تحوُّل رجل ساقط

2019 سبتمبر 30

بقلم تونج شين – إقليم فوجيان

وُلدت في الريف، حيث ترجع أُصولي إلى بسطاء المزارعين؛ وفوق ذلك، كانت أسرتنا قليلة العدد، لذلك كنا نتعرَّض للظلم في كثير من الأحيان. وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري، تعرَّض طفل للضرب من قِبَل شخص من خارج قريتنا. اتّهم سكان القرية أبي زورًا بتحريضه، وقالوا إنّهم سيفتشون منزلنا، ويصادرون ممتلكاتنا، وسيأخذون خنازيرنا، وحتى سيضربون أبي. وفي ذات مرّة أيضًا استولى قروي آخر على شباك صيد الأسماك الخاصة بنا واحتفظ بها لنفسه. وعندما ذهب والدي لردها، ضرب القروي والدي، معتمدًا على سلطته ونفوذه. كان والدي لا يأكل إلا فطيرًا متواضعًا لأنه يعرف أنه لا مال له ولا سلطة. وكانت والدتي تقول لي ولإخوتي أنّه يجب علينا أن نكافح من أجل أنفسنا في المستقبل، وألا نعيش أبدًا عرضة لبطشٍ من هذا القبيل في حياتنا. منذ صغرى أبغض الظلم في المجتمع، لذا عقدت العزم على التفوق على الآخرين في المستقبل وعلى كسب احترامهم، وألاّ أتعرَّض لقمعٍ أبدًا. فاجتهدت في دراستي، ولكنّي لم أكُن نابغًا بالقدر الذي يسمح لي بالالتحاق بأي جامعة؛ لذلك اخترت التدرّج في الجيش، والتحقت به بسهولة عن طريق العلاقات.

في بداية التحاقي بالجيش كنت أهُبُّ لاتخاذ جميع الأعمال الصعبة والقذرة وإظهار استباقي لإقناع قادتي بي والترقّي في المستقبل. ولكن مهما حاولت جاهدًا لم أستطع حتى الوصول إلى منصب رئيس فرقة. وكنت دائمًا هدفًا لسخرية وبطش رفاقي لأن ملابسي رثّة ولا أنفق إلا القليل، مما زاد من رغبتي في التفوّق. وبعد ذلك، وبناءً على نصيحةٍ من زملائي بالقرية، علمت أن التقييمات والترقيّة في الجيش لا تعتمد على الاجتهاد في العمل، بل بالأحرى على تقديم الهدايا. وبالرغم من أنّى شعرت أن هذا الأمر مثير للاشمئزاز، اضطررت إلى اتّباعه بوصفه السبيل الوحيد للترقّي. ولذلك، صمَّمت على توجيه كل مدّخراتي لتقديم الهدايا لقادتي وإقامة علاقات. وبعد ذلك تمكّنت أخيرًا من الالتحاق بالأكاديمية العسكرية. ولكن بعد تخرّجي، تم تعييني للطهي في المطعم لأنني لم يكن لدي مالًا كافيًا لتقديم هدايا؛ وبعد ذلك تم إلحاقي بقسم الإمداد، ولكن بالاسم فقط. وفهمت بعد عدة سنوات من الحياة العسكرية، أن البيروقراطيين لا يجازوا أبدًا مقدمي الهدايا، وأنه لا يمكنك إنجاز أي شيء دون لعق أحذيتهم. إذا كنت تريد الحفاظ على موطئ قدم، عليك تجربة كل الوسائل لكسب المال وتقديم الهدايا، وإلاّ فلن تحقق أي شيء مهما كانت قدراتك كبيرة. ولتحقيق طموحي، بدأت في كسب المال وجمع الأموال في كل مكان: فبالغت فيما هو مطلوب وفي الكميات عن قصد عند شراء الطعام، وحصلت على قدر قليل من المال القذر؛ وعندما رأيت غيري من القائمين على الإمداد يبيعون الأرز، قمت أنا سرًا ببيع شاحنة أرز من الجيش فحققت عدة آلاف يوان، وهلم جرا. وعلى الرغم من أنني أؤمن بيسوع منذ طفولتي وأعلم بكل وضوح أن هذه الأعمال التي كنت أفعلها تُعد جرائم، فقد كنت أيضا قلقًا باستمرار من أن يتم اكتشاف أمري وأُدان في يوم من الأيام، ولكن الرغبة في الترقّي دفعتني إلى أن أفعل تلك الأشياء ضد ضميري. فما أن أدّخر بعض المال، حتى أتملّق به رؤسائي وأمنحهم الهدايا التي تروق لهم. في كل مرة يجئ فيها رئيس لزيارتي أنشغل بالذهاب معه للشرب والغناء، والاتصال بالعاهرات ... فعلت كل شيء يمكن أن يجعلني أجد حظوة مع الرؤساء.. حاولت أن أتملّقهم بكل وسيلة ممكنة. وكلما احتاج الرؤساء إلى بعض المساعدة، كنت أسعد بتقديم خدماتي. كل مَن كان على علاقة جيدة مع الرؤساء، أحاول أن أقترب منه لأحصل على توصية إيجابية. وخلال تلك السنوات، صعدت بسرعة إلى منصب قائد كتيبة باللجوء إلى هذا النوع من الفلسفة الدنيوية. برزت أخيرًا وأصبح بمقدوري أن أعود إلى بيتي مُمَجدًا! بعد ذلك، كنت في كل مرة أعود إلى البيت، يلتف حولي سكان القرية، ويكيلون لي الإطراء والثناء، وهو ما أرضى غروري كثيرًا. فنَمَت طموحاتي ورغباتي بعد ذلك. كما يقول الناس، "أنت تصبح مسؤولًا من أجل الغذاء والملابس الجيدة"، و"السلطة تُكتسب لاستغلالها قبل زوالها"، و"لا يوجد قَط شيء اسمه مسؤول غير فاسد". لذلك، بدأت أتمتّع بامتيازات المسؤول، فأصبحت أريد الحصول على الأشياء مجانًا أينما ذهبت، وإذا طلب أشخاص المساعدة مني، أطلب منهم الهدايا، ولم أكن أساعدهم إذا كانت الهدايا غير كافية. وبدأت أشتهي الأطعمة الشهية والملابس الفاخرة، وبدأت أتعالى. وحيث أنى كنت في الواقع مثل "طفل ذهبي" مع قادة مهمين مثل القائد والمفوض السياسي، أصبحت متعجرفًا حتى أنني كنت أبطش بالناس من خلال التباهي بعلاقاتي القوية، وأطلب هدايا من المرؤوسين باسم هؤلاء الرؤساء. هذه هي الطريقة التي تحوّلت بها من صبي ريفي مسيحي بسيط إلى شخصٍ جشع، مخادع ومتغطرس.

وكشخص فسد وسقط، كنت أُسقِط ما بطبيعتي الفظيعة على الآخرين. وكثيرًا ما راودتني شكوك لا أساس وجيه لها أن زوجتي الجميلة التي تعمل في شركة أجنبية لها علاقات خاصة؛ مما أدّى إلى زيادة الصراع والقطيعة بيننا. وفي عام 2006، دفع هذا زوجتي إلى أقصى حد وبدأت مسار الطلاق؛ وشعرت أنا كأنه عار كبير بالنسبة لي، ولم أكن لأوافق عليه. وكثيرًا ما مكثت أفكّر في وقت متأخر من الليل في حياتي. فكّرت بيني وبين نفسي: لقد كنت عازمًا على التفوّق منذ طفولتي، وأنا وزوجتي على حد السواء نحقق نجاحا في حياتنا المهنية. وظروفنا كأسرة جيدة من كل ناحية، ويحسدنا عليها كثيرون. فلماذا أعيش أنا في هذا الألم، ولماذا وصل بنا الأمر إلى حد طلب زوجتي الطلاق مني؟ حتى ابننا يعاني معنا أيضا. هل تسير حياتي بالطريقة التي أريدها؟ ما الذي أعيش من أجله على وجه التحديد؟ في ذات الوقت الذي كنت أشعر فيه بالضياع والارتباك، قبلت زوجتي خلاص الله القدير في الأيام القليلة الماضية. فمن خلال الاجتماعات المتكررة والشركة مع الإخوة والأخوات، زاد تفاؤلها أكثر وأكثر، وتوقفت عن الجدل معي، ولم تعد تذكر الطلاق مرة أخرى. وبدلًا من ذلك، كانت مشغولة تعظ بالإنجيل وتؤدي واجبها. في وقت لاحق، بدأت أنا، مدفوعًا من زوجتي وأمي، أؤمن بالله القدير.

وبفضل الحياة في الكنيسة، فهمت أن الله قدّوس وبار، وأنه يبغض كثيرًا دنس البشر وفسادهم. فكّرت في الطرق القذرة التي تدرّجت بها في الترقّي في الجيش، وأنه لا يمكن أن يخلصني الله إذا لم أغيّر شخصيتي السابقة، لذلك بدأت في قراءة كلمة الله بنهم، آملًا أن أجد فيها حلًا. وذات يوم قرأت كلمات الله هذه: "وبما أن الإنسان قد وُلد في هذه الأرض القذرة، فقد تعرض لابتلاء شديد من المجتمع، وتأثر بالأخلاق الإقطاعية، وحظي بالتعليم في "معاهد التعليم العالي". نجد أن التفكير المتخلف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الدنيئة إلى الحياة، والفلسفة الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وأسلوب الحياة والعادات المتسمة بالانحراف – كل هذه الأشياء دخلت عنوة إلى قلب الإنسان، وأفسدت ضميره وهاجمته بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيداً كل البعد عن الله، وراح يعارضه أكثر من أي وقت مضى" (من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كشفت كلمات