟ بالطبع لا! وماذا بعد أن قال الله: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ"؟ ظهرت الأشياء التي أرادها الله؛ كان هناك جَلَدٌ في وسط المياه وانفصلت المياه لأن الله قال: "وَلْيَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". وبهذه الطريقة، بعد كلام الله، ظهر شيئان جديدان، شيئان حديثان بين جميع الأشياء كنتيجةٍ لسلطان الله وقوّته. وما شعوركم إزاء ظهور هذين الشيئين الجديدين؟ هل تشعرون بعظمة قوّة الخالق؟ هل تشعرون بالقوة الفريدة والاستثنائيّة للخالق؟ ترجع عظمة هذه القوّة إلى سلطان الله، وهذا السلطان تمثيلٌ لله نفسه، وسمةٌ فريدة لله نفسه.

هل أضفى عليكم هذا المقطع شعورًا عميقًا آخر بتفرّد الله؟ لكن هذا أبعد ما يكون عن أن يكون أمرًا كافيًا؛ فسلطان الخالق وقوّته أبعد من ذلك. لا يقتصر تفرّده على أن له جوهراً يختلف عن جوهر أيّ مخلوقٍ، ولكن أيضًا لأن سلطانه وقوّته لا مثيل لهما ولا حدود لهما ويتجاوزان كلّ شيءٍ ويتساميان على كلّ شيءٍ، وعلاوة على ذلك، لأن سلطانه وماهيته وما لديه يمكنهما خلق الحياة وصنع المعجزات، ويمكنهما إبداع كلّ دقيقةٍ وثانية مدهشة واستثنائيّة، وفي الوقت نفسه، يمكنه أن يحكم الحياة التي يخلقها ويملك السيادة على المعجزات وعلى كلّ دقيقةٍ وثانية يخلقها.

في اليوم الثالث ولد كلام الله الأرض والبحار وسلطان الله جعل العالم يحفل بالحياة

دعونا نقرأ فيما بعد الجملة الأولى من التكوين 1: 9-11: "وَقَالَ ٱللهُ: لِتَجْتَمِعِ ٱلْمِيَاهُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ". ما التغيّرات التي حدثت بعد أن قال الله: "لِتَجْتَمِعِ ٱلْمِيَاهُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ"؟ وما الذي كان في هذا الفضاء بخلاف النور والجَلَد؟ مكتوبٌ في الأسفار المُقدّسة: "وَدَعَا ٱللهُ ٱلْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ ٱلْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى ٱللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ". وهذا يعني أنه صارت توجد الآن الأرض والبحار في هذا الفضاء، وأن الأرض انفصلت عن البحار. كان ظهور هذه الأشياء الجديدة يتبع الأمر الصادر من فم الله: "وَكَانَ كَذَلِكَ". هل تصف الأسفار المُقدّسة الله مشغولًا بينما كان يفعل ذلك؟ هل تصفه منخرطًا في عملٍ بدنيّ؟ إذًا، كيف عمل الله هذا كلّه؟ كيف أحدث الله هذه الأشياء الجديدة؟ من الواضح أن الله استخدم الكلام لتحقيق هذا كلّه، ولخلق هذا كلّه.

في المقاطع الثلاثة المذكورة أعلاه، علمنا بحدوث ثلاثة أحداثٍ كبرى. ظهرت هذه الأحداث الكبرى الثلاثة إلى حيّز الوجود من خلال كلام الله، وبسبب كلام الله ظهرت هذه الأحداث واحدًا تلو الآخر أمام عينيّ الله. وهكذا يمكن أن نرى أن الكلمات "لِأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ، وسوف يبقى ثابتاً" ليست كلمات جوفاء. جوهر الله مُؤكّدٌ في اللحظة التي يتم فيها تصوّر أفكاره، وعندما يفتح الله فاه ليتكلّم فإنه يُعبّر عن جوهره بالكامل.

