36. كلمات الله حررتني من الشعور بالكبت

في مايو 2021، انتُخِبتُ بصفتي قائدةً كنيسة، وكانت مسؤوليتي الرئيسية هي خدمة الإنجيل وعمل السقاية. كل مهمة كانت تتطلب متابعةَ دقيقةَ وإشرافًا مستمرًا، وفي بعض الأحيان كانت القيادة العليا تضع ترتيبات تفصيلية لكل مهمة، وكان يتعين تنفيذها دون تأخير. وإن لم يحقق العمل نتائج مرضية، كنت أضطر غالبًا لتحليل المشكلات وطلب مبادئ الحق لعلاجها. في البداية، كان ثمة الكثير مما لم أعرفه عن هذا الواجب، فكان علي أن أكرس وقتًا طويلًا للتعرّف على مبادئ الحق. شعرتُ بضغط كبير، لكنني كنتُ أعلم أيضًا أن القدرة على القيام بهذا الواجب هي تمجيدٌ من الله ونعمة منه عليَّ، لذا كان عليَّ أن أتعاونَ بشكل صحيح. بعد نحو شهرين، نُقِلَتْ أختٌ كانت تُشاركني الخدمة، ولم يبقَ إلا أنا والأخت وانغ جينغ لإدارة عمل الكنيسة. صار عبء العمل، الذي كان مُقَسَّمًا بين ثلاثة أشخاص، يقع الآن علينا نحن الاثنتين فقط، ما جعل العمل أكثر انشغالًا عن ذي قبل. أحيانًا، حينما أكون قد تمكنت توًا من إنجاز مهامي وأرغب في الاسترخاء، كان يصلني المزيد من الرسائل التي تستلزم ردًا. كان هناك دائمًا عمل يلزم إنجازه. بمرور الوقت، بدأتُ أشعر أنني منهكة، وبدأتُ آمل أن يقل عبء العمل قليلًا حتى أستطيع الاسترخاء. أحيانًا، بعدما كنت أنهي مهامي، لم أكن أرغب في العودة سريعًا إلى الدار، وكنت أرغب في البقاء في الخارج لمدة أطول قليلًا لأصفي ذهني. رأيتُ أن كل ما كان على الأخت في دار ضيافتنا أن تفعله أن تطهو ثلاث وجبات في اليوم، وبعدها يمكنها أن ترتاح وتقرأ كلمات الله في وقت فراغها. شعرتُُ بالغيرة حقًا، واشتقتُ للأوقات التي كان واجبي فيها يتمثل في مهمة واحدة، وكان لا يزال لديّ وقت للاسترخاء. أما الآن، فكان عبء العمل هائلًا لدرجة أنني كنتُ أشعر وكأنني كلما كنتُ أفتح عينيّ كل يوم، كنت أُواجه العمل. شعرتُ أن العيش بهذه الطريقة صعب للغاية! كان يبدو أنني أقوم بواجبي، لكن الشعور بالمقاومة كان يحتدم بداخلي. عندما كنتُ أرد على أسئلة أخوتي وأخواتي، كنتُ أشعر بأنني أنهي المهمات وكأنها كانت تكليفات، ولم أُكلف نفسي عناء التفكير في كيفية تحقيق نتائج أفضل. كنت أرغب فقط في إنجاز الأمور بسرعة حتى أستطيع أن استريح واسترخي. وعندما كانت تكثر الأسئلة، كان يتملكني الغضب وأشعر أنني أفقد هدوء أعصابي، وكنت أشعر بكبت شديد.