الله الأسرار في أعماق قلبي؛ لقد هزّتني بشدة. على مدى سنوات خدمتي في الجيش، كنت قد اتّبعت "القواعد غير المُعلنة" في العالم من أجل التميز. أشياءٌ كثيرة كنت قد فعلتها أثقلت ضميري. فقد أصبحت ثريًا عن طريق تحقيق مكاسب غير مشروعة، وعشت حياة مظلمة وفاسدة، حيث كنت باستمرار منغمسًا في الخطيئة، غير أني لم أشعر بأي عارٍ. ولم تسمح لي كلمات الله فقط بالتمييز بين الخير والشر، ولكن جعلتني أيضًا أرى بوضوح جذور سقوطي وفسادي. واتّضح أن هذه الآفات جاءت من الشيطان. وكان الشيطان هو الذي حوّل هذا البلد إلى مستنقع من الشر والفوضى، حيث تعرّض أُّناس أُمناء لا حول لهم ولا قوة إلى الظُلم، وكافحوا من أجل البقاء، بينما ازدهر الأقوياء، وذَوِي النفوذ والمستبدين. وتفشَّت في هذا المجتمع البِدع والمغالطات مثل "اللهم نفسي"، "يصبح المرء مسؤولًا من أجل الغذاء الشهي والملابس الفاخرة"، "اكتسب السلطة لإستغلالها قبل زوالها"، "لا يوجد قَط شيء اسمه مسؤول غير فاسد"...وهَلُمَّ جرَّا. لقد أَضلّتني هذه الأقوال الفظيعة، وضللت طريقي بسبب القمع الذي أحاط بي، وتخلّيت عن المبادئ الإنسانية، وسعيت للمناصب العالية بلا ضمير، وقبعت في حمأة الخطيئة. وأصبحت في نهاية المطاف شخصًا شريرًا لا يسعى لشيء سوى الثروة، وإساءة استخدام السلطة لتحقيق مكاسب شخصية، واختلست الأموال العامة. ومن الدينونة في كلمات الله، رأيت غضب الله الشديد وقداسته، وفهمت أن الإساءة لشخصيته البارة غير مسموح بها قط، فأسفت على أفعالي الشريرة، وملأ الخوف قلبي، وشعرت أنه لو لم يكن الله قد خلصني في الوقت المناسب وأخرجني من حمأة الشر، كان الله سيلعنني ويؤدبني على ما فعلت. أشكر لله لأنه سمح لي برؤية النور مرة أخرى، وبفهم مبادئ الإنسانية. ومنذ ذلك الحين، لم أعُد أفعل تلك الأشياء التي جلبت العار لاسم الله.

كلما زاد فهمي للحق أكثر فأكثر، اختبرت خلاصًا من عند الله أكبر وأكثر عمقًا. في عام 2009، كنت قد اتممت 20 عامًا من الخدمة في الجيش. ووفقا للّوائح الوطنية، تم السماح لي بالخروج والبحث عن عمل بمعرفتي. لقد عزمت على نبذ الشر وفعل الخير، لذلك تركت الجيش واخترت الانتقال إلى العمل المدني، وسأعمل بكل قلبي وروحي من أجل الله. ولكن رئيسي حاول إقناعي بالبقاء، وطلب مني أن أُعيد النظر مليًا، ووعدني رئيس آخر، أكبر منه سنًا، ذو منصب رفيع، أنني سوف أرتقي إلى نائب رئيس فرقة إذا واصلت العمل بجد. لقد ترددت قليلا، فهذه هي الفرصة التي كنت أتوق إليها ليل نهار! لم أستطع التخلّي عن التفكير في هذا المنصب، لذلك طلبت مساعدة من الله وصليت، "آه يا إلهي، شَغل منصب رفيع كان حلمي دائما، وقد أُتيحت لي تلك الفرصة الآن، وأنا لا أعرف كيف أختار. فأرشدني وقدني أنت!" وقد وهبتني كلمات الله التالية استنارةً:" وإن كنت في مركز عالٍ، وسمعة كريمة، ولديك معرفة غزيرة، وتمتلك العديد من العقارات ويدعمك أناس كثيرون، غير أن هذه الأمور لا تمنعك من المجيء أمام الله لقبول دعوته وإرساليته، وتنفيذ ما يطلبه منك، عندها فإن كل ما ستفعله سيكون ذا أهمية كبيرة للأرض وذا خير كبير للبشرية. إن رفضتَ دعوة الله من أجل مكانتك وأهدافك الخاصة، فكل ما ستفعله سيكون ملعونًا وسيَرْذُلُك الله "(من "الله هو من يوجِّه مصير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "يأتي الناس إلى الأرض ومن النادر أن يقابلوني ومن النادر أيضًا أن تكون لديهم فرصة للسعي وراء الحق والحصول عليه. لماذا لا تقدرُّون هذا الوقت الجميل على أنه طريق السعي الصائب في الحياة؟" (من "كلمات للشباب والشيوخ" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كل كلمة من الله هزّت ضميري، وأيقظتني من ترددي. ها أنا لي امتياز التلامس مع العمل الذي يجري على أرض الله المتجسد، وفرصة ثمينة للبحث عن الحق والعمل من أجل الله. يا لهما من مجدٍ ونعمةٍ من الله! فأي مهنة في العالم يمكن أن يكون لها معنى أكثر من العمل لدى الخالق؟ فحتى لو كنت أنت في أعلى المناصب، أوكنت أعلى المسؤولين جميعًا، فإن لم تعرف الله، ولم يحدث أي تغيير في تصرفك، سيعاقبك الله في نهاية المطاف. وكم من أُناسٍ في مناصب رفيعة وقعوا في كوارث وتوفوا في سنٍ صغير. وكم من مسؤولين من ذوي المناصب الرفيعة قد سقطوا سقوطًا مهينًا، ووصلوا إلى نهايةٍ مخيفة. أمّا بالنسبة لي، فقد جاهدت باستماتة في محاولة أن أبرز كموظف، مما أدّى بي إلى تدمير نفسي إلى حد التشوّه والدنس، وعشت حياة بالكاد تُعد آدمية. ثم قادني الله مرة أخرى من الطريق الخطأ، وأظهر لي بوضوح طريقا لحياة إنسانية. كيف لي أن أستمر في هذه المخاطر وأعود إلى طرقي القديمة؟ في النصف الأول من حياتي تعرّضت لبلايا الشيطان وخداعه، وأنزل بي آلامًا كبيرة. لن أقدر أن أقضي نصف حياتي الآخر في عبودية الشيطان، واستغلاله، وفساده. عليّ أن أغيّر الطريقة التي أعيش بها، واتّبع الله بثبات، وأسير في طريق السعي إلى الحق، وأعيش حياة ذات معنى. لذلك عقدت العزم على أن أجد وظيفة بمعرفتي وأترك الجيش تماما. ولكن لأن فسادي الذي زرعه الشيطان بداخلي كان عميقًا جدًا، وفكرته السامة أن أبرز وأكون شخصًا مهمًا كانت قد تأصّلت جذورها العميقة في قلبي، وغالبًا ما كانت تعطّلني عن اتّباع الطريق الصحيح. لقد عمل الله فيّ المزيد من الدينونة والتوبيخ حتى يقودني إلى الحياة عبر الطريق الصحيح، حتى أنّى حصلت على خلاص أعظم من عند الله.

بعد قيامي بواجبي في الكنيسة لبعض الوقت، رأيت أن بعض قادة الكنيسة كانوا صغار السن للغاية وكان أحدهم صديقي، مما جعلني أشعر بعدم الارتياح. وفكرت: لم يكن أي من مناصبكم في العالم الأرضي رفيعا مثل منصبي، ولكن مناصبكم الحالية في الكنيسة أعلى من منصبي. إذا كان بمقدوركم أن تكونوا قادة، فأنا أقدر منكم على هذا! لذلك عملت جاهدًا في سعيي هذا. كنت أستيقظ في الخامسة من كل صباح لقراءة كلمات الله، وتحديد أهدافًا لنفسي – مع الاستماع كل يوم إلى ساعتين على الأقل من الوعظ والشركة عن الدخول إلى الحياة، وتعلّم ثلاث ترانيم كل أسبوع، وأيضًا التخطيط لتعلّم كل ترانيم كلمة الله. وبذلت جهدًا أكبر في أداء واجبي في الكنيسة. وكلما كان هناك أي شيء أستطيع أن أفعله في الكنيسة، كنت أسارع إلى القيام به مهما كان صعبًا أو مرهقًا. وفي الوقت نفسه، كنت أتفاخر بخبرتي ومهاراتي في الجيش أمام الإخوة والأخوات، ورحت أرفع أنفي عاليًا في استعلاء إزاء مكاتبات قادة الكنيسة، أو أستخف بشكل ماكرٍ من الطريقة التي يتعاملون بها مع القضايا أو المشكلات. بذلك، تمكنت من شق طريقي مباشرةً إلى الأمام، وكافحت من أجل اكتساب شهرة، على أمل الحصول على منصب رسمي في الكنيسة في أقرب وقت ممكن. أخيرًا في عام 2011، تم اختياري قائدًا في الكنيسة كما كنت أتوقّع. كنت متحمسًا جدًا وأنا أستعد لإبراز نفسي وإنجاز أشياء كثيرة ليقتنع الآخرون بي. ومع ذلك، ذكّرتني زوجتي مرّات عديدة أنني لم أكن أهلًا لقيادة الآخرين، واقترحت عليّ أن أستقيل. لم يكن أمامي أي خيار سوى الاستقالة، ورشّحت إحدى الأخوات لتكون القائدة. ومع ذلك، لم أكن قد توصّلت إلى مصالحة مع هذا الوضع في قلبي. وبمضي بعض الوقت، وجدت بعض أوجه القصور لدى القائدة في كيفية تعاملها مع المشاكل، وأطل طموحي مرة أخرى برأسه. أقترحت على القائدة بشكل غير مباشر أن تتحمّل المسؤولية وتستقيل، الأمر الذي سيتيح لي الفرصة لاختياري في الانتخابات القادمة. ولكن الأخوات والإخوة، الذين سمعوا بقولي هذا، حللوا شخصيتي قائلين أنني كنت شديد الدهاء والطموح، وأنني أريد دائمًا السيطرة على الكنيسة، لذلك استبعدوني من منصب رئيس المجموعة. ببساطة، لم أستطع أن أتقبّل ذلك. لقد كنت شخصًا كفء ذا قدرات. كيف يمكن أن أكون غير مناسب حتى كقائد مجموعة! وظللت لعدة أشهر يتملكني شعور شديد بعدم الرضا في قلبي، ولم أكن سعيدًا مع الإخوة والأخوات، لذلك لم أتحدَّث كثيرًا في الاجتماعات. كانت روحي مليئة بالظلام، ولم أستطع أن أجد الله. ووسط هذا الألم، طلبت من الله أن يقودني إلى خارج الظلمة. وذات يوم قرأت كلمات الله، وكانت تقول:" في اختبار الإنسان اليوم، تصطدم كل خطوة من خطوات عمل الله بتصورات الإنسان، ولا يمكن لفكر الإنسان أن يتخيلها، فهي تتجاوز توقعاته. يقدم الله كل ما يحتاجه الإنسان، وفي كل الأحوال يتعارض هذا مع تصورات الإنسان...عندما تُضرب تصوراتك، فإنك تقبل معاملة الله، وبهذه الطريقة فحسب يمكنك التخلص من فسادك "(من "لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "إذا لم تطيعوا الآن فستُلعَنون في الآخرة، أستسعدون حينها؟ أنتم لا تعيرون طريق الحياة اهتمامًا إنما تركّزون فقط على مكانتكم ولقبكم، فما هو شكل حياتكم؟ ... أنت لا تهتمّ بطلب التغيير الشخصي والدخول إليه، إنما تهتمّ دائمًا بتلك الرغبات الجامحة والأمور التي تقيّد محبتك لله وتمنعك عن الاقتراب منه. هل يمكن لهذه الأمور أن تغيّرك؟ هل يمكنها أن تُدخِلَك الملكوت؟ "(من "لماذا لا تريد أن تكون خصمًا؟" في "الكلمة يظهر في الجسد") نخست كلمات الله عن الدينونة قلبي، مما جعل نفسي المتمرِّدة تشعر بالخجل والحرج. حتى ذلك الحين لم أُدرك أن كل ما حدث لي مؤخرًا، مع أنه لم يكن ما أردت، لم يكن يعني أن الناس كانت تسعى لمضايقتي فحسب. بل كان الناس هم حُكم الله العادل عليّ، وفي الوقت نفسه كان خلاص الله لي. عمل الله في ذلك الوقت كان يهدف إلى تغيير أفكار الناس القديمة ومنظورهم، من أجل خلاصهم من نفوذ الشيطان، وحتى يربحوا الحق والحياة من الله في أن يعيشوا حياة مشرقة. إنني لم أسلك الطريق الصحيح ولم أسعَ لربح الحق كحياة لي، ولكن سعيت إلى المناصب والشهرة، بل لجأت إلى تدبير الحيل والمخططات مما لا يختلف عن سعيي إلى أن أصبح مسؤولًا وشخصًا ذا أهمية. ألم يكن هذا ضد عمل الله وإرادته لخلاص البشرية؟ كيف كان يمكنني أن أربح الحق وأعيش حياةً ذات معنى إذا واصلت سعيي وراء هذه الأشياء؟ وإذا لم أتراجع، ألن يكون ذلك قد دمرني وجعلني هدفًا لعقاب من الله عندما يكمل عمله؟ فمن خلال من حولي، قام الله بتقليم بعض جوانب فيّ وتعامل معي "بلا رحمة"، فأخذ مني مكانتي، وحطَّم طموحاتي ورغباتي حتى يمنعني من اتّباع الطريق الخطأ، وليُصحّح أفكاراً معيبة في سعيي، ويجعلني ألتفت إلى الوراء. ثم فهمت شخصية الله الصالحة والمقدسة، وأن نواياي، ودوافعي، وحتى كل فكرة من أفكاري وعملي كان مكشوفا أمام عينيه. لقد أجرى الله خلاصي الحقيقي في نفس الوقت الذي أظهر فيه جلاله. وبعد أن تعرًّفت على نعمة خلاص الله، لم أكن أسمح لنفسي بالتورُّط في فقدان منصبًا، وتوفرَّت لي الرغبة في اتّباع الحق. لقد أحبني الله كثيرًا حتى أنه حاول أن يخلّصني، لذلك لم يكن ممكنًا أن أخذله. كان عليّ أن أطيع تدابير الله، وبغض النظر عمّا إذا كنت قائدا أو شخصًا عاديًا، يجب أن أتّبع الحق وأقوم بواجبي بقدر الإمكان.

وبعد ذلك بستة أشهر، رتَّبت القائدة في الكنيسة لي أن أواصل حياتي الكنسية في كنيسة أخرى كان يتم اختيار قادتها في ذلك الوقت. وعندما علمت أنّي قد سبقت جميع الإخوة والأخوات في الإيمان بالله، شعرت بسعادة بالغة وفكّرت: ها هي فرصتي. أخيرًا أستطيع إظهار قدراتي كقائد. على أي حال، فأنا لدي خبرة أكثر في الحياة وآمنت بالله قبلهم، وأنا أفضل شخص لهذا المنصب. وبينما كنت أستعد لتقديم نفسي جيدًا لهم، تم نقل واحدة من الأخوات من الكنيسة السابقة للحاق بالانتخابات. كنت أخشى أن تكشف عن فضيحتي السابقة في تهافتي على المنصب، فيكون أمرًا مُخزيًا بالنسبة لي، لذلك اضطررت للتخلي عن خطتي المبدئية. وقررت أن أسعى إلى انتخابي كرئيس مجموعة ثم أشق طريقي خطوة بخطوة بعد ذلك. لم أكن أتخيل أنني لن يتم انتخابي كقائد مجموعة، ولكن بدلًا من ذلك سيتم الترتيب لي لأقوم ببعض الأعمال البسيطة التي تتطلب توزيع كتب كلمات الله على الإخوة والأخوات. أنا، قائد الكتيبة المحترم، أركض في المكان للقيام بمهام بسيطة. لقد وجدت هذا الأمر من الصعب تقبّله. ولكن بعد أن جرت علىَّ دينونة الله وتوبيخه لي، فهمت أن هذا هو حُكم الله وتدابيره. كان الله يتعامل مع رغبتي في أن أتولى منصبًا، لذلك تخلّيت عن ذاتي وأطعت. ولكن، قبل أن يمر وقت طويل غَصّ المكان الذي كنت أحضر فيه الاجتماعات بالشرطة، لذلك رتبت الكنيسة لي مكانًا آخر للقاء أختين أخرتين مسنتين. أما فيما يتعلق بقائدة الكنيسة، فلم تكن تستطيع الحضور في كثير من الأحيان لأداء واجبها في إروائنا لأنها كانت تتعرض للاضطهاد من قبل الحزب الشيوعي الصيني. في هذا الوقت، لم يكن باستطاعتي تحمّل هذا الأمر لفترة أطول من ذلك: وبغض النظر عن قيامي بالأعمال البسيطة، يجب عليّ أن ألتقي مع هؤلاء الشيوخ ذوي القدرات الضعيفة. كيف وصل بي الأمر إلى هذا الحد؟ وكلما فكّرت في ذلك، ساورتني مشاعر أسوأ، حتى أنني شعرت أن الحياة لا تستحق العيش. فصليت مُتألمًا إلى الله بلجاجة وطلبت استنارته. وذات يوم قرأت كلمات الله، وكانت تقول: "ما أنسب طريقة للسعي في طريق اليوم؟ أي نوع من الشخصيات يجب أن ترى نفسك عليه في سعيك؟ يجب أن تعرف كيف تتعامل مع كل شيء يحدث لك الآن، سواء أكان ذلك تجارب أم ألمًا أم توبيخًا بلا رحمة أم لعنات؛ فيجب أن تفكر في كل ذلك مليًا" (من "أولئك الذين لا يتعلمون ولا يعرفون شيئًا: أليسوا حيوانات؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ومن كلمات الله، فهمت أنني كنت مدفوعًا بطبيعتي الشيطانية المتعجرفة، وأنني انحرفت عن إرادة الله، وسرت في الطريق الخطأ وراء الشهرة والمناصب. ونتيجة لذلك، كنت أعتبر الواجبات التي تحمل "الألقاب الرسمية" هي فقط المهمة، واحتقرت الواجبات الأخرى، حتى أنّي كنت أبغض الإخوة والأخوات ذوي المكانة المتواضعة، بل أنني شعرت أن مكانتي تتدنى بوجودي معهم. وتسللت المكانة والشهرة والثروة إلى رأسي. ولم أكن أعرف أن في بيت الله، جميع الواجبات متساوية، وأن إخوتي وأخواتي، وكل المخلوقات لهم مكانة متساوية. ولا يمكن لمنصبي الرفيع في عالم الأرض أن يغيّر هذه الحقيقة أبدًا. وبالتفكير على هذا النحو، شعرت بارتياح كبير. وعلى الرغم من ذلك كنت أعرف أن الشهرة والمكانة كانتا نقطتي ضعفي القاتلتين، فصلّيت إلى الله طالبًا المزيد من الحق لحل هذه المسألة. وبعد ذلك، كنت أستمع إلى بعض عظات الشركة عن الدخول إلى الحياة، وكانت تطرح هذه الأسئلة: "هل من المنطقيّ برأيك أن يشغل الناس مناصب ويعتزّوا بها؟ يجب أن ترى بوضوحٍ المكانة والشهرة وألا تبالي بهما. إنها أمورٌ فارغة ولا معنى لها. فالمكانة العالية لا تضمن البركات. إذا لم تكن شخصيَّتك جيِّدة، قد تتسبَّب المكانة العالية في بليَّةٍ لك. وإذا كنت لا تطلب الحقّ، فإن تلك المكانة ستكون مصدرًا للشرّ الهائل عليك. لا يمكنك بدون الحقّ رؤية الأشياء بوضوحٍ، والمناصب قد تدمّرك بكلّ سهولةٍ. ... لا يمكنك أن تكون قائدًا دون طلب الحقّ؛ فهذا يمكن أن يهدمك. أمَّا إذا طلبت الحقّ، فمن الممكن أن تجعلك القيادة كاملاً" (من "فوارق وحلول القادة الكذبة وأضداد المسيح والأشرار" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (7)"). "يبدو أن الناس صالحون عندما لا يتولّون السلطة، ولكن بمُجرَّد تولِّيهم السلطة سوف يُظهِرون صفاتهم الحقيقيَّة. كيف يمكن للسلطة كشف الناس؟ عندما يكون الشخص عاديًّا، يبدو مهذّبًا ومحترمًا ومستقيمًا. وبمُجرَّد تولّيه السلطة يصبح منحرفًا. أيّ نوعٍ من المشكلات هذا؟ البشر الذين أفسدهم الشيطان كلّهم لهم ذات الطبيعة" (من "كيف يجب أن يتعاون الناس مع عمل الله في تكميل الإنسان" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (3)"). هذه الكلمات فتحت عيناي فجأة فرأيت أن السعي إلى المكانة أجوف ولا معنى له. إن تعظيم شأن المكانة وعدم السعي إلى الحق لا يؤديا إلاّ إلى تحطيم الناس. لك في تجربتي في الجيش مثال – عندما كنت جنديًا في الجيش كنت أكره المسؤولين الفاسدين. ولكن، مع استمراري في الترقّي، بدأت أفسد، حتى أصبحت في النهاية مسؤولًا فاسدًا حقًا. إن الذين في مناصب رفيعة بدوا صالحين وأُمناء قبل وصولهم إلى تلك المراكز. ولكن بمجرد تولّيهم السلطة، بدأوا يتصرفون بشكل مستبد ويرتكبون جرائم لا تُعد ولا تُحصى. هذه الحقائق كانت كفيلة بإيضاح أنه بعد أن أفسد الشيطان الناس، فإنهم جميعًا، وبلا استثناء، أصبحوا عُرضة لتجربته وخداعه؛ وإن لم يسعوا إلى الحق ويغيّروا شخصيتهم، فإنه لا مفر لهم من أن يصبحوا فاسدين وفاعلي شر بمجرد أن يحصلوا على السلطة و المكانة الرفيعة سواء كان ذلك في العالم الدنيوي أو في بيت الله، وفي نهاية المطاف ينالون عقابهم العادل من الله. وبالتفكير في هذا، شعرت بالخوف والامتنان. واتّضح لي أن إحباطاتي المتكررة كانت هي خلاصي الذي تم نتيجةً لمحبته لي! وحيث أنني كافحت من أجل الصعود في عالم العمل الرسمي لسنوات عديدة، فقد تلوثت بسموم الشيطان. ويمكن القول إنني كنت مزيجًا من الغطرسة والدهاء والأنانية والجشع. ولكن بعد أن آمنت بالله، أعطيت المكانة أكثر كثيرًا مما تستحق، ولم أسعَ فعليًا للحق. ونتيجةً لذلك، لم أصِل إلاّ إلى قدر قليل من الحق في ذلك الحين، وكان خوفي من الله محدودًا. إذا حصلت فعليًا على منصبٍ عالٍ، لما أصبحت سوى شخصٍ طموحٍ، ولتصرفت على نحو استبدادي كما كنت أفعل في الجيش، وكان سينتهي بي المطاف بنيل العقاب على الاستهانة بشخصية الله. وبفضل الاستنارة التي منحني الله إياها، استطعت أن أرى بوضوح السعي للشهرة والمكانة العالية في جوهره وما يترتب عليه من نتائج، والأهم من ذلك أنني استطعت أن أرى أهمية السعي إلى الحق.

بعد ذلك بدأت تركيز جهودي على كلمات الله. لقد كنت أتوق بعمقٍ إلى كلمات الله لتكون لي حياة، ولم أعُد أُولي اهتمامًا للواجبات التي تحمل "ألقاب رسمية"، ولم أكن أبدًا أستخف بالواجبات الأخرى. شعرت أن لكل واجب قصد، وأن الأمر برمّته كان محكومًا ومقضيًا به مُسبقًا من قِبَل الله، وأن واجبي كان المسؤولية التي ينبغي عليّ أن أتحمّلها. عندما كنت أتوق إلى كلمات الله من كل قلبي وحاولت إتمام واجباتي، لم أُدرك فحسب حقائق كثيرة لم أكن أفهمها من قبل، ولكن أيضًا استمتعت بوجود الله في أحيان كثيرة. لقد حصلت على استنارة الروح القدس وقيادته، مما جعلني أشعر بثبات وبهجة لا توصف. بعد فترة من الوقت، وجدت نفسي لا أسعى إلى الظهور عند التفاعل مع الآخرين، ولم أعُد أتباهى بمناصبي السابقة في الجيش أو أستخدمها للتفاخر. وبغض النظر عن منَ الذي لفت النظر إلى أوجه قصوري، كنت أُطيع أولًا، وأفكّر فيها بيني وبين نفسي في وقت لاحق. و في الكنيسة أصبحت قادرًا على التعامل مع الإخوة والأخوات الذين لم ينالوا سوى قسطٍ بسيطٍ من التعليم والذين لهم مكانة متواضعة على قدم المساواة، ولم أعُد أعتبر نفسي أعلى منهم مقامًا. وقبل أن أعرف ذلك تغيَّرت آرائي بشأن ما أسعى إليه إلى حدٍ بعيد، ولم أعُد أُبالي بالمناصب والشهرة، ولم تعُد هذه الاهتمامات تقيّدني وتسيطر عليّ. عندما كنت أرى إخوةً وأخوات كانوا قد آمنوا بالله لفترة أقل مني وتم انتخابهم قادة للكنيسة، كنت أشعر بقليلٍ من الغيرة منهم؛ وكنت مع ذلك قادرًا على التخلّص من هذه الغيرة من خلال الصلاة. وشعرت بالحرج من التفكير في أنني كنت أستميت من أجل الشهرة والكسب؛ وشعرت أيضًا أن ذلك كان قبيحًا وغير إنساني. والآن، أنا وزوجتي نقوم بواجباتنا من الأعمال المنزلية معًا. وعلى الرغم من أن هذه الأعمال ليست هامة، إلاّ أنني أشعر بالرضا وأُمارسها باستمتاع. يؤمن ابني الآن أيضًا بالله القدير، وهو الأمر الذي يجعل عائلتنا أسرة مسيحية حقيقية تسودها كلمة الله. وبغض النظر عن هوية الشخص الذي يتحدَّث بما يتماشى مع الحق، سوف نصغي إليه. وحتى إن ظهرت تصرفات فاسدة، يُمكننا أن نتفهّم، ونتغاضى، ونغفر لبعضنا البعض، ونفحص أنفسنا وفقًا لكلام الله، وهو الأمر الذي جعل عائلتنا أكثر سعادة. لديَّ شعور قوي أن الله القدير هو الذي غيَّرني وغيَّر زوجتي، وأنقذ زواجي وعائلتي، وفعل ما هو أكثر من ذلك، إذ خلصني من فسادي الشديد، وحوَّلني من متعجرف يسعى للشهرة بطرق شريرة وقذرة إلى شخص يبتغي النور والعدالة، وله أهداف تتعلّق بالحياة الحقيقية. عندما أقرأ كلمات الله هذه، تتدفَّق في داخلي كل أنواع المشاعر: "منذ أن خُلِقَ العالم وحتى الآن، كان الحب هو كل ما فعله الله في عمله دون أي كراهية للإنسان. حتى أن التوبيخ والدينونة اللذان ترياهما هما أيضًا محبة، محبة أكثر صدقًا وواقعية. تقود هذه المحبة الناس إلى الطريق الحقيقي للحياة الإنسانية. ... يهدف العمل الذي قام به الله كله إلى إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح للحياة الإنسانية، بحيث يمكنهم أن يحصلوا على حياة بشرية سوية، إذ أنَّ الإنسان لا يعرف كيف يرشد نفسه في الحياة. من دون هذا الإرشاد، لن تحيا إلا حياة فارغة، ولن يمكنك إلا أن تحيا حياة لا قيمة لها ولا معنى، ولن تعرف مطلقًا كيف تكون شخصًا سويًا "(من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). نعم، بدون خلاص الله، ما كان لي أن أختار الطريق الصحيح في الحياة؛ وكنت سأنحدر أكثر فأكثر، وأتحوَّل إلى حثالة قذرة يلعنها الله في النهاية. إنَّ دينونة الله العادلة هي التي خلصتني، وتنقيته لي بلا رحمة هي التي غيَّرتني. هذا يجعلني أفهم ما هو قبيح وما هو مقدس، وأن أُدرِك عظمة الله وجماله وصلاحه، وأعرف وضاعة الشيطان وشره. لن أتّبع الشيطان مرة أخرى، وسوف أسعى فقط إلى الحق بكل إخلاص، وسوف أُخلِّص نفسي من فساد الشيطان، وأعيش حياة إنسانية حقيقية. وبالرغم من أنّي قد اجتزت العديد من التوبيخات ومراحل التنقية، فقد ربحت أثمن طريق للحياة، مما جعلني أُولَد من جديد وأسلك طريقا حقيقيًا في الحياة.

هذا العام، عدت إلى وحدة العمل السابقة لتولي بعض المهام الإجرائية. لقد رأيت أن زملائي وقادتي السابقين قد حصلوا جميعا على ترقيات. عندما رآني زملائي السابقون، قالوا: "إذا لم تكن قد تركت الجيش، لكنت قد ترقّيت قبل الآن". ولكنّي لم أتأثر، وفكّرت في نفسي: أي نفع ذاك الذي هو لمنصبٍ مرموق؟ إذا كنت تعيش بدون أي هدف أو اتجاه أو معنى كشخص ولكن تقبع فقط في حمأة الشر، أليس هذا هو أكثر أنواع الحياة مهانة؟ ألست أنت مجرد عبد للشيطان ولعبته؟ سوف تعاني من عقاب الله العادل وقصاصه في نهاية المطاف! وبالرغم من أنه ليس لدي منصب رفيع الآن، فأنا لا أشعر بالأسف أبدًا على خياري، لأنني حقا أختبر سلامًا وراحةً في قلبي، وهذه هي السعادة الحقيقية. أن تكون فقط المخلوق الذي يجب أن تكونه، في طاعة الله وعبادته، هي حياة إنسانية حقيقية، وبهذا فقط يمكن أن يكون لك مستقبل مشرق!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف ساعدني قبول الإشراف

كنت مسؤولة عن عمل الإنجيل في فريقين. ليس من زمنٍ بعيد، فُصِلَ بعض الإخوة والأخوات الآخرين لعدم قيامهم بعمل عملي وتخبّطهم الدائم في أداء...