كلام الله يقود الطريق
بقلم شياوشينغ – شانشي تقول كلمات الله: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون" (من "لا يمكن إحداث تغيرات في...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!
كانت إحدى الكنائس مؤخرًا تُجري تصويتًا لاختيار قائد جديد، إلّا أن القائدة التي كانت تترأس الجلسة خالفت مبادئ الكنيسة، حيث استخدمت طريقتها الخاصة في إجراء التصويت. وعندما أعلن بعض الإخوة والأخوات الآخرين عن آرائهم، لم تُقِر بها فقط، بل أصرَّت أيضًا على التمسُّك بطريقتها الخاصة. ونتيجةً لذلك أدَّت تصرّفات القائدة بالكنيسة إلى وضعٍ مُربِك. عندما علمت بذلك، فقدت أعصابي تمامًا: كيف يمكن لشخص ما أن يكون بهذا القدر من الكبرياء والبِر الذاتي؟ بعد أداء المرء لواجباته بصفته قائد كنيسة دون وجود الله في قلبه، واستهانته بترتيبات العمل، ودحض اقتراحات إخوته وأخواته ورفضها – مَن غيركِ يُعَد مسؤولًا عن ارتباك الكنيسة! أرسلت على الفور شخصًا للتواصل مع قائدة الكنيسة، وفي أثناء ذلك، قرأت كلمة الله بحثًا عن حقائق ذات صلة يمكن أن أناقشها مع القائدة لإقناعها بالخطأ في طرقها. وفي وقت لاحق من تلك الليلة ذهبت والتقيت بالقائدة. وأثناء الشركة تحدَّثت إليها بنبرة الاتّهام، حيث لم أستطع أن أُقمِعُ غضبي. وكان من دواعي دهشتي أن القائدة، بعد مرور عشر دقائق من اجتماعنا، نهضت فجأةً وخرجت مندفعةً والدموع في عينيها. عاد أحد الإخوة الذي كان يبحث عنها بعد ذلك بقليل، وقال: "لقد ذَهَبتْ وهي تعلم أنها قد ارتكبت خطأ". كنت صارمًا، وتعجَّبت في غضبٍ: "بالنسبة لمسألة مُهمَّة تتعلّق بالمبدأ كهذه، هل أنتِ مستعدة أن تتركي الأمور دون حل فحسب؟ يا لكِ من مُتكبّرة بارة في عين نفسكِ! إنكِ تخالفين مبادئ الكنيسة ولا تسمحين لأي شخص آخر أن يكون له رأي. كيف يُفترض أن يُنجَز لكِ أي شيءٍ في المستقبل؟ يا له من تقدير خطير! هذا لن يفي بالغرض، إذا كنتِ ستنطلقين خارجًا من دون إعلان مُسبق، فسيتعيَّن عليّ فقط أن أكتب لكِ خطابًا". جلست هناك بعد ذلك مباشرةً، وكتبت لها خطابًا اعترفت فيه رمزيًا بأن موقفي في الشركة لم يكن مثاليًا، وطلبت منها أن تغفر لي. تناولت في الخطاب أيضًا المسائل المتعلقة بها، واستشهدت بالمبادئ لتوضيح المشكلة. ظننت أنني قد تعاملت مع الأمور بشكل جيد جدًا. ومن ناحية أخرى، أثبتُّ أنني كنت قادرًا على التخلّي عن ذاتي واكتساب فهم أعمق لنفسي، بينما استعنت في الوقت نفسه بالحق لحلّ المشكلات. ولمّا رأيت طريقة تعاملي مع الأمور، ظننت أن هذه القائدة ستقتنع بكل تأكيد وستكتسب إدراكًا جديدًا.
ذات مرة عندما كنت أتحدَّث في هذا الموضوع مع قائدي، سألني القائد كيف دخلت إلى الحق عند حل هذه المشكلة. "كيف دخلتُ إلى الحق؟ هل قمت بعمل سيئ؟ هل كانت تصرّفاتي غير لائقة؟" شعرتُ بالارتباك قليلًا. ثم تابع القائد حديثه: "لا يتعلق الأمر بمدى جدارتك في حل المشكلة، ولكن بالأحرى: هل كنت، في أثناء حل المشكلة، تستخدم مكانتك وسلطتك في إقناع الآخرين أم تستعين بالحق لتمجّد الله وتشهد له وتجعل الآخرين يكتسبون فهمًا أعمق لأنفسهم؟ يبدو الأمر ظاهريًا وكأنك كنت تتواصل مستعينًا بكلمة الله، ولكنك في الواقع كنت تحاول فقط أن تجعلها تستسلم لوجهة نظرك. لماذا انتهى الأمر بمغادرتها؟ من الواضح أنها غادرت لأنها لم تستطع قبول جدالك، لم تكن مقتنعة. إذا كنَّا نهتم فقط بالتواصل مع الآخرين حول الحق، ونُهمِل الانتباه إلى فسادنا، ولا نعبأ بمعرفة أنفسنا، ونعمل فقط من أجل العمل، فنحن لا نتعلم شيئًا جديدًا، ولا يحدث أي تغييرٍ في شخصيتنا. ألا ترى أننا في هذا الإطار نكون مثل بولس، الذي أعطى الإرشاد للآخرين، ولكنه، فيما يتعلّق بخدمة الله، أصبح يمضي في طرقه الفاسدة أكثر من أي وقت مضى؟ لقد أصبح في غروره إنسانًا آمن بالله، ومع ذلك كان يقاوم الله، حتى انتهى به الأمر في الهلاك". كانت هذه الشركة بمثابة دعوة لإيقاظي من سُباتٍ طويل. في الواقع، عندما قدم الله لي هذا الموقف، لم أسعَ إلى الحق أو أبحث عن قصد الله، ولم أفكر في كيفية دخولي أنا شخصيًا إلى الحق، ولم أتأمل في استجابتي العاطفية تجاه الموقف. كل ما كان بوسعي أن أفعله هو التفكير في كيفية حل مشكلات الآخرين. هل تراني في هذا الإطار كنت أعبأ برغبة الله في إحضار الآخرين إليه؟ أم كنت بالأحرى أستغل مكانتي لإجبار الآخرين على قبول وجهة نظري؟ لقد أفسدني الشيطان، فصرت بلا حق وبلا إنسانية وبلا تعقّل. كنت أنا أيضًا ضحيةً. كيف كنت أفضل بأي حالٍ من أي شخصٍ آخر؟ لم أكن أعرف ذاتي، ولم أكن أدرك الحق. وبدون أن أدري استخدمت نبرة قاسية وفقدت أعصابي، حيث أسأت استخدام مكانتي في إلقاء محاضرات على الآخرين. لقد تكشّفت كبريائي الشيطانية وغروري! عندما هرعت أختي إلى الخارج وهي تبكي، لم أتأمَّل في تصرّفاتي، بل بالأحرى امتعضت منها واغتظت غيظًا شديدًا. ألم يكن سلوكي يشبه التصرّفات الاستبدادية التي يقوم بها التنين العظيم الأحمر؟
أشكر الله من أجل إرشاده. أنارني هذا الاختبار حول أهمية الدخول إلى يقين الحق. لا يمكننا أن ننال حماية الله وأن نحجم عن مقاومتنا له إلَّا من خلال الدخول إلى يقين الحق. قيل في عظة: "يصبح كثيرٌ من الناس قادةً زائفين أو أضدادًا للمسيح لأنهم لا يطلبون الحقّ بالفعل، ونتيجةً لذلك، لا تكون لديهم أدنى فكرةٍ عن الحقّ. بمُجرَّد اكتساب مكانة وامتلاك قدرٍ من السلطة، يبدؤون في التصرُّف بطريقةٍ تعسفيَّة، إذ يعتبرون أنفسهم أعلى من الجميع ويتعالون على الآخرين ويشتهون بركة المكانة. وفي النهاية، يكون مثل هؤلاء الناس موضع استنكارٍ ورفضٍ من مختاري الله، إذ يستسلمون في النهاية إلى الفشل الذريع. هل يمكن أن تكون هذه واقعةٌ نادرة الحدوث؟ لماذا لا يستطيع الناس الرجوع إلى صوابهم؟ ما الفائدة من الإيمان بالله لمُجرَّد ربح السلطة وممارستها واشتهاء بركة المكانة؟ هذا هو سلوك الناس الأنانيّين الوضعاء الأشرار، وهذه هي الرغبة الوضيعة لأولئك الذين يسيرون في طريق ضدّ المسيح" (من "شركة القائد الأعلى للكنائس"). أدركت من خلال هذا المقطع أن أولئك الذين لا يدخلون إلى الحق، إذا ما حصلوا على مكانةٍ، ينصِّبون أنفسهم ملوكًا، ويستغلّون مكانتهم لقمع الآخرين وتحجيمهموالتحكّم فيهم. وسوف يصبحون في النهاية قادة زائفين ومسحاء كذبة. ليست السلطة هي التي دمَّرَت هؤلاء الأشخاص، ولكن النتيجة الحتميَّة للإخفاق في السعي إلى الحق! بالرغم من أنه قد يبدو أن هذا الاختبار لم يكن رهيبًا للغاية، إلا أن الحالة التي وصلت إليها أفكاري وطبيعتي الحقيقية في مقاومة الله تعكس على نحو لا يمكن إنكاره أنني كنت أسير في طريق مقاومة المسيح. لو لم أعرف اتّجاه الله، فبالتأكيد لم أكن لأدرك حماقتي، ولكنت لا أزال أحيا في البر الذاتي. وإذا ما استمررت في الانحدار في هذا الطريق، فلابد أنني كنت سأنكشف وأُستَبعَدُ في النهاية! عندما أفكِّر كيف كان ممكنًا للأمور أن تتطور، تنتابني قشعريرة. يا لها من مياه خطرة كنت أخطو فيها، فقد كنت أؤمن بالله لسنوات عديدة، ومع ذلك كنت لا أزال غير قادرٍ على معرفة كيفية الدخول إلى الحق. وقد شابهت في ذلك بولس، الذي عاش في مفهوم خيالي عن الحق، ولكنه استمر في الإيمان بالله وفي خدمته وفقًا لشخصيته الطبيعية وطبيعته الفاسدة. إن لم أغير الوضع الحالي للأمور، قد أجد نفسي محكومًا عليّ بالدينونة الأبدية. أحتاج في المستقبل أن أُولي أهميةً أكبر لدخولي الشخصي إلى الحق والسعي إليه.
لم تمر فترة طويلة على حدوث هذا كله حتى تلقّيت خطابًا من إحدى الأخوات استهلّته بالقول إنها كانت تواجه مشكلة في إدراك الحق، وطلبت توجيهي. بعد قراءة الخطاب فقدت مرة أخرى أعصابي: يا لكِ من شخصية متكبِّرة! لا يمكنكِ التعاون جيدًا مع قادة الكنيسة والعاملين بها. في كل مرة يقدّمون لكِ اقتراحات، وكل ما تفعلينه هو تقديم الأعذار والاستمرار في التصرّف على نحو اعتباطيّ. لم يكن عمل الإنجيل الذي أنت مسؤولة عنه ناجحًا، ودائمًا ما تقدم الكنائس تقارير عن موقفك. وها أنتِ اليوم تكتبين لي لتطلبي التوجيه: هل أنتِ مُتأكِّدة أنكِ تستطيعين قبول توجيهاتي؟ تعتقدين أن كل ما قمتِ به كان لائقًا وصحيحًا، وأن جميع إخفاقاتك هي نتيجة عدم قدرة الآخرين على ممارسة الحق: إلى أي مدى تعرفين حقًا نفسكِ؟ ... كلما فكَّرت أكثر، أصبحت أشد غضبًا وأحسست بألسنة لهب الغضب الجامح تشتعِل في قلبي: ألم تطلبي مني أن أقدّم لكِ الإرشاد؟ كنت أرغب في الدردشة معكِ لبعض الوقت الآن، واليوم أخيرًا أُتيحت لي الفرصة. دوَّنتُ مهامي الحالية وذهبت للعمل باحثًا عن كلمات الله ذات الصلة بموقفها، والتي كان يمكنني أن أستشهد بها لإقناعها. كما اتّضح، كلَّما بحثت عن مقاطع مناسبة، قلّما وجدتها. انتابتني الحيرة: أين اختفت جميع المقاطع التي كان لدي بعض الفهم لها؟ وبينما كنت أشعر بالارتباك، شعرت فجأةً بالتوبيخ: أين تبحث عن كلمة الله؟ ها هي هذه الإنسانة أمامك، كيف تدخل إلى الحق؟ لماذا تحاول دائمًا حل مشكلات الآخرين؟ ما الذي كشفت عنه في نفسك؟ في تلك اللحظة هدأ قلبي وبدأت أقول لنفسي: هل نسيت بالفعل ما حدث في المرة الماضية؟ لا تعمل لمجرَّد العمل – حل مشكلاتك الخاصة قبل أن تحاول مساعدة الآخرين. وعندئذٍ تأملت من جديد في هذا المقطع من كلمة الله: "يجب عليك أولًا أن تجتاز جميع العثرات داخل نفسك بالاعتماد على الله. ضع حدًا لشخصيتك الفاسدة وكن قادرًا حقًا على الفهم الحقيقي لحالك ومعرفة كيف يجب عليك أن تتصرف. استمر في الشركة حول أي شيء لا تفهمه. من غير المقبول ألا يعرف الشخص نفسه. عالج مرضك أولًا، وبتناول كلامي والارتواء منه أكثر، وإعمال الفكر فيه، عش حياتك وقم بأفعالك اعتمادًا على كلامي. وسواء كنت في البيت أو في مكان آخر، عليك أن تدعَ الله يدبر القوة في داخلك. ... إن كان شخصٌ لا يستطيع الحياة حسب كلام الله فهل يمكن أن تنضج حياته؟ لا، لا يمكن ذلك. يجب أن تحيا دومًا حسب كلامي، وأن تجعل كلامي قواعد لسلوكك في الحياة؛ بحيث تشعر بأن السلوك وفقًا لتلك القواعد هو ما يُسَرُّ الله به، وأن السلوك خلافًا لذلك هو ما يكرهه الله، وسوف تسير على الطريق الصحيح" (من "الفصل الثاني والعشرون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "يجب أن تفهم الناس الذين تكون لك شركة معهم، وأن تتشارك حول الأمور الروحية في الحياة، وحينئذٍ فقط تستطيع أن تقدم حياةً للآخرين وأن تعوض نقائصهم. ينبغي ألا تتحدث إليهم بلهجة الواعظ؛ فذلك في الأساس موقف خاطئ. ينبغي لك في الشركة أن تكون مستوعبًا للأمور الروحية، وأن تمتلك الحكمة والقدرة على فهم ما في قلوب الناس. إذا كنتَ ستخدم الآخرين، فينبغي أن تكون النوع المناسب من الأشخاص وأن تساهم في الشركة بكل ما لديك" (من "الفصل الثالث عشر" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كانت كلمات الله واضحة كبحيرة جبلية، وقد ساعدتني على إدراك نقائصي: عندما أتعرَّض لأي موقفٍ، فإنني لا أدرك نفسي قَط، ولا أُعير أية أهميةٍ لما أكشف عنه في نفسي. إنني لا أقتني الله بصفة أساسية في قلبي، ولا أعرف كيف أتّكل عليه. وبالإضافة إلى ذلك، فإنني لا أفهم الكثير من كلمات الله، وليست لديّ القدرة على رؤية الأمور أو التصرَّف وفقًا لكلمات الله. يطلب الله منّا أن نحيا بحسب كلمته في كل لحظة من كل يوم، وأن نعتبر كلمة الله توجيهًا نسلك وفقًا له. يطلب منّا أن نفعل ما يحب ونتخلّى عن كل ما لا يتفق مع قصده. ألا يبغض الله ما كشفت عنه من ذاتي اليوم؟ كيف كانت تصرّفاتي اليوم وفاءً لواجباتي؟ كلا، فقد كنت أفعل الشر بوضوحٍ. قرأت بعد ذلك "مبادئ مساعدة الآخرين بقلبٍ مُحِب"، وكان المبدأ الأول يقول: "ينبغي عليك التمييز بين أنواعٍ مختلفة من الناس وفقًا لكلمة الله. فمن جهة أولئك الذين يؤمنون بالله حقًّا ويقبلون الحقّ، ينبغي أن تساعدهم بقلبٍ مُحبٍّ وصادق" (من "ممارسة وتمرينات للسلوك المنضبط"). "ما هو المبدأ الوارد في كلام الله فيما يتعلق بالكيفية التي ينبغي للناس أن يتعاملوا بها فيما بينهم؟ أحبّ ما يحبّه الله، وامقت ما يمقته الله. وهذا يعني أن الذين يحبّهم الله ويتبعون الحقّ بالفعل ويفعلون مشيئته هم بالذات الأشخاص الذين يجب أن تحبهم. أما الذين لا يفعلون مشيئة الله ويكرهونه ويعصونه والذين يحتقرهم الله، فعلينا أيضًا أن نحتقرهم ونرفضهم. هذا ما تتطلَّبه كلمة الله" (من "لا يمكنك أن تعرف نفسك إلّا من خلال إدراك وجهات نظرك المُضلَّلة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). ولأن الله يحبنا، فإنه يصير جسدًا ويُخفي نفسه بتواضع، ولا يعوقه شيء في سبيل خلاص البشرية كلها. إنه يبغض الجوانب الفاسدة من البشر، لكنه يتعاطف مع ضعفهم، ولا يخاطب الناس أبدًا بحسب فسادهم، بل يُشجِّع الناس دائمًا بعتاب صادِق وتعليم بلا كلل، ويحب أن يدركوا الخطأ في طرقهم، وأن يجدوا طريقًا جديدًا للمضي قُدُمًا. يمنحني الله نعمته، ويربيني، ويسمح لي بأداء هذا الواجب حتى أحب ما يحبه الله، وأساعد وأدعم إخوتي وأخواتي بقلبٍ محبٍ عندما يواجهون المتاعب، وأُعامل جميع الناس بقلبٍ صادقٍ. ومع ذلك، فقد خالفت مبادئه: فلمجرَّد أنني حصلت على مكانةٍ ضئيلة، ورأيت أن الآخرين قد أظهروا بعض فسادهم، فقد أهملت التعاطف مع ضعفهم، بل بالأحرى تقلَّدت كلمة الله كسلاحٍ لقمعهم وإجبارهم على الاتفاق معي. أليس هذا عملًا من أعمال الكراهية؟ شعرت فجأةً بحرجٍ وخزي شديدين بسبب كبريائي وجهلي. ثم قرأت بعد ذلك مقطعًا من كلمة الله من المبدأ الثالث والأربعين، "مبدأ المشاركة من القلب": "مشاركة الخبرات ونقلها" معناه أن تتحدث عن كل فكرة في قلبك، وعن حالتك، وعن خبراتك، وعن معرفتك بكلام الله، وكذلك الشخصية الفاسدة التي بداخلك. وبعد ذلك، يميّز آخرون تلك الأمور ويقبلون ما هو إيجابي ويعرفون ما هو سلبي. هذه وحدها هي المشاركة، وهذا وحده هو الطرح الحقيقي للأفكار" (من "أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). من خلال تناول كلمات الله والارتواء بها، تعلَّمت كيفية التواصل مع أختي بطريقةٍ مفيدة لها. عندما أمسكت بالقلم هذه المرة، شعرت بفيض من المحبة ينساب من داخلي. شعرت برغبة قوية في أن أكشف قلبي في المناقشة مع أختي. في هذه المرة، لم اقارن كلام الله بها، بل ناقشت استنارتي بخصوص طبيعتي المتكبِّرة المغرورة وسلوكي غير الإنساني – لم أكن أتعامل مع الإخوة والأخوات بشكل صحيح، وتجاهلت إظهار المحبة لهم والتعاطف معهم. كتبت في الخطاب ما يلي: أشكر الله حقًا من أجل أنه أحضركِ أمامي، مما سمح لي برؤية الحقد في قلبي. ليس لديّ كقائدٍ أي قدرٍ من الحق أو اليقين. لا أستحق أن أكون قائدًا لأنني أخفقت في تحمّل المسؤولية عن الواجب الذي أنعم به الله عليّ – فشلت في العمل كخادم أمام الله. وبالأحرى اعتبرت واجبي مركزًا للسلطة والمكانة، وظننت نفسي فوق الآخرين. عندما رأيت خطابكِ امتلأت بالازدراء والإدانة، بل واعتقدت أنه كانت لدي السلطة لتهذيبكِ والتعامل معكِ. كم كنت مُتكبِّرًا ومغرورًا! في الواقع، كانت أوجه قصوركِ هي أيضًا نفسها أوجه قصوري وعيوبي. عندما لا أستطيع أنا وإخوتي وأخواتي العمل معًا في تناغمٍ، فهذا عمل الله الذي يكشف الحقيقة أن هذه النكبة كلها كانت نتيجة لعدم قدرتي على الدخول إلى الحق في تعاون متناغم. أشكر الله من أجل هذا الإعلان الذي ساعدني على إدراك أنه بالرغم من إيماني بالله لسنوات عديدة، إلا أنني لم أكن قد اكتسبت استنارة حول خلاص الله للبشرية. كما أنني لم أفهم بعد قصد الله في خلاص البشرية. لا أعلم بأية وسيلة ينبغي أن يُخلَّصُ الإنسان ويُكمَّل. ونتيجة لذلك، فإنني في أي موقف أواجهه، لا أزال غير قادر على قبول دينونة الله وتوبيخه وتعامله وتهذيبه. إنني بالأحرى أتمرّغ دائمًا في المسائل السطحية. لو لم ترسلي لي هذا الخطاب الذي يكشفني، لما كنت قد رأيت طبيعة مشكلتي. دعينا نمارس كلينا الدخول إلى يقين الحق في المستقبل.
عندما تخلّيت فعلًا عن ذاتي، وتعرَّفت على نفسي وفحصتها، واستفدت من الحالة الفعلية التي اختبرتها في التواصل مع أختي والدخول معها إلى الحق، شعرت إلى حدٍ بعيد بالوقوف على أساس متين وبالسلام، وشعرت أنه لم تكن توجد أية مسافة أو نفور بيننا. رأيت حقًا علامة بركة الله في المواقف التي مارست فيها الحق. ومن خلال استنارة الله وتوجيهه المتواصلين، فإنني، أنا الذي كنت أتحدّث فقط عن الحق ولم أستطع تطبيقه، وخُضت الاختبارات بطريقة سلبية دون الدخول إلى يقين الحق، بدأت أتحسَّن تحسنًا بطيئًا. رأيت شخصيّة الله القدُّوس الصالح في اختباراتي السابقة. وهذا ما قاله تمامًا مقطع في عظة: "أينما كان الفساد كانت الدينونة، وأينما كان الشرّ كان التوبيخ" (من "شركة القائد الأعلى للكنائس"). كما أنني أصبحت أكثر وعيًا بأن دينونة الله وتوبيخه هما بالضبط ما نحتاجهما. إن اختبار دينونة الله وتوبيخه هبةٌ من الخلاص والنعمة الجزيلين. لا يمكننا سوى من خلال قبول هذه الدينونة وهذا التوبيخ أن نخلص من تأثير الشيطان المظلم، ونطرح عنّا الظلمة، ونسعى إلى النور والحق، وندخل إلى الحق ونمارسه. أُصلّي من أجل أن تتبعني دينونة الله وتوبيخه حيثما أذهب، حتى أستطيع أن أبلغ الطهارة وأحيا كإنسان بمعنى الكلمة.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
بقلم شياوشينغ – شانشي تقول كلمات الله: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون" (من "لا يمكن إحداث تغيرات في...
يانج لي – مدينة ووهاي، منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحُكم عندما كنت ما أزال في المدرسة، مرض والدي وتُوفيَّ. وبعد وفاته، لم يعتنِ بنا (أي...
يقول الله القدير، "إن تأدية الإنسان لواجبه هي في الواقع إنجاز كل ما هو متأصل فيه، أي لكل ما هو ممكن للإنسان. وحينها يكون قد أتمَّ واجبه....
في يوليو من عام 2020، تم انتخابي كقائدة للكنيسة وتوليت مسؤولية أعمال الكنيسة مع الأخت تشين. عندما بدأت في تأدية هذا الواجب، كنت أفتقر إلى...