دعونا نواصل إلى الجملة الأخيرة من هذا المقطع: "وَقَالَ ٱللهُ: "لِتُنْبِتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ". وَكَانَ كَذَلِكَ". بينما كان الله يتكلّم، ظهرت جميع هذه الأشياء إلى حيّز الوجود بعد أفكار الله، وفي لحظةٍ، كانت مجموعةٌ متنوّعة من أشكال الحياة الصغيرة الرقيقة تظهر برؤوسها من خلال التربة وقبل أن تزيل حتّى أجزاء التراب من على أجسادها كانت تُلوّح في لهفةٍ لبعضها البعض في تحيّةٍ وإيماءة وبسمة للعالم. كانت تشكر الخالق على الحياة التي منحها لها، وتُعلِن للعالم أنها جزءٌ من جميع الأشياء، وأن كلًّا منها سوف يُكرِس حياته لإظهار سلطان الخالق. عندما نطق الله كلامه، أصبحت الأرض خصبةً وخضراء، ونبتت جميع أنواع الأعشاب التي يمكن أن يتمتّع بها الإنسان ونمت من الأرض، وأصبحت الجبال والسهول عامرةً بالأشجار والغابات...أمّا هذا العالم القاحل، الذي لم يكن فيه أيّ أثرٍ للحياة، فتغطّى بسرعةٍ بمقدارٍ وفير من الحشائش والأعشاب والأشجار وصار يفيض بالخضرة...انتشر عبير العشب ورائحة التربة عبر الهواء، وبدأت مجموعةٌ من النباتات تتنفّس بالتوازي مع دوران الهواء، وبدأت عملية النموّ. وفي الوقت نفسه، بفضل كلام الله واتّباع أفكار الله، بدأت جميع النباتات دورات الحياة الدائمة التي تنمو فيها وتُزهِر وتحمل الثمار وتتكاثر. بدأت في التقيّد الصارم بدورات حياتها، وبدأت في أداء أدوارها بين جميع الأشياء...وُلِدَت جميعها وعاشت بسبب كلام الخالق. صارت تنال التدبير والعناية المتواصلين من الخالق، وأصبحت تتشبث دوماً بالبقاء في كلّ ركنٍ من أركان الأرض لإظهار سلطان الخالق وقوّته، وأصبحت تُظهِر دائمًا قوّة الحياة التي منحها الخالق إياها...

إن حياة الخالق استثنائيّة، وأفكاره استثنائيّة، وسلطانه استثنائيّ، وهكذا فإنه عندما نُطِقَ كلامه كانت النتيجة النهائيّة: "وَكَانَ كَذَلِكَ". من الواضح أن الله ليس بحاجةٍ للعمل بيديه؛ ولكنه يستخدم أفكاره وحسب للحكم وكلامه لإصدار أوامره، وبهذه الطريقة تتحقّق الأشياء. في هذا اليوم، جمع الله المياه معًا إلى مكانٍ واحد وجعل اليابسة تظهر، وبعد ذلك جعل الله العشب ينبت من الأرض، فنمت الأعشاب والبقول التي تُبزِر البذور والأشجار التي تحمل الفاكهة، وصنّفها الله بحسب نوعها وجعل لكلٍّ منها بذرتها. تحقّق هذا كلّه وفقًا لأفكار الله وأوامر كلام الله، وظهرت كلٌّ منها، واحدةً فواحدة، في هذا العالم الجديد.

قبل أن يبدأ الله عمله، كانت لديه بالفعل صورةٌ لما كان ينوي تحقيقه في ذهنه، وعندما بدأ الله في تحقيق هذه الأشياء، وأيضًا عندما فتح الله فاه ليتحدّث عن محتوى هذه الصورة، بدأت التغييرات في جميع الأشياء تحدث بفضل سلطان الله وقوّته. بصرف النظر عن كيفيّة قيام الله بذلك أو كيفيّة مباشرته لسلطانه، تحقّق كلّ شيءٍ خطوةً بخطوةٍ وفقًا لخطّة الله وبسبب كلام الله، وحدثت التغييرات خطوةً بخطوةٍ بين السماء والأرض بفضل كلام الله وسلطانه. أظهرت جميع هذه التغييرات والأحداث سلطان الخالق، وتفرّد وعظمة قوّة حياة الخالق. أفكاره ليست أفكارًا بسيطة أو صورةً فارغة، ولكنها سلطانٌ يملك حيويّة وطاقة استثنائيّتين، وهي القدرة على جعل جميع الأشياء تتغيّر وتتعافى وتتجدّد وتفنى. وبسبب هذا، تعمل جميع الأشياء بسبب أفكاره، وفي الوقت نفسه، فإنها تتحقّق بسبب الكلمات من فمه...

قبل أن تظهر جميع الأشياء، تشكّلت في أفكار الله خطّةٌ كاملة منذ القِدَم، وتحقّق عالمٌ جديد منذ زمنٍ بعيد. وعلى الرغم من أنه في اليوم الثالث ظهرت جميع أنواع النباتات على الأرض، فإن الله لم يكن لديه أيّ سببٍ يجعله يوقف خطوات خلقه لهذا العالم. لقد قصد الاستمرار في نطق كلامه، والاستمرار في تحقيق خلق كلّ شيءٍ جديد. كان يتكلّم ويُصدِر أوامره ويمارس سلطانه ويُظهِر قوّته، وقد أعدّ كلّ شيءٍ خطّط لإعداده لجميع الأشياء والبشريّة التي قصد أن يخلقها...

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.