ذات مرة، عدتُ إلى البيت لأعتني ببعض الأمور، وما إن دخلتُ إلى البيت حتى شعرتُ وكأن كل ما يُثقِل كاهليَّ من أعباء قد زال. لم يكن هناك عمل يتعين إنجازه، وكان في وسعي أن أفعل ما شئت. كان العيش بهذه الطريقة مريحًا للغاية! كان بامكاني أن أنهي كل ما يتعيَّن عليَّ القيام به في يوم واحد فقط، لكنني في النهاية بقيتُ يومين. شعرتُ بالذنب، إذ كنتُ أعلم أنه كان عليّ أن أعود فور انتهائي من مهامي، لكنني فكرتُ حينها أنه بما أنني لم أكن أعود إلى المنزل كثيرًا، فربما يمكنني ببساطة البقاء ليوم واحد آخر لأرتاح قليلًا! لاحقًا، حثتني الأخت وانغ جينغ على الإسراع بالعودة لأنجز بعض الأعمال، لذا لم يكن أمامي خيار سوى العودة. وبما أنني كنت دائمًا سلبية ومتقاعسة في أداء واجبي القيادي، فقد أخذت حالتي تزداد سوءًا، ولم أكن أحقق أي نتائج من واجبي. لم أتغير، رغم الشركة والمساعدة من قادتي، وأُعفيت في النهاية. لم أتأمل في ذاتي حينها. لم يتسنَّ لي ذلك إلا في وقت لاحق، عندما كنت أقوم بواجب السقاية، والتقيتُ بأخت كنتُ أعرفها من قبل، وتأثرتُ نوعًا ما. فقد كانت هذه الأخت تتلقى تدريبًا كقائدة منذ أكثر من عام، وكانت قد أحرزت تقدمًا سريعًا، وكانت شركتها في الاجتماعات عملية جدًّا. رأيتُ أنه على الرغم من أن القيادة كانت تنطوي على الكثير من الهموم والمشقة والإرهاق، كانت حياتها تتقدم بسرعة. أما أنا، فظللت أقاوم واجبي القيادي، وسمحتُ لجسدي بالاسترخاء والشعور بالراحة. ولكن ماذا ربحتُ من هذا؟ لو لم أغير وجهة نظري هذه في سعيي، حيث كنتُ دائمًا أنصاع لجسدي وأخشى المشقة والإرهاق، فمهما طالت السنوات التي واصلتُ فيها الإيمان بالله، فلن تتقدم حياتي أبدًا. وأنا أفكر في هذا، ظللتُ أسأل نفسي: "لأي سببٍ تحديدًا أؤمن بالله؟ ما الذي أريده حقًّا من إيماني بالله؟ هل سأستمر في السعي على هذا النحو؟ إن استطعتُ التمرد على جسدي، وتحمّل المشقة، ودفع الثمن، والقيام بواجبي بإخلاص، ألن أكتسب حقائق أكثر؟"

لاحقًا، قرأت أن كلمات الله تقول: "بعض الناس لديهم دائمًا لا مبالاة ويتكاسلون في أداء واجباتهم. في بعض الأحيان، يتطلب عمل الكنيسة السرعة، لكنهم لا يريدون إلا فعل ما يحلو لهم. إذا لم يشعروا بصحة بدنية جيدة، أو كانوا في حالة مزاجية سيئة ومعنويات منخفضة ليومين، فلن يكون لديهم الاستعداد لتحمُّل المشقة ودفع ثمن للقيام بعمل الكنيسة. إنهم كسالى للغاية ويتوقون إلى الراحة. عندما يفتقرون إلى الحافز، سوف تصبح أجسادهم كسولة، لا يرغبون في الحركة، لكنهم يخشون أن يتم تهذيبهم من القادة وأن يُطلِق عليهم إخوتهم وأخواتهم لقب كسالى، لذلك ليس لديهم ما يمكنهم فعله إلا أن يؤدُّوا العمل على مضض مع الجميع. بالرغم من ذلك، سيشعرون بعدم رغبة وتعاسة وعزوف بشأن ذلك. سوف يشعرون بالظلم والقهروالضيق والإرهاق. إنهم يريدون التصرف وفق إرادتهم الخاصة، لكنهم لا يجرؤون على الانفصال عن متطلبات وشروط بيت الله أو مخالفتها. نتيجة لذلك، ومع مرور الوقت، يظهر داخلهم شعور ما، وهو شعور الكبت. بمجرد أن يترسخ شعور الكبت هذا فيهم، سوف يظهر عليهم تدريجيًا الفتور والضعف. مثل الآلة، لن يكون لديهم فهم واضح لما يفعلوه، لكنهم سيستمرون كل يوم في فعل كل ما يُطلَب منهم، وبالكيفية التي تُطلب منهم. على الرغم من أنهم سوف يستمرون في أداء مهامهم ظاهريًا بلا انقطاع أو توقّف ودون ابتعاد عن البيئة التي يؤدوا فيها واجباتهم، إلا أنهم في قلوبهم سيشعرون بالكبت، ويعتقدون أن حياتهم مرهِقة ومليئة بالظلم. إن أكبر رغبة لهم في الوقت الحاضر هي أن يأتي يوم لا يخضعون فيه لسيطرة الآخرين، وأن لا يكونوا مقيدين بشروط بيت الله، وأن يتحرروا من ترتيبات بيت الله. إنهم يرغبون في فعل ما يريدون، في الوقت الذي يريدوه، وأن يقوموا بقدر ضئيل من العمل إذا شعروا أنهم بخير، ولا يعملوا إذا شعروا أنهم ليسوا بخير. إنهم يتوقون إلى التحرر من أي لوم، ومن أن يتم تهذيبهم، ومن أن يُشرف عليهم أي شخص أو يراقبهم أو يكون مسؤولًا عنهم. يعتقدون أنه عندما يأتي ذلك اليوم، سوف يكون يومًا رائعًا، وسيشعرون بالحرية والاستقلال. إلا انهم لا يزالوا غير مستعدين للابتعاد أو الاستسلام؛ إنهم يخشون أنه إذا لم يؤدوا واجباتهم، وإذا فعلوا حقًا ما يحلو لهم، وأصبحوا أحرارًا واستقلوا يومًا ما، فإنهم سوف يبتعدون بشكل طبيعي عن الله، ويخشون أنه إذا لم يعد الله يريدهم فلن يتمكنوا من نيل أي بركات. يجد بعض الناس أنفسهم في مأزق: إذا حاولوا الشكوى لإخوتهم وأخواتهم، فسوف يجدون صعوبة في التحدث بحرية. إذا لجأوا إلى الله في الصلاة، فسيشعرون بعدم القدرة على فتح أفواههم. إذا اشتكوا، سيشعرون بأنهم هم المخطئون. وإذا لم يشتكوا، سيشعرون بالضيق. إنهم يتساءلون لماذا يشعرون بأن حياتهم مليئة بالظلم، وتتعارض مع إرادتهم، وأنها مرهِقة للغاية. إنهم لا يريدون العيش بهذه الطريقة، ولا يريدون أن يسيروا في نفس الركب مع الجميع، يريدون أن يفعلوا ما يحلو لهم، بالطريقة التي تحلو لهم، ويتساءلون لماذا لا يستطيعوا تحقيق ذلك. لقد اعتادوا على الشعور بأنهم كانوا مرهقين بدنيًا فحسب، ولكن قلوبهم الآن تشعر بالتعب أيضًا. إنهم لا يفهمون ما يحدث لهم. أخبرني، أليس هذا بسبب الشعور بالكبت؟ (إنه كذلك)" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (5)]. بعد قراءة كلمات الله، فهمتُ أخيرًا أن سبب شعوري بالكبت والألم الشديدين في واجبي القيادي لم يكن أن الواجب كان يسبب لي الانشغال أو الإرهاق، بل لأن طريقة تفكيري كانت خاطئة. كنتُ أسعى دائمًا إلى الراحة والمتع الجسدية، لذا عندما كان الواجب حافلًا بالأعمال أو مُرهقًا بعض الشيء، ولم يكن جسدي راضيًا، كنت أشعر بالكبت والألم. وخاصةً أنه بعدما نُقِلَت الأخت التي كانت شريكتي في أداء الواجب، ازداد عبء العمل، وكان هناك دائمًا عمل يتعين القيام به كل يوم، لذا أصبحتُ سريعة الغضب ورغبتُ في توبيخ الآخرين وتعنيفهم. بلغ بي الأمر أنني كنت أحسد الأخت في المنزل الذي استضافنا على واجبها الخفيف والسهل. أدركت أن ما كنتُ أسعى إليه لم يكن الأداء الصحيح لواجبي، بل الراحة الجسدية. كنتُ أغرق باستمرار في مشاعر الكبت، وأتعامل مع واجبي باستخفاف، لم يكن لديَّ أي شعور بالمسؤولية، ولم أكن جديرة بالثقة على الإطلاق. لقد جعلتُ الله يبغضني حقًا!

قرأتُ فقرةً أخرى من كلمات الله، فأعطتني فهمًا عن مصدر سعيي وراء الراحة الجسدية. يقول الله القدير: "كانت طبيعة الشيطان هي التي تتولى القيادة وتسيطر على الناس من داخلهم، حتى اختبروا عمل الله وفهموا الحق، فما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه المشاعر القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحب تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أن هذه الأمور تعود بالدرجة الأولى إلى سم الشيطان الموجود داخل الإنسان. ما هو إذًا سُمُّ الشيطان؟ وكيف يمكن التعبير عنه؟ على سبيل المثال، إذا سألت قائلًا: "كيف يجب أن يعيش الناس؟ ما الذي يجب أن يعيش الناس من أجله؟" سيجيب الناس: "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط". إن هذه الجملة الواحدة تعبر عن أصل المشكلة. فلقد أصبحت فلسفة الشيطان ومنطقه حياة الناس. بغض النظر عما يسعى إليه الناس، فإنهم يفعلون ذلك من أجل أنفسهم، ومن ثَمَّ يعيشون من أجل أنفسهم فحسب. "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط" – هذه هي فلسفة حياة الإنسان، وهي تمثل الطبيعة البشرية أيضًا. لقد أصبحت تلك الكلمات بالفعل طبيعة البشرية الفاسدة، وهي الصورة الحقيقية لطبيعة البشرية الشيطانية الفاسدة، وقد أصبحت هذه الطبيعة الشيطانية أساس وجود البشرية الفاسدة. عاشت البشرية الفاسدة عدة آلاف من السنين على سُمِّ الشيطان هذا، وحتى يومنا الحاضر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟). من خلال كشف كلمات الله، فهمت أن تدهوري وانحطاطي كانا دومًا نابعين من عيشي وفق سموم شيطانية على غرار "اللهم نفسي، وليبحث كل امرئ عن مصلحته فقط"، و"ما الحياة إلا مأكل طيب وملبس حسن"، و"الحياة قصيرة فاستمتع بها ما استطعت". أوليتُ أهميةً مفرطةً للمتعة الجسدية، ظنًا مني أن الحياة قصيرة، لذا كان عليّ أن أُحسِن معاملة نفسي وألا أترك جسدي يُعاني أي مشقة. تذكرتُ امتحانات القبول بالجامعة. بينما كان الآخرون يدرسون حتى ساعات متأخرة من الليل ويعملون بجد، وجدتُ ذلك سريع الوتيرة ومرهقًا للغاية، لذلك لم أسهر للدراسة قَط، ظنًّا مني ألا بأس في ذلك ما دامت درجاتي لم تتدهور. بعد أن أتيتُ إلى الكنيسة لأقوم بواجبي، واصلتُ العيش بهذه العقلية. عندما كان واجبي القيادي يتطلَّب مني أن أعاني وأن أدفع ثمنًا، وعندما لم أتمكن من الانغماس في الراحة الجسدية، كنتُ أشعر بكبت وكآبة شديدين. كانت تحتشد في عقلي أفكار حول عدم إرهاق نفسي وإيلاء مصالحي الجسدية الأولوية، وكنتُ أتجاهل تمامًا مسؤولياتي وواجباتي. على الرغم من أنني كنتُ أحمل على عاتقي ذلك الواجب المهم، لم أكن أفكر في كيفية تحقيق نتائج جيدة في كل مهمة أو في كيفية الوفاء بمسؤولياتي. لم أفكر إلا في راحتي، وأشبعتُ رغباتي الجسدية، وأشعر بالبؤس كلما كان هناك أي مشقة إضافية وأردت الهروب منها. رأيتُ أنني كنتُ أنانية وحقيرة على نحوٍ لا يُصدَّق، وكنتُ أفتقر تمامًا للضمير أو العقل. في الحقيقة، عندما استرجع الأحداث الماضية، أجد أنه على الرغم من أن جسدي وجد راحةً مؤقتة، لم أكن قد ربحتُ أي حق أو قمتُ بواجبي، ولم يكن لديَّ أي نزاهةٍ وكرامةٍ على الإطلاق. لم يكن للعيش بهذه الطريقة أي معنى أو قيمة. عندما تأملت في هذا الأمر، كرهت نفسي بشدة، وشعرتُ بالامتنان العميق لله، ولم أعد أرغب في العيش بهذه الطريقة.

لاحقًا، قرأتُ فقرةً أخرى من كلمات الله أثّرت فيَّ حقًا. يقول الله القدير: "كيف يكون الناس الذين يؤدون عملهم كما ينبغي؟ إنهم أناس ينظرون إلى احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والملبس والمسكن والتنقلات بطريقة بسيطة. طالما أن هذه الأشياء في المستوى الطبيعي، فهذا يكفيهم. إنهم يهتمون أكثر بمسارهم في الحياة، وإرساليتهم كبشر، ونظرتهم إلى الحياة وقيمهم. ما الذي يفكر فيه الأشخاص غير الواعدين طوال اليوم؟ إنهم يفكرون دائمًا في كيفية التكاسل عن العمل، والتحايل للهروب من المسؤولية، وكيف يأكلون جيدًا ويستمتعون بوقتهم، وكيف يعيشوا في راحة جسدية وطمأنينة دون مراعاة تأدية عملهم كما ينبغي. لذلك، يشعرون بالكبت في سياق وبيئة أداء واجباتهم في بيت الله. يتطلب بيت الله من الناس أن يتعلموا بعض المعارف العامة والمهنية التي تخص واجباتهم حتى يتمكنوا من القيام بها بشكل أفضل. يتطلب بيت الله من الناس أن يأكلوا كلام الله ويشربوه باستمرار حتى يتمكنوا من اكتساب فهم أفضل للحق، والدخول في واقع الحق، ومعرفة مبادئ كل فعل. كل هذه الأمور التي يعقد بيت الله شركة عنها ويذكرها تتعلق بموضوعات وأمور عملية، وغيرها من الأمور، التي تقع في نطاق حياة الناس وقيامهم بواجباتهم، وتهدف إلى مساعدة الناس للاهتمام بعملهم كما ينبغي والسير في الطريق الصحيح. إن هؤلاء الأشخاص الذين لا يهتمون بأداء عملهم كما ينبغي ويفعلون ما يحلو لهم لا يرغبون في القيام بهذه الأمور على النحو الصحيح. إن هدفهم الأساسي الذي يريدون تحقيقه في عمل كل ما يريدوه هو الراحة الجسدية والمتعة والاطمئنان، وعدم تقييدهم أو ظلمهم بأي شكل من الأشكال. إنه يتمثل في أن يتمكنوا من تناول ما يكفيهم من الطعام الذي يريدوه، وعمل ما يحلو لهم. إن طبيعة إنسانيتهم ورغباتهم الداخلية هي التي تجعلهم يشعرون عادة بالكبت. أيًّا كانت الكيفية التي استخدمتَها في عقد شركة معهم عن الحق، فلن يتغيروا، ولن يتم معالجة شعور الكبت لديهم. هذا هو نوعهم كبشر؛ فهم مجرد أشياء لا تهتم بأداء عملها كما ينبغي. على الرغم من أنه لا يبدو عليهم ارتكاب أي شر عظيم أو أنهم أشخاص سيئون، و رغم أنه يبدو أنهم فشلوا فقط في الحفاظ على المبادئ واللوائح، إلا أنه في الواقع، جوهر طبيعتهم هو أنهم لا يهتمون بعملهم كما ينبغي ولا يتبعون الطريق الصحيح. إن أمثال هؤلاء الناس يفتقرون إلى ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، ولا يمكنهم الوصول إلى إدراك الإنسانية الطبيعية. ... أما في المجتمع، فمن هم الناس الذين لا يهتمون بعملهم كما ينبغي؟ إنهم العاطلون والحمقى والكسالى والمشاغبون والهمجيون والمتسكعون، أشخاص على هذه الشاكلة. إنهم لا يرغبون في تعلم أي مهارات أو قدرات جديدة، ولا يريدون السعي إلى وظائف جادة أو العثور على وظيفة حتى يتمكنوا من تدبُّر أمورهم. إنهم العاطلون والمتسكعون في المجتمع. إنهم يتسللون إلى الكنيسة، ثم يريدون الحصول على شيء بدون مقابل وينالوا نصيبهم من البركات. إنهم انتهازيون. هؤلاء الانتهازيون لا يرغبون مطلقًا في القيام بواجباتهم. إذا لم تسر الأمور كما يريدون، ولو قليلًا، يشعرون بالكبت. إنهم يتمنون دائمًا أن يعيشوا بحرية، ولا يريدون القيام بأي نوع من العمل، ومع ذلك فهم يريدون أن يأكلوا طعامًا طيبًا ويرتدوا ملابس أنيقة ويأكلوا ما يشاؤون ويناموا متى شاءوا. إنهم يعتقدون أنه عندما يأتي يوم كهذا، سيكون رائعًا بالتأكيد. لا يريدون أن يتحملوا ولو القليل من المشقة ويتمنون حياة مرفهة. هؤلاء الأشخاص أيضًا يجدون الحياة مُرهقة؛ فهم مقيدون بمشاعر سلبية. يشعرون غالبًا بالتعب والارتباك لأنهم لا يستطيعون فعل ما يحلو لهم. إنهم لا يريدون تأدية عملهم كما ينبغي أو إدارة شؤونهم بشكل صحيح. إنهم لا يريدون الالتزام بعمل، والقيام به بشكل متواصل من البداية إلى النهاية، وأن يعتبروه مهنتهم وواجبهم والتزامًا عليهم ومسؤولية؛ إنهم لا يرغبون في القيام به جيدًا وتحقيق النتائج، أو القيام به بأفضل مستوى ممكن. إنهم لم يفكروا بهذه الطريقة قط. إنهم يريدون فقط أن يتصرفوا بلامبالاة وأن يستخدموا واجبهم كوسيلة لكسب العيش. عندما يواجهون قليلًا من الضغوط أو شكلًا من أشكال الرقابة، أو إذا فُرضت معايير أعلى قليلًا عليهم، أو إذا تم تحميلهم بالقليل من المسؤولية، فإنهم يشعرون بعدم الارتياح والكبت. هذه المشاعر السلبية تنشأ داخلهم، ويشعرون بالإرهاق في الحياة، وأيضًا بالتعاسة. إن أحد الأسباب الأساسية الذي تجعل الحياة تبدو مرهقة بالنسبة لهم هو أن مثل هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى العقل. إن عقلهم معيب، فهم يقضون اليوم كله في الانغماس في الأوهام، يعيشون في الأحلام والخيالات، يتخيلون دائمًا أكثر الأشياء جموحًا. ولهذا السبب، من الصعب للغاية علاج مشاعر الكبت لديهم. إنهم غير مهتمين بالحق، إنهم عديمي الإيمان. والشيء الوحيد الذي يمكننا عمله هو أن نطلب منهم مغادرة بيت الله والعودة إلى العالم وإيجاد مكانهم الخاص الذي ينعمون فيه بالاسترخاء والراحة" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (5)]. عندما قرأتُ كلمات الله تتحدث عن أولئك الذين "لا يهتمون بالقيام بعملهم كما ينبغي" أو عن "العاطلين" و"المتسكعين"، شعرتُ بوخز شديد في ضميري وبكآبة عميقة. فالعاطلون والمتسكعون هم أدنى الناس وأكثرهم انحطاطًا، يقضون أيامهم في الأكل والشرب والمرح وليس لديهم أي مساعٍ جدية. وهم غير جديرين بالثقة في كل ما يفعلونه، ومترددون، وليس لديهم أي إحساس بالمسؤولية. لم يختلف سعيي عن سعي المتسكعين. بصفتي قائدة، لم تكن أفكاري اليومية تدور حول كيفية القيام بواجباتي جيدًا أو تحمل مسؤولياتي. بدلًا من ذلك، كنتُ أفكر دائمًا في كيفية جلب الراحة والدَعَة لجسدي، وعند أدنى مشقة، كنتُ أقاوم وأشعر بعدم الرضا. لقد تعاملتُ مع واجبي على أنه عبء ولم أُفكر على الإطلاق في أداء مهامي كما ينبغي. رأيتُ أنني كنتُ غير جديرة بالثقة ولم يكن قلبي يتقي الله على الإطلاق. حتى غير المؤمنين يؤمنون بأنه "لا مكسب بلا عناء"، وأنه لكي يتمكن المرء من النجاة في الحياة، لا بد أن يتحمل المشقة ويدفع الثمن. مع ذلك، لم أكن أتحمل أي معاناة، وكنت أصرخ متذمرةً عند أدنى انزعاج. أفلم أكن عديمة النفع بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ إذا لم أغير هذه العقلية المنحطة وظللتُ أتجنب العمل الصحيح الذي كان من المفترض أن أقوم به، فسأُستبعد في النهاية. إنَّ الله يُخلِِّص أولئك الذين يؤمنون به إيمانًا صادقًا، ويسعون للحق، ويقومون بواجباتهم بمسؤولية. هؤلاء الناس يركزون على شؤونهم الصحيحة، ويهتمون بأداء بواجباتهم كما ينبغي، وحتى لو سبَّبت لهم واجباتهم معاناةً أو تعبًا، فإنهم لا يشتكون ويقومون بها بإخلاص. من تلك اللحظة فصاعدًا، أردتُ أن أكون شخصًا يُعنى بواجباته كما ينبغي.

لاحقًا، قرأتُ فقرةً أخرى من كلمات الله ووجدتُ مسارًا عمليًّا. يقول الله القدير: "ما قيمة حياة الشخص؟ هل هي للانغماس في ملذات الجسد مثل الأكل والشرب واللهو فحسب؟ (كلا، هي ليست كذلك). ما القيمة إذًا؟ ... من ناحية، يرتبط الأمر بإتمام واجب المخلوق. ومن ناحية أخرى، يرتبط الأمر ببذل كل ما في وسعك وطاقتك بأفضل ما تستطيع، وعلى الأقل الوصول إلى مرحلة لا يتهمك فيها ضميرك ويمكنك فيها أن تكون في سلام مع ضميرك وتكون مقبولًا بالتأكيد في نظر الآخرين. وأكثر من هذا، طوال حياتك، وبصرف النظر عن العائلة التي وُلِدتَ فيها أو خلفيتك التعليمية أو مستوى قدراتك، يجب أن يكون لديك بعض الفهم للمبادئ التي يجب على الناس فهمها في الحياة. مثال ذلك، نوع المسار الذي ينبغي أن يسلكه الناس، وكيفية العيش، وكيفية عيش حياة ذات معنى. ينبغي على الأقل أن تستكشف القليل من القيمة الحقيقية للحياة. فهذه الحياة لا يمكن أن تُعاش عبثًا، ولا يمكن للمرء أن يأتي إلى هذه الأرض عبثًا. ومن ناحية أخرى، يجب عليك خلال حياتك إتمام مهمتك، فهذا هو الأهم. لن نتحدث عن إكمال مهمة أو واجب أو مسؤولية عظيمة، ولكن على الأقل، ينبغي لك إنجاز شيء. ... تنطوي قيمة الحياة البشرية والمسار الصحيح الذي يجب اتباعه على إنجاز شيء ذي قيمة وإكمال مهمة أو عدة مهام ذات قيمة. وهذا لا يُسمَّى مهنة بل يُسمَّى المسار الصحيح ويُسمَّى أيضًا المهمة الملائمة. أخبرني، هل يستحق أن يدفع الشخص الثمن لإكمال قدر من العمل القيم، وعيش حياة لها معنى وقيمة، والسعي إلى الحق والوصول إليه؟ إن كنت ترغب حقًا في السعي إلى فهم الحق، والانطلاق في المسار الصحيح في الحياة، وإجادة إتمام واجبك، وعيش حياة لها قيمة ومعنى، فلن تتردد في بذل طاقتك كلها، ودفع كل الأثمان، وبذل وقتك كله ومدى أيامك. إن اختبرت القليل من المرض خلال هذه الفترة، فذلك لن يهم ولن يسحقك. أليس هذا أسمى بكثير من حياة مليئة باليسر والحرية والكسل والاعتناء بالجسد المادي إلى أن يتغذى الجسد تغذية جيدة ويتمتع بالصحة، ويبلغ طول العمر في النهاية؟ (بلى). أي من هذين الخيارين يمثل حياة قيمة؟ أيهما يمكن أن يجلب الراحة ويمنع الحسرات عن الناس عندما يواجهون الموت في النهاية؟ (عيش حياة لها معنى). عيش حياة لها معنى. هذا يعني أنك في قلبك ستكون قد ربحت شيئًا وستشعر بالراحة" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (6)]. بعد قراءة كلمات الله، فهمتُ ما ينبغي على الناس أن يسعوا إليه ليعيشوا حياة ذات معنى وقيمة. الحياة قصيرة جدًا، لذا ينبغي لنا أن نقوم بأشياء هادفة في هذا الوقت المحدود. السعي إلى الحق والوفاء بواجباتنا هما السبيلان الوحيدان لتجنب العيش عبثًا. عندما يكتمل عمل الله، لن يَبْقَ لدينا ندم أو مشاعر تقصير، وستشعر قلوبنا بالراحة والسلام. تأملتُ كيف كنتُ أعيش من أجل جسدي. حتى أدنى مشقة أو إرهاق في واجباتي كان يجعلني أشعر بالاحباط والمقاومة وعدم الرضا. لم أكن أعيش على شبه الإنسان، ولم أكن أقوم بواجباتي بشكل جيد. كل ما خلَّفته ورائي كانت مشاعر الذنب والتقصير، وفي النهاية، لم أربح أي حق على الإطلاق. كنتُ حقًا أُضيّع وقتي! فكرت بيني وبين نفسي: "لا يمكنني الاستمرار في العيش بلا هدف هكذا. من حسن حظي أن لدي الفرصة لقبول عمل الله في الأيام الأخيرة. هذه هي نعمة الله وتمجيده، وينبغي أن أتحمل مسؤولياتي، وأتعلم التمرد على جسدي وأصبح شخصًا يهتم بواجباته كما ينبغي". مع هذه الأفكار في ذهني، شعرتُ بقلبي مشرقًا حقًا، وعرفتُ ما يجب أن أسعى إليه من ذلك الحين فصاعدًا.

لاحقًا، انتُخبتُ مجددًا بصفتي قائدة كنيسة، وشعرت حقًّا بالامتنان. أيضًا اعتززتُ بهذه الفرصة وأردتُ أن أقوم بواجباتي بصورة صحيحة. بعد أن أصبحتُ قائدةً، كان هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به كل يوم، وعندما كانت واجباتي تثقل كاهلي، ظللتُ أكشف عن أفكار تتعلق بمراعاة جسدي، ولم أرغب في التفكير بعمق في الأشياء، لكنني تذكرتُ حينها كلمات الله: "هل يستحق أن يدفع الشخص الثمن لإكمال قدر من العمل القيم، وعيش حياة لها معنى وقيمة، والسعي إلى الحق والوصول إليه؟ إن كنت ترغب حقًا في السعي إلى فهم الحق، والانطلاق في المسار الصحيح في الحياة، وإجادة إتمام واجبك، وعيش حياة لها قيمة ومعنى، فلن تتردد في بذل طاقتك كلها، ودفع كل الأثمان، وبذل وقتك كله ومدى أيامك. إن اختبرت القليل من المرض خلال هذه الفترة، فذلك لن يهم ولن يسحقك" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (6)]. منحتني كلمات الله الإيمان والقوة، وعرفتُ أنه لم يعد يمكنني أن أقوم بواجباتي بلا مبالاة لمجرد إرضاء جسدي، وأن الراحة الجسدية لم تكن سوى راحة مؤقتة، لكن من شأن عدم بذل قصارى جهدي في واجباتي أن يُخَلِّف لديَّ ندمًا ومشاعر تقصير، وهذه أشياء لا يمكن محوها أبدًا. لذا، صليتُ إلى الله لأتمرد على نفسي، مما سمح لقلبي بأن يشعر بسلام أكبر وساعدني على التعاون بصدق. بدأتُ في التفكير في كيفية تحقيق نتائج فعلية في عملي، وكلما واجهتُ شيئًا لم أفهمه، كنتُ أناقشه مع الآخرين وأطلب مبادئ الحق في كلمات الله. ومع أنَّ قيامي بواجباتي بهذه الطريقة جعلها أكثر تكدسًا، واستلزم مني تحمل شواغل أكثر، وكان لدي وقت أقل للاسترخاء، فقد ربحت أكثر من ذلك بكثير، وشعرت بأن حياتي باتت أكثر إشباعًا. وتوقفت أيضًا عن الاستسلام بسهولة للمشاعر السلبية والكبت. هذا التحول بداخلي كان نتيجةً لكلمات الله. شكرًا لله!

السابق: 20. مواجهة معارضة والديَّ لإيماني

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

39. رحبت بعودة الرب

بقلم تشوانيانغ – الولايات المتحدةتركني شتاء 2010 في الولايات المتحدة أشعر بالبرد الشديد. كان الأسوأ من برودة الرياح والثلوج القارسة، أن...

34. صحوة مسيحي روحيًا

بقلم لينجوُو – اليابانإنني طفل من جيل الثمانينيات، وولِدت في أسرة مزارعين عادية. كان أخي الأكبر دائمًا معتل الصحة ومريضًا منذ أن كان...

14. لقد ظهر الرب في الشرق

بقلم تشيو تشن – الصينفي أحد الأيام، اتصلَتْ بي أختي الصغرى لِتقولَ لي إنها عادت من الشمال وإن لديها شيئًا مُهمًّا لِتُخبِرَني به، وطلبت مني...